برامج تدريبية للمهرجين الطبيين: تعزيز مهارات المهرجين لنشر الفكاهة والضحك في فلسطين
تؤمن مؤسسة الأنوف الحمراء فلسطين بالقوة التحويلية للفكاهة والفرح، فإلى جانب نشر الابتسامات بين من هم بأمس الحاجة للفرح فنحن ملتزمون بضمان استمرار ازدهار وتطور مسيرة التهريج الطبي، ولهذا السبب تعتمد ورش العمل لدينا على جوهر مهمتنا وهي تدريب طاقمنا من المهرجين الذين يحملون روح الضحك والتعاطف والصمود.
بناء مهارات التهريج الطبي الهادفة
تعبر ورش العمل لدينا أكثر من مجرد دروس في الفكاهة، فهي عبارة عن برامج تدريبية شاملة تجمع بين الإبداع والتعاطف والمهنية، ومن خلال منهج دراسي مصمم بعناية، يتعلم المشاركون تقنيات التهريج الأساسية، بما في ذلك الارتجال، والكوميديا الجسدية، والحس الموسيقي، والتواصل الحسي.
يقوم مدربونا ذوو الخبرة، وهم أنفسهم مهرجون متمرسون في مجال الرعاية الصحية، بتوجيه المتدربين من خلال جلسات تفاعلية مصممة لتطوير أدائهم ومهاراتهم في الاتصال، كما يشددون على أهمية الحساسية في العمل مع الفئات المهمشة، وبخاصة الأطفال من ذوي الإعاقة، وضمان أن يُحدث كل تفاعل الراحة والفرح بشكل متساوي لكل فئاتنا المستهدفة.
وحول هذا الموضوع يضيف المدير الفني للأنوف الحمراء فلسطين، داوود طوطح "بصفتي مديراً فنياً، أرى كل تدريب هي فرصة لتوجيه المهرجين لديناوالعمل معهم في سبيل تطوير نقاط الضعف وتحفيزالإبداع لديهم، فمن خلال هذه الرحلة يكتشفون الجوهر الحقيقي لنعمة الشفاء، حيث تصبح الفكاهة لغة تعاطف، وتحمل كل لفتة القدرة على لمس الروح المحتاجة للفرح."
يعد التطوير الاستراتيجي المنظم والذي يشمل تدريب وتطوير المهرجين الطبيين وموظفي المكاتب لدينا من المكونات الضرورية للنمو الصحي والقدرة على التكيف في إطار مجموعة عمل الأنوف الحمراء.
وتضمن الأنوف الحمراء فلسطين تنفيذ رؤية الفريق ومهمته واستراتيجيته، من خلال العمل المستمر على تنفيذ عدة أنشطة لبناء القدرات على مدار العام، فمن خلال تعزيزالقدرات القيادية، تبادل الخبرات الفنية واساليب قياس جودة الخدمات المقدمة بالاضافة الى تدريب موظفي التمويل والاتصال، نضمن حصول المستفيدين منا على خدماتنا بأعلى درجات التميّز الممكنة.
باعتبارها فرعاً من الأنوف الحمراء الدولية، تقدم الأنوف الحمراء فلسطين منهجاً مطوراً للحفاظ على تقديم معايير جودة فنية عالية وتستثمر باستمرار في تدريب فنانيها، ومع تنفيذ منهج دراسي قوي وموحد مع الأنوف الحمراء الدولية تسعى مجموعة الأنوف الحمراء إلى البقاء في طليعة الجودة الفنية من خلال توفير أفضل تدريب وتعليم ممكن للمهرجين الطبيين.
يتكون منهج الأنوف الحمراء من 476 ساعة إلزامية تشمل ثماني وحدات دراسية تتنوع ما بين الدراسات الفنية، النفسية، الاجتماعية بالاضافة إلى مواضيع الرعاية والبيئة الصحية وعلم الاجتماع والتواصل، ويتضمن خبرة عملية في المستشفى، بالإضافة إلى الالتزام بحضور الإشراف المنتظم، كما تُعقد معظم التدريبات في المدرسة الدولية للفكاهة (ISH) في فيينا وتجمع المهرجين الطبيين من أكثر من 11 دولة بشكل منتظم.
خلال عام 2024، أجرت الأنوف الحمراء فلسطين 16 تدريباً عبر الإنترنت و 4 تدريبات محلية، تغطي ورش العمل عبر الإنترنت مجموعة متنوعة من الموضوعات المصممة لتعميق فهم وتعزيز المهارات في مجال التهريج الطبي، وتشمل المجالات الرئيسية أخلاقيات ومبادئ الأنوف الحمراء الدولية، ونظرية وتاريخ التهريج الطبي في المستشفيات والرعاية الصحية، والجوانب النفسية للعمل مع المرضى من مختلف الفئات العمرية، كما استكشف المشاركون الفكاهة كأداة اتصال فعّالة، ونماذج اجتماعية وثقافية، والهوية الاجتماعية، واستراتيجيات للاتصال الداخلي والخارجي، حيث توفر ورش العمل هذه أساساً شاملاً لأي شخص يشارك في مجال تهريج الطبي.
أما التدريبات المحلية فشملت مواضيع مثل التعلم المستمر، وورش العمل المتعلقة بكبار السن من أجل تحديث المعلومات والتعلم من الدروس السابقة.
