خاص | هل هناك تقدم في مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، إنه حسب كتاب الحرب الذي صدر مؤخرا؛ فإن ولي العهد السعودي وضع شرطين للموافقة على التطبيع مع إسرائيل وهما "وقف كامل للحرب على غزة والموافقة على قيام دولة فلسطينية".
ويعتقد المصري أن السعودية تخطئ كثيرا إذا أقدمت على التطبيع بدون قيام دولة فلسطينية، لأن هذه الموافقة ستقزم السعودية وأي تنازل بالقضية التي تعتبر قضية مركزية سيضعفها ولن يحقق طموحها بأن تلعب دورا مركزيا بالمنطقة.
وتابع المصري في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية "ولي العهد السعودي قال إنه يريد تحويل المنطقة إلى أوروبا، وبالتالي تلعب السعودية دورا مستقلا تنافس فيه الدول الإقليمية الأخرى، وتنافس فيه الدول الكبرى في العالم أيضا.
وأعرب عن أمله في أن تكون القيادة الفلسطينية طرف متمسك بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية وعلى اتصال بالسعودية حتى يكون السقف الفلسطيني ليس منخفضا، لأن أي انخفاض سيسهل على أي طرف أن يمضي بصفقة لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق والمصالح الفلسطينية.
ويرى المصري أن الأمور في هذا الجانب لا تسير بوتيرة سريعة كما أوحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولكن هناك عمل كبير سيعمل من أجلها ترامب، والذي قال لنتنياهو في الأيام الأخيرة بأن الضم ليس وقته حاليا.
وأشار إلى أن نتنياهو لم يوافق على أي مسار يمكن أن يؤدي إلى دولة فلسطينية، وهو أمر مرفوض من قبل الكثير من الوزراء الإسرائيليين واتجاهات أساسية في إسرائيل وحتى داخل الليكود.
وقال المصري إن هناك العديد من العوامل التي تدفع باتجاه صفقة تبادل الأسرى بغزة "صفقة جزئية وليست شاملة" ولكن علينا أن نكون حذرين وألا نغرق بالتفاؤل، ولا نصدق إلا عندما يتم توقيع الصفقة والبدء بتطبيقها.
وأكد أن هناك ضغوط كبيرة للذهاب نحو اتفاق في غزة، ولكن حتى لو تمت الصفقة فإن الحكومة الإسرائيلية لا تريد أن تكون نهاية للحرب والانسحاب من القطاع، ولكن تريد مجرد هدنة يتم استئناف الحرب بعدها.
ولفت المصري إلى أن حديث وزير الحرب الإسرائيلي كاتس الذي قال فيه إن إسرائيل ستتعامل مع غزة مثلما تتعامل مع الضفة؛ هذا يشعل الأضواء الحمراء، ويمكن أن يتم تقسيم القطاع إلى ( أ . ب . ج ).
وشدد على أن إسرائيل لن تنسحب من قطاع غزة إلا إذا أُجبرت على الانسحاب، مضيفا: "علينا أن ندرك بأن المخاطر جدية وأننا بحاجة للتوحيد والتنسيق الفلسطيني بالنظر للمخاطر الجسيمة التي تهدد القضية والأرض والشعب".
