الأسباب والتحديات أمام الحل..
خاص| نقص حاد بالبيئة الصحية المناسبة للمدارس في بيت فجار
خاص - راية
سلطت شبكة "رايـــة" الضوء على النقص الحاد في البيئة الصحية المناسبة للمدارس في بيت فجار جنوب بيت لحم، ما أدى لانتشار المشاكل الصحية بين الطلاب.
جاء ذلك ضمن سلسلة حلقات تقدم بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبرنامجها حول الحد من مخاطر الكوارث والتغير المناخي، إذ تعمل الجمعية منذ 3 سنوات في 33 موقعا في فلسطين "بالضفة وغزة" من أجل إعداد المجتمعات المحلية لتكون قادرة على التعامل مع مختلف المخاطر والكوارث والحد من أضرارها، ومنها الحروب.
مهند عدنان طقاطقة عضو المجلس الاستشاري في بيت فجار، منسق برنامج الحد من مخاطر الكوارث والتغير المناخي، تحدث عن المشاكل في بيت فجار ومدارسها. علما أنه تلقى مع عشرات المتطوعين تدريبات على مدار ثلاث سنوات مع الهلال الأحمر، حول التمييز ومعرفة استكشاف ما تحتاجه المجتمعات المحلية ومشاكلها والحلول المناسبة.
وبحسب طقاطقة، تم استكشاف هذه المشكلة بعد عدة لقاءات واستفتاءات ولقاءات عبر متطوعين ومؤسسات المجتمع المحلي والبلدية، إذ تبين أن هناك نقصا حادا في البيئة الصحية المناسبة للمدارس في بيت فجار.
وأفاد بأن هذه المشكلة تم اختيارها من بين 12 مشكلة جرى دراستها وتحليلها مؤخرا، لكنها أعطيت الأولوية حاليا نظرا لأهميتها في الوقت الراهن.
وكان المتطوعون قد عملوا مع الهلال الأحمر والبلدية وغيرها من المؤسسات على حل عدة مشاكل خلال الفترة الماضية، من بينها موضوع النفايات الصلبة وتم توفير 220 حاوية عبر الهلال الأحمر، وكذلك جرى استيراد سيارة نفايات للبلدة ولا يزال العمل مستمرا على حل المشاكل التي تعاني منها. وفق طقاطقة.
وركز على موضوع المشكلة، قائلا: "نعمل حاليا على موضوع المدارس التي تعاني من عدة مشكلات أبرزها المرافق الصحية والمشارب، حيث لا يتم صيانتها باستمرار، بسبب قلة الدعم والميزانيات، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض في صفوف الطلبة".
واستطرد قائلا: "هنا يأتي دور الأهالي ومجلس أولياء الأمور والمعلمين والمدراس"، مشددا على ضرورة المحافظة على المرافق الصحية في المدارس لسلامة الطلبة.
ونبه طقاطقة بأن الجهات المختصة سواء وزارتي الصحة أو التربية والتعليم لديها علم حول هذه المشكلة، مبينا أن المدارس في بيت فجار البالغ عددها 9 قديمة وتعاني من قلة الصيانة.
وأشار إلى أنه في العام 2020 تم عبر الهلال الأحمر الفلسطيني تغيير كامل المرافق الصحية في مدرسة ذكور بيت فجار، وفي العام الجاري، تم عمل صيانة ودهان في مدرسة الوحدة بالإضافة إلى زراعة أشجار ورسم جداريات.
وقال: "نحن نعمل على كل الأمور والتفاصيل وليس فقط المرافق الصحية، ونسعى من أجل خلق بيئة تعليمية مريحة وآمنة للطلبة"، لافتا إلى استمرار المتابعة مع رئيس البلدية والتربية والصحة والأهالي ومجلس أولياء الأمور من أجل ذلك.
بدوره، شريف سويطية رئيس بلدية بيت فجار، تحدث عن هذه المشكلة، اتفق مع حديث "طقاطقة" بشأن المشكلة في مدارس بيت فجار، التي يدرس فيها 4000 طالب وطالبة، مؤكدا أن الأزمة المالية تمثل العائق الرئيسي لإنهاء المعاناة.
وقال سويطية: "الأمور الأكثر تعقيدا في هذه الإشكالية أن وزارتي التربية والمالية وبلدية بيت فجار، تمر بأزمة مالية خانقة ليست وليدة اللحظة، إنما منذ جائحة كورونا ولا تزال مستمرة".
وأوضح أن بيت فجار تعاني من أزمة مياه -كما غيرها من المناطق في بيت لحم- وأيضا المرافق الصحية تالفة وتحتاج إلى صيانة متكررة.
وشكر لجنة الهلال الاحمر التي تمثل "الذراع الأيمن" للبلدية، مبينا أنها تعمل بشكل كبير وبجهد عال جدا من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، وعملت هذا العام بشكل مميز وجهد كبير جدا لتصليح المرافق الصحية حاصة في مدرسة الوحدة.
وأضاف: "نحن بشكل دائم قسم المياه يقوم بعلاج المرافق الصحية وخزانات المياه وتصويب وتصليح مشارب المياه لكن الأزمة المالية الخانقة تقف عائقا".
واستطرد رئيس بلدية بيت فجار: "نحن بحاجة لدعم من أي جهة خاصة الجهات الوطنية لتصويب وتصليح المرافق والمشارب الصحية".
وأفاد بأن الدراسات والتصميم الهندسي جاهز لحل المشكلات، لكن تكلفة هذه الصيانة غير متوفرة، "لذا نعمل على تحديث الدراسة؛ كون الاحتياجات ليست ثابتة، وكل يوم تحدث تلفيات جديدة".
وحول دور وزارة التربية والتعليم، قال: "الوزارة مشكورة دائما ترافقنا في هذه الزيارات ودراسة الاحتياجات، لكن العين بصيرة واليد قصيرة. الأزمة المالية تؤخر تنفيذ هذه الإنجازات". وفق تعبيره.
وفي سياق متصل، وصف مجلس أولياء الأمور بأنه "العمود الفقري" للمسيرة التعليمية في بيت فجار، مبينا أنه "السند الوحيد الذي يتم الاعتماد عليه".
وثمن دور الأهالي، مشيرا إلى أن غالبية العائلات تعاني من أزمة مالية، ولا يمكن طلب مساعدة منها من أجل عمل صيانة للمدارس، ومرافق عديدة في البلدة بحاجة إلى صيانة.
وبحسب سويطية: "لجنة الهلال الاحمر في بيت فجار ومجلس اولياء الأمور يقومون بجهد ربما بديل عن جهات حكومية اخرى".
وفي ما يتعلق بدور القطاع الخاص الفلسطيني، ذكر أنه هو الآخر ليس ببعيد عن الأزمة المالية، إذ أنه يعاني كما كل فئات المجتمع، وبالكاد يستطيع توفير رواتب لموظفيه، "لذا لا نحاول إرهاقه بسبب مشاكله المالية..".