رحلة مهرج أنوف أحمر
الانضمام إلى فريقنا يعني الشروع في رحلة التعلم والتطوير المستمر، مستوحاة من رؤية إنشاء عالم حيث يمكن للجميع الازدهار عاطفياً واجتماعياً وإبداعياً، فنحن مكرسون لدعم فناني الأنوف الحمراء في إحداث تأثير حقيقي من خلال عملهم.
في مرحلة ما قبل المهرج، يراقب فريق الأنوف الحمراء والمدراء الفنيون المحليون باستمرار لتحديد الفنانين الجدد المثيرين للاهتمام والمواهب الواعدة في مناطقهم المحلية، بهدف العثور على فنانين جدد، لذا تم تصميم برنامج ما قبل مرحلة المهرج لإعداد الفنانين الشباب للاختبارات ودعم المواهب الواعدة.
لكي تصبح مهرج في الأنوف الحمراء ويتم قبولك كفنان، يحتاج المتقدمون إلى المرور بسلسة اختبارات، وتعمل فروع الأنوف الحمراء المحلية على زيادة الوعي والاهتمام لتشجيع مجموعة متنوعة من الفنانين الجدد المثيرين للاهتمام على التقدم لمرحلة الاختبار، وبمجرد قبول الشخص، يُطلب من الفنانين الجدد إكمال منهج الأنوف الحمراء بنجاح، وتلتزم جميع الفروع بمنهج الأنوف الحمراء ويطلب من جميع الفنانين إكمال عملية التأهل.
وللحصول على شهادة الأنوف الحمراء الدولية، يتعين على الفنانين إكمال جميع وحدات المناهج الدراسية، فمنذ تقديم المنهج الدراسي في عام 2015، أكمل أكثر من 279 من 464 مهرجاً طبياً من مهرجي الأنوف الحمراء المنهاج بنجاح.
يقول أحد المهرجين الطبيين "علمني التدريب أن كوني مهرجاً طبياً لا يتعلق فقط بجعل الناس يضحكون، إنه يتعلق بالحضور والاستماع بقلبي واستخدام الفكاهة لخلق لحظات من الفرح والراحة عندما تكون هناك حاجة ماسة إليهم".
التعاطف في الواجهة
لا يتعلق التهريج في مجال الرعاية الصحية فقط بجعل الناس يضحكون؛ إنما بفهم المشاعر الإنسانية وإنشاء روابط ذات مغزى، لذلك تغرس ورش العمل لدينا في المتدربين القدرة على الاستماع والمراقبة والتكيف مع احتياجات الفئات المستهدفة، سواء كان طفلًا في غرفة المستشفى أو كبير السن مريض في دور الرعاية أو مجتمع يحاول التعافي من الصدمات.
من خلال سيناريوهات لعب الأدوار ودراسات الحالة الواقعية، يكتسب المتدربون فهماً أعمق للتأثير الذي يمكن أن يحدثه المهرج الطبي، مما يضمن أنهم مجهزون ليس فقط كمؤدين ولكن كمقدمي رعاية متعاطفين.
تعزيز الإبداع والثقة
بالنسبة للعديد من المشاركين، يعد الانضمام إلى ورش العمل رحلة تحويلية، يكتشفون المواهب المدفونة، ويتغلبون على خوف المسرح، ويكتسبون الثقة للدخول إلى العالم كعوامل للتغيير، ومن خلال الاهتمام بتطوير الذات وتشجيع الإبداع التعاوني، فإننا نمكنهم من تطوير شخصيات المهرجين الفريدة.
تأثير ما بعد ورش العمل
يمتد تأثير برامجنا التدريبية إلى ما هو أبعد من ورش العمل، يصبح خريجو ورش العمل لدينا أعضاء أساسيين في عائلة الأنوف الحمراء فلسطين، مما يجلب الفرح للمستشفيات ودور المسنين والمراكز المجتمعية في جميع أنحاء المنطقة، ويخلق عملهم موجات من الإيجابية، ويلهم الآخرين ويثبت أن الضحك هو بالفعل لغة عالمية.
مجتمع متزايد من صانعي الفرح
على مرّ السنين، عززت ورش العمل لدينا مجتمعاً نابضاً بالحياة من المهرجين الطبيين المخصصين لنشر الفرح حيث تزداد الحاجة إليهم، فلا يثري هؤلاء المهرجون حياة أولئك الذين يقابلونهم فحسب، بل يرفعون أيضاً الوعي بأهمية الفكاهة في الشفاء، فهم يشكلون شبكة من صانعي الفرح، الذين يغيرون الواقع بابتسامة في كل مرة.
لا شك أن ورش العمل لدينا هي أكثر من مجرد ساحة تدريب، فهي بوابة لتعزيز الإنسانية من خلال الفكاهة فمع مرور الوقت لا زلنا نثبت أن الضحك منارة للأمل حتى في أكثر الأوقات صعوبة، لذلك نستمر في نشر رسالتنا في العام القادم مع مشروع جديد وهو " الفكاهة تعطي الأمل: تعزيز الصحة العقلية للأطفال والمراهقين المهمشين في فلسطين من خلال التهريج الطبي" بدعم من الوزارة الاتحادية النمساوية للشؤون الاجتماعية والصحة والرعاية وحماية المستهلك، وسنركز في هذا المشروع على التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة.