شارك في فعالية تكريم معلمي المحافظة
وزير التربية يستعرض مكونات مبادرة "التعليم من أجل التنمية" في طولكرم
بدأ وزير التربية والتعليم العالي د. أمجد برهم، اليوم الأحد، سلسلة لقاءات تستهدف عرض خطة التعليم من أجل التنمية ونقاشها مع مكونات المجتمع المحلي في مختلف المحافظات، حيث كانت باكورة اللقاءات في محافظة طولكرم، إذ قدم عرضاً تفصيلياً للمبادرة الهادفة إلى تعزيز دور التعليم وتنميته خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
وأكد الوزير خلال اللقاء، الذي حضره ممثلون عن مؤسسات رسمية وأهلية وأكاديمية وقطاع خاص وشخصيات رسمية واعتبارية، أهمية مشاركة جميع الفئات المجتمعية في دعم هذه المبادرة، التي تتماشى مع أهداف التنمية الوطنية وتسعى إلى تحسين جودة التعليم الفلسطيني، وأن الوزارة تسعى إلى تكريس هذا المفهوم من خلال العمل المشترك مع مكونات المجتمع كافة، لافتاً إلى حرص القيادة والحكومة واهتمامهما بهذه المبادرة؛ باعتبارها محوراً أساسياً في تطوير سياسات التعليم وخدمة توجهات الوزارة.
وأشار برهم إلى أن هذه المبادرة تتضمن عديد المحاور والمقترحات التي تُركز في مُجملها على جودة التعليم، وتدخلات رئيسة تستهدف مرحلة التعليم ما قبل المدرسي، والتعليم المدرسي، وبناء قدرات الكادر التربوي، ونظام التقييم، وتطوير نظام الثانوية العامة، والمناهج الدراسية، ودعم التعليم في القدس وقطاع غزة، ومهننة التعليم والمعلمين، وغيرها من المنطلقات المُهمة، مبيناً أن نجاح المبادرة يعتمد على التعاون المستمر بين الوزارة، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والجامعات.
وأعرب وزير التربية عن أمله في أن تسهم هذه اللقاءات في خلق حوارات جادة حول آفاق تحسين النظام التعليمي، مؤكداً أن الوزارة ستواصل العمل على تعزيز شراكتها مع المجتمع؛ لضمان نجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها.
تكريم للمعلمين:
وفي سياق ذي صلة؛ شارك الوزير في فعالية يوم المعلم الفلسطيني، التي احتضنتها ونظمتها جامعة فلسطين التقنية - خضوري، بالشراكة مع الوزارة والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين.
جاء ذلك بمشاركة وحضور؛ وكيل "التربية والتعليم" د. نافع عساف، ونائب محافظ طولكرم فيصل سلامة، ورئيس الجامعة أ.د. حسين شنك، والأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين سائد ارزيقات، والوكيل المساعد للشؤون الطلابية صادق الخضور، ونائب رئيس مجلس أمناء الجامعة م. سليمان زهير، وأمين سر حركة فتح إياد الجراد، وممثلين عن مديريات التربية ومختلف المؤسسات الرسمية والأهلية والمجتمعية.
وفي كلمته، وجه برهم التحية لجموع المعلمين والمعلمات في كافة أرجاء الوطن، مثمناً تفانيهم وصبرهم وتميزهم في كافة الميادين والمجالات، مبرقاً رسالة خاصة لمعلمي غزة الذين يواجهون أصعب الظروف نتيجة الإبادة المتواصلة، وتشبثهم بخيار العلم وتوفير كل ما يلزم من أجل أطفالنا.
وتطرق إلى مُجمل الانتهاكات الاحتلالية المتصاعدة بحق مدارسنا ومعلمينا وكوادرنا التربوية، خاصة في القدس وغزة والمناطق المسماة "ج"، وضرورة المضي قُدماً في كل البرامج والخطط التي تضمن تطوير التعليم وتنميته، والارتقاء بالمعلمين مالياً ومهنياً؛ باعتبارهم العنصر الرئيس في قلب النظام التعليمي.
وشكر برهم جامعة "خضوري" والاتحاد العام للمعلمين على الشراكة الناجزة والعلاقة التكاملية والتعاون في إطار تنظيم هذه الفعالية.
بدوره، قال شنك: "نلتقي اليوم على أرض جامعة الدولة، لنحتفي بمعلمينا الرياديين ممن سجلوا بصمات مضيئة في مسيرة التعليم في فلسطين، في ظل ظروف استثنائية بكافة ملامحها وتفاصيلها، في زمن صمت فيه كل من صمت عما ألم بالعملية التعليمية على امتداد الوطن، بل صمت العالم عن قتل الطلبة والمعلمين وهدم المدارس والجامعات في مشاهد تنطق حتى من به صمم".
من جهته؛ قال نائب المحافظ: "إن المعلمين الفلسطينيين هم الدرع الحامي للوطن بسلاح العلم والمعرفة، وهم الركيزة الأساسية في بناء الأجيال القادرة على مواجهة التحديات، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال سياساته الإجرامية بحق شعبنا من هدم المدارس والجامعات، وقتل العلماء والمعلمين، نجد معلمينا على العهد، صامدين ومتمسكين برسالتهم السامية رغم كل الظروف القاسية".
من جانبه، قال ارزيقات: نقف اليوم بإجلال واحترام لنكرّم معلمينا، الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية بناء الأجيال رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، مشيراً إلى أن المعلم الفلسطيني يعيش واقعاً صعباً، ففي غزة؛ يقف المعلم في مواجهة الاحتلال بصدره العاري، وفي الضفة، يصمد في وجه كل محاولات الاحتلال لإنهاء الوجود الفلسطيني عبر استهداف المدارس والمعلمين التي كان حصيلتها استشهاد أكثر من 500 معلم/ة و12 ألف طالب/ة وآلاف الجرحى.
لقاء المحافظ:
وكان الوزير قد استهل زيارته لطولكرم؛ بلقاء جَمعه مع محافظها مصطفى طقاطقة، إذ تخلل اللقاء استعراض أبرز التحديات التي يجابهها التعليم في المحافظة، وتداعيات اقتحامات جيش الاحتلال لطولكرم وآثارها على العملية التعليمية، وسط تأكيدهما على محورية جهود الوزارة في توفير تعليم آمن ومستقر رغم الظروف الحرجة، وتعزيز العلاقة التكاملية بين مختلف المؤسسات الرسمية والقطاعات الشريكة للنهوض بالتعليم وتدعيم مرتكزاته.