"القدس المفتوحة" تتميز بتجربتها في مشروع "السلام الداخلي"

أثبتت جامعة القدس المفتوحة قدرتها على إدارة وتنفيذ مشاريع تعليمية نوعية تهدف إلى تعزيز صمود الشباب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. وبرز دور الجامعة مؤخراً، من خلال مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع، كشريك فاعل في تحقيق أهداف إطار مشروع "السلام الداخلي" (ضمن برنامج إيراسموس+)، الذي يُنفذ بالتعاون مع مؤسسات دولية من السويد وليتوانيا وتركيا ومصر والأردن، بهدف تعزيز السلام الداخلي للشباب من خلال برامج مبتكرة تعتمد تقنيات التأمل والتفكير التأملي، ما يسهم في تخطي التحديات النفسية الناتجة عن الوضع الراهن.

وأكد رئيس "القدس المفتوحة" أ. د. إبراهيم الشاعر، أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعة في دعم الشباب الفلسطيني وتعزيز قدراتهم النفسية والاجتماعية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه شعبنا الفلسطيني في الوقت الحالي. وقال: "إن مشروع السلام الداخلي يعد انعكاساً واضحاً لالتزام الجامعة المستمر برفد المجتمع بأدوات التمكين الذاتي والابتكار، خاصة في الأوقات الحرجة. سنواصل دعم مثل هذه المبادرات التي تسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة الصعاب."

وقال مدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع بالجامعة د. محمود حوامدة، إن تعزيز السلام الداخلي لدى الشباب خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا. واستطاع المركز أن يطور الأدوات والبرامج التي تلبي احتياجات الشباب وتعزز قدرتهم على مواجهة الأزمات. وقال: "نسعى إلى تحقيق أهداف المشروع المتمثلة بتسهيل التفكير النقدي حول بناء السلام من خلال المناقشات والتمارين العملية، وتصميم أدوات تدمج بين استراتيجيات اليقظة الذهنية وبناء السلام، والتشجيع على الانخراط في مبادرات تركز على السلام وتعزيز الوعي والمعرفة العملية".

ونجحت "القدس المفتوحة" وشركاؤها في تحقيق أهداف المشروع من خلال برنامج "تدريب اليقظة الذهنية" الذي استمر 42 يومًا، وطوره منسقو المشروع وطبقته المنظمات الشريكة، بمتابعة من الجامعة من حيث التغذية الراجعة، والتعهدات.

وكان فريق الجامعة من مركز التعليم المستمر، قد نظم ورشة تدريبية بعنوان "السلام الداخلي" ضنت نحو (30) شخصاً؛ لإيصال مفهوم السلام لفئة الشباب ودوره في التفريغ النفسي من ضغوط الحياة اليومية الناجمة عن الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية. وعقد فريق الجامعة أيضاً سلسلة ورشات تثقيفية تعنى بدور السلام الداخلي في التفكير الإيجابي، منها (5) عقدت بالجامعة حضرها حوالي (20) شخصاً في كل لقاء. هذا إضافة إلى ترجمة أدوات وتقنيات السلام الداخلي والتفكير التأملي إلى اللغة العربية، كان صممها فريق الجامعة وأخرى بتصميم الشركاء، مع التركيز على ترجمة فيديوهات قصيرة ستنشر قريباً لتوسيع دائرة المستفيدين.

وأولى فريق الجامعة اهتماماً بأمور تعنى بالمشروع بهدف توسيع دائرة المشاركين ونشر الوعي، مثل: متابعة أبحاث علمية محكمة تعنى بالسلام الداخلي كالإشراف مؤخراً على رسالة ماجستير؛ واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار والصور المتعلقة بالمشروع؛ وإعداد تقارير شاملة لكل نشاط.

ومع قرب اختتام مشروع "السلام الداخلي"، تلتزم جامعة القدس المفتوحة بنشر النتائج وتعميمها، من خلال إعداد مقالات غنية بقصص المشاركين، وشهاداتهم، وصور المشروع؛ لمشاركتها لاحقاً مع المتجمع المحلي، وإلقاء الضوء على دور المشروع ودور الجامعة في نشر الوعي بأهمية السلام الداخلي، والقيم المشتركة للسلام، وتأثيرها على المشاركين في الأنشطة، ثم على مجتمعاتهم.