أريحا: اختتام مؤتمر العدالة البيئية لفلسطين بالدعوة لخطة للتعافي البيئي
اختتم مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) في فلسطين، المؤتمر الدولي (العدالة البيئية لفلسطين)، الذي عقد في أريحا على مدار يومين، تحت رعاية رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، المطران د. سني إبراهيم عازر وبحضوره، وبمشاركة مؤسسات رسمية وأهلية ودولية، بينهم محافظ أريحا والأغوار، د. حسين حمايل، وممثل رئيسة سلطة جودة البيئة، نسرين التميمي، المستشار القانوني مراد المدني، والمدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي"، ورئيس اللجنة الوطنية لـ IUCN في فلسطين، ونشطاء بيئيون عبر منصة ZOOM من عدة دول.
ودعا المؤتمر في بيانه الختامي إلى إطلاق خطة وطنية بالتعاون مع الشركاء العرب والدوليين لتنفيذ مسح شامل للأضرار الناجمة عن العدوان على غزة، وإعداد خطة لتأهيل الموائل والبيئات المتضررة لإعادة الإعمار والتعافي البيئي.
وحث على توظيف الأديان في التوعية البيئية وما تتعرض له البيئة الفلسطينية وتنوعها الحيوي لإبادة وانتهاكات وتدمير.
ودعا المؤتمرون للإسراع في إقرار مسودة قرار بقانون لتعديل قانون البيئة الفلسطينية رقم 7 لسنة 1999، ليكون أكثر عصرية وقدرة على الاستجابة للتحديات التي تهدد البيئة الفلسطينية.
وشدّد البيان الختامي على تعزيز العلاقة والشراكة بين المنظومة البيئية التشريعية والقانونية وطنيًا وعربيًا ودوليًا، وتوحيد الجهود في ذلك.
وأقر المجتمعون الشروع في تنفيذ مبادرة المطران د. سني إبراهيم عازر بغرس أشجار للحياة في محافظات الوطن بأسماء الأطفال الذين قضوا في العدوان على غزة، اعتبارًا من الموسم الحالي.
وحث المؤتمر على تعزيز دور الشرطة البيئية وتطوير إمكاناتها، وبناء إستراتيجية وطنية لحصر الأضرار، بجوار توظيف الذكاء الاصطناعي في قضايا البيئة وما تتعرض له من إبادة وتهديد وتخريب.
ودعا البيان إلى تطوير الإعلام البيئي وتعزيز مهارات التوثيق، وتأسيس معهد وطني لتوثيق آثار الحرب والعدوان ورصدها ومتابعتها في المحافل القانونية الدولية.
وركز على أهمية إنشاء قاعدة بيانات وطنية ترصد آثار الحروب على التنوع الحيوي والبيئة، وفق أصول مهنية وقانونية.
وشدّد البيان على أهمية تأهيل فرق خاصة للتعامل مع الركام الهائل في قطاع غزة، وفق أسس مهنية وقانونية وشرعية تراعي الضوابط الدينية والحقوق الاجتماعية والإنسانية.
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر عرض تقارير وتقديرات دولية ووطنية وعربية حول التداعيات البيئية للحروب: التحديات والأولويات، قدمها د. مأمون إرشيدات من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والإبادة البيئية وأثرها على التنوع الحيوي: آليات التعويض وسبل الترميم، عرضها عاطف الربيع من المكتب الإقليمي لـ IUCN في عمّان، وحماية الطبيعة وعناصرها زمن الحرب، لخصها طارق قنعير من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، بينما قدمت رؤية أولية لتأثيرات العدوان على قطاع الحكم والتصورات المستقبلية للتعامل مع تحدي الركام بفعل الدمار الكبير للمباني والبنية التحتية، من م. سليمان أبو مفرح مدير عام الحكم المحلي اريحا والأغوار، وعالج د. علي الحموري، من جمعية محاضري القانون الدولي البيئي للشرق الاوسط وشمال إفريقيا، البيئة خلال الحرب في القانون الدولي، وقدمت ورقة مفاهيمية حول آثار العدوان الإسرائيلي على الواقع البيئي في قطاع غزة، عرضها رئيس معهد السياسات العامة، فيما قدمت د. رزان زعيتر، رئيسة الجمعية العربية لحماية الطبيعة بالأردن أهمية الحفاظ على التراث الطبعي البيئة في زمن الحرب: دروس وخلاصات ورؤى، وناقش الإعلامي البيئي عبد الباسط خلف ملامح خارطة طريق للعمل البيئي في زمن الحروب.
وقال المدير التنفيذ للمركز، وعضو اللجنة الوطنية لـ IUCN في فلسطين إن مخرجات المؤتمر ستكون جزءًا من رؤية وطنية يتقدم للاتحاد الدولي لصون الطبيعة لترجمتها إلى عمل يساهم في وقف بناء برنامج وطني لإعادة الإعمار التعافي، وترميم المنظومة البيئة في قطاع غزة.