خاص| إلى أين وصلت مفاوضات صفقة غزة؟ هذه تفاصيلها
خاص - راية
يرى أستاذ العلوم السياسية د. أيمن الرقب، أن التفاؤل لا يزال موجودا بشأن التوصل إلى صفقة تبادل واتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال د. الرقب لـ"رايــة" إن التسريبات الإسرائيلية تحدثت مؤخرا عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول "عيد الحانوكا" الذي يصادف يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر الجاري. لكنه استبعد حدوث ذلك خلال الساعات المقبلة.
واستطرد قائلا: "إلا أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي وليس سلبي، وربما لا يكون الإعلان عن الصفقة قبل عيد الحانوكا الإسرائيلي، فقد يؤجل ذلك إلى مطلع شهر يناير المقبل، وأعتقد أننا قد نجد صفقة بشكل قطعي قبل دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بتاريخ 20 يناير 2025".
تفاصيل الصفقة
وتحدث عن التفاصيل المتداولة حول الصفقة المحتملة، والتي نشرت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية وحتى عربية وفلسطينية، أجزاء من البنود التي تم الاتفاق عليها، وكذلك نقاط الخلاف القائمة حاليا.
وقال: "الأمور أصبحت واضحة، حماس وافقت بشكل كبير وأبدت مرونة عالية، فيما يتعلق بانسحاب الاحتلال من محور فيلادلفيا، وإعادة تشغيل معبر رفح بناء على الاتفاق الأوروبي الفلسطيني لعام 2005، بالتالي وجود قوة فلسطينية في المعبر، لن تكون السلطة ولا حماس، وهناك مشاورات حول ذلك لإكمال فكرة لجنة الإسناد المجتمعي".
وأضاف: "الحديث يدور أيضا عن انسحاب الاحتلال من محور نيتساريم الشق الغربي حتى شارع صلاح الدين وسط القطاع، بالتالي حرية الحركة بين الشمال والجنوب، لكن مع وجود أجهزة تفتيش للعربات فقط تحت إشراف عربي أو دولي، لكن بالتأكيد الاحتلال سيراقب ذلك".
وبحسب الرقب، وافقت حماس على حق الاحتلال في ممارسة "الفيتو" على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى، إذ سلمت الحركة قائمة أسماء ورفضت إسرائيل 50-60 اسما من بينهم الأسيرين مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
وبعد الاتفاق على الصفقة وانتظار التنفيذ، أدخل الاحتلال كشفا جديدا يتضمن 11 أسيرا إسرائيليا يريد إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، هم من فئة الشباب، لكن حركة حماس طلبت أن يكون لهم مفتاح وثمن آخر، قد يصل إلى 100-50 أسير مثل ثمن المجندات. وفق الرقب.
تفاصيل إضافية
ويوم أمس، نقلت قناة الغد عن مصادر -لم تسمها- قولها إن الصفقة المقبلة بين حركة حماس وإسرائيل تتضمن إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين من المرضى وكبار السن والنساء مقابل أسرى فلسطينيين.
وأضافت المصادر أن الصفقة تتضمن الاتفاق على السماح بعودة نازحين قطاع غزة دون قيود، والانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم حتى شارع صلاح الدين.
وبشان معبر رفح، قالت المصادر إن الصفقة ستتضمن الاتفاق على أن يدير المعبر من الجانب الفلسطيني موظفون فلسطينيون، وإعادة تشغيله وفقا لاتفاقية المعابر 2005 دون وجود إسرائيلي، كما تتضمن الصفقة أيضا الانسحاب الإسرائيلي من غالبية محور فلادلفيا.
وحول المساعدات قالت المصادر إن الصفقة ستتضمن الاتفاق على إدخال المساعدات لقطاع غزة خلال 45 يوما من الهدنة وربما تزيد.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس الأحد، بأن مسؤولًا بارزًا في الحكومة الإسرائيلية أبلغ عددًا من عائلات المحتجزين، بأن الأيام المقبلة حاسمة في مصير أقاربهم، مشيرًا إلى أن قد يتم إبرام صفقة جزئية محتملة مع حركة حماس، قد لا تتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين في المرحة الأولى.
ووفقًا للصحيفة، قال المسؤول لعائلات المحتجزين من الشباب في رسالته: «الأيام المقبلة حاسمة في مصير أحبائكم.. نحن نقترب من التوصل إلى اتفاق قد لا يتضمن الالتزام بالإفراج عنهم».
كما توقع المسؤول الإسرائيلي وجود احتمالات كبيرة بألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، وقبل وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
كانت مصادر مطلعة قد قالت الأربعاء الماضي، إن حركة حماس أبدت موافقة للوسطاء على عدم إنهاء الحرب كليًا خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار.
وأضافت المصادر أن الحركة أبلغت الوسطاء بالموافقة على إبعاد كبار الأسرى الفلسطينيين إلى قطر وتركيا، كما وافقت على الإفراج عن المرضى وكبار السن والمجندات المحتجزين لديها.
كما أكدت حماس للوسطاء رفضها وجود أي نقاط تفتيش للسكان عند عودتهم إلى الشمال، وطالبت الوسطاء بتوفير ضمانات دولية بالتزام إسرائيل بمراحل الاتفاق الثلاثة.
شروط نتنياهو
اليوم الإثنين، كشفت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو من باب المماطلة وعدم التوصل لصفقة لوقف الحرب على قطاع غزة.
وقالت الهيئة في تقرير لها، إن التسريبات الأخيرة عن التفاؤل الكبير والزخم المتزايد بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة، أثارت تساؤلات بشأن الأسباب وراء التأخير في إعلان الاتفاق حتى اللحظة.
وأشارت إلى أن "الشروط الجديدة فتحت الباب لاستمرار المحادثات وإمكانية أن تطلق جولة أخرى في القاهرة نهاية الأسبوع أو بداية الأسبوع القادم لإنهاء ملفات مرتبطة بالمخطوفين وسط احتمالين: أن يبدأ بتنفيذ الصفقة بداية العام المقبل وقبل تنصيب ترمب أو في الأسبوع الأول بعد توليه منصبه".
وأضافت أنه "رغم التأخير لا يزال الوسطاء يرون أن هناك تفاؤلا بحسم الصفقة قريبا حال حدوث تفاهمات لتجاوز أي شروط تؤخر الاتفاق".
ونقلت عن مسئولين أمنيين أن التفاؤل لا يزال كبيرا لكن هناك نقاط خلافية، من بينها نقطتان رئيسيتان: "الأولى تتمثل في عدم وصول قائمة المخطوفين الإسرائيليين الأحياء إلى إسرائيل وعدم نية إسرائيل أيضا الانسحاب من محور "فلادلفيا".
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر فلسطينية ومصرية، أن المفاوضات دخلت مرحلة نهائية، مرجحة أنه قد يتم التوصل الى اتفاق في غضون عشرة أيام، لذلك وصل وفد مصري إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في المحادثات.
بدورها، أكدت حركة "حماس" مجددا أنه رغم قرب التوصل الى اتفاق، إلا أنها تصر على أن يكون هناك وقف تام لإطلاق النار في نهاية تنفيذ جميع مراحل الاتفاق، بمعنى حتى لو كان الأمر تدريجيا.