استثمارات تُسحب من فلسطين
خاص| 81% من المنشآت الاقتصادية في الضفة تأثرت بفعل الاجتياحات
أكدت الباحثة الاقتصادية في مركز رؤية للتنمية السياسية د. رغد عزام، أنه منذ السابع من أكتوبر؛ أصبح الوضع في الضفة الغربية مأساوي وبات هناك صعوبة في وصول البضائع والخدمات الأساسية، وارتفاع كبير بمعدلات البطالة.
وأضافت عزام في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة أثرت بشكل كبير على المنشآت الاقتصادية بما فيها الزراعية والتجارية وغيرها، وكذلك على القطاع الخدمي مع تدمير البنى التحتية.
وأوضحت أن تدمير الاحتلال للمنشآت الفلسطينية بالضفة الغربية أثر بشكل مباشر على السكان، إذ أصبح هناك صعوبة في إيجاد سكن للعائلات التي تم تدمير بيوتها، ونزوح للكثير من العائلات خاصة في شمال الضفة الغربية.
وأشارت عزام إلى أن الاجتياحات تسببت بضغط اقتصادي كبير بعد تعطّل الأنشطة الاقتصادية، لافتة إلى أن الاقتصاد الفلسطيني اقتصاد نامي وصغير ومتواضع ومقيد جدا، ويعتمد على المنشآت المتوسطة والصغيرة التي تعطلت.
وبيّنت أن هذه المنشآت تأثرت بشكل كبير على المدى القريب؛ كونها ذات رأس مال صغير، وبالتالي تعرضها لأذى أو تدمير يؤثر بشكل كبير على نشاطها، ولكن على المدى البعيد سيؤثر ذلك على أدائها ويمكن أن تصل لوقف عملها.
وتطرقت عزام إلى الاستثمار في فلسطين، حيث بدأت فلسطين بجذب بعض الاستثمارات، إذ يوجد بها سياحة وأماكن أثرية وسياحة دينية وهي وجهة للكثير من السياح، إلا أن هذا القطاع بحاجة إلى بيئة آمنة وهو غير متوفر الآن.
وتابعت: "العديد من الاستثمارات بدأت تُسحب من فلسطين، وتهرب إلى الخارج للبحث عن بيئة أكثر أمانا".
وتحدّثت عزام عن الاجتياحات في مخيمات الضفة الغربية والأثر الاقتصادي الكبير لها، حيث تعاني هذه المخيمات من ضغط عمراني كبير وبيوت متقاربة، وإعادة بناء بيتها التحتية بعد تدميرها من الاحتلال؛ ليس بالأمر السهل.
وقالت إن الأونروا هي الداعم الأساسي اللاجئين بالمخيمات، حيث تتزامن الاجتياحات مع قرار الاحتلال بحظر الوكالة والتمويل القادم لها، مؤكدة أن الوضع الإنساني سيكون كارثيا بالفترة القادمة، مع خطر توقف المؤسسات الصحية والتعليمية.
وشددت الباحثة الاقتصادية عزام على صعوبة أن يكون هناك إعادة إعمار في ظل منع وكالة "الأونروا" ممارسة أي نشاط لها بالمخيمات، مؤكدة أن هدف الاحتلال من التدمير هو زيادة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وأشارت إلى تأثر حوالي 81% من المنشآت الاقتصادية في مدن الضفة الغربية، إذ تراجعت مبيعاتها وأدائها وإيراداتها الشهرية، والسبب الرئيسي لذلك هو عدم قدرة سكان الداخل من دخول مدن الضفة الغربية وخاصة شمالها.