قضايا في المواطنة..
خاص| ما أهمية التضامن الاجتماعي في مواجهة عدوان الاحتلال؟
خاص - راية
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" في حلقة جديدة، الضوء على أهمية التضامن الاجتماعي في مواجهة عدوان الاحتلال على فلسطين.
المختص في علم الاجتماع عائد حوشية قال إن أسمى قيمة بين الشعوب أثناء الكوارث والأزمات هي ما تملكه من قيم ومثل وطباع مرتبطة بالتضامن الاجتماعي.
وأضاف حوشية أنه في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، شعبنا كله يرزح تحت الاحتلال، بالتالي المطلوب من الشعوب والحكومات الحرة أن تتضامن معه.
وأكد أن التضامن الاجتماعي بين فئات مجتمعنا قيمة إنسانية سامية، موضحا أنه يعتمد على ما يمتلكه شعبنا من مكونات اجتماعية وثقافية وتربوية نشأ وتربى عليها، وهي جاءت مراكمة للتنشأة الاجتماعية ضمن سياقاتنا الثقافية المتنوعة.
وأشار إلى أن المجتمع الفلسطيني مجتمع متنوع ثقافيا وفكريا وسياسيا واجتماعيا، بالتالي هنا التضامن الداخلي بين فئات الشعب الفلسطيني، وكيف انتقلت قيمة التضامن والمساندة الاجتماعية من عمل نبيل وتضحوي وتربوي وإنساني إلى مأسسة.
وبين أن التضامن الاجتماعي يشبه العمل التطوعي الذي تربى عليه شعبنا الفلسطيني منذ الصغر.
وبحسب حوشية، التضامن من صوره إثارة القضية والحقوق والترويج لها، مستطردا: "نحن كشعب فلسطيني نحتاج إلى تضامن عالمي معنا لأننا أصحاب القضية والهم والأزمة بالتالي المطلوب من الناس ليس التضامن فقط بل المساندة والتماسك والتعاضد والوحدة".
وشدد على أن التضامن هو احتياج ومطلب نبيل وقيمة سامية لا بد من تطويرها من مصطلح تضامن إلى مساندة ومؤازرة وتكافل ووحدة.
وتطرق حوشية إلى الأدوار التي يمكن القيام بها لتعزيز التكافل الاجتماعي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، وقال إن "هذا يجب أن يوجه إلى صانع القرار"، مؤكدا في الإطار ذاته أن المسؤولية جمعية تبدأ من الأسرة ثم المجتمع المصغر ثم المجتمع بشكل عام بما فيه من مؤسسات فاعلة ومؤثرة.
وأضاف: "لدينا تجربة سياسية وأيديولوجية غنية، بالتالي حينما نتحدث عن صور التضامن، فرص العمل ومساندة العوائل المنكوبة وتسهيل الخدمات مثل الصحة النفسية والمجتمعية والطبية والتعليمية للمناطق الهشة المرتبطة بتجمعات نائية تعاني ويلات الاحتلال والمستوطنين".
وتابع إن المسؤولية جمعية وهي مرتبطة بتكافؤ الفرص، لافتا إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناتجة عن تقييدات الاحتلال وبروتوكول باريس الاقتصادي، ما يؤكد أهمية التضامن الاجتماعي.
ويرى أن "هناك جهات لا تعرف معنى التكافل والتضامن الاجتماعي، إذ أن هناك قيم ومثل تربينا عليها تمأسست، الامر الذي أدى إلى تشويه الصورة واختلال في مفهوم المواطنةوالمجتمع المدني في سياقنا الفلسطيني، ما يزيد من حجم الكارثة والمعاناة التي يعيشها شعبنا".
أما الناشط في مؤسسة REFORM محمد أبو ربيع، فقد تحدث حول دور الشباب في الإسهام في التضامن الاجتماعي "الذي شكل حالة فريدة من نوعها انتهجها سكان قطاع غزة خلال الحرب للمساهمة في تخفيف الأعباء عن بعضهم البعض".
وأوضح أن التضامن بدأ منذ بدء العدوان وهي فترة غنية بالتضامن الاجتماعي، بدءا من نزوحهم من شمال القطاع إلى الوسط والجنوب ومختلف المناطق، إذ عمل السكان على استقبال بعضهم البعض وتقديم بعض المساعدات والأغطية وغيرها.
وقال إن الحكومة في غزة انهارت خلال العدوان بالتالي فقد المواطنون كل أشكال الدعم، فاتجه الناس إلى المبادرات التي يقوم بها شباب متطوعين، سواء لتوزيع الطعام أو الخيام أو غيره من الأمور التي تساهم في تعزيز الصمود في الحرب.
وأضاف: "نحن شعب تحت الاحتلال والمعاناة ممتدة من الضفة إلى غزة حتى في الداخل الفلسطيني، لذا نشعر بأوجاع بعضنا البعض، لكننا بحاجة إلى تضامن عالمي وحراك سياسي كبير من أجل دفع الشعوب للوقوف مع شعبنا في ظل الإبادة التي يتعرض لها".
ودعا الشعوب الحرة حول العالم للقيام بدورها في التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع عدوان.
وتابع: "بادرنا منذ بدء العدوان انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية، من أجل مساعدة المواطنين، حيث قمنا بأنشطة الدعم النفسي والاجتماعي للتخفيف عن العائلات والأطفال تحديدا، ثم واصلنا العمل وقدمنا مياه الشرب والاكل في ظل غلاء الأسعار وخروج محطات التحلية عن الخدمة خصوصا في المناطق النائية التي تعاني بشدة".
وأردف أبو ربيع قائلا: "لم تنته الازمة بفضل جهودنا، لكننا تمكنا من التخفيف من المعاناة"، مشددا على ضرورة تكاتف جميع الجهود ووقف العدوان وإنهاء المعاناة المتواصلة منذ أكثر من 15 شهرا.
ولفت إلى أن "هناك فراغ كبير في الساحة المجتمعية في قطاع غزة، لذا بادر الشباب للعمل من أجل سد الفجوة الناجمة عن آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل".
وأكد أهمية التمكين السياسي للشباب عقب الحرب، لا سيما أن هذا الأمر كان غير مفعلا قبلها؛ من أجل الاستمرار في المساهمة في قيادة المرحلة الحالية والمقبلة عقب انتهاء العدوان.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة:
