ما بين الألم والصمود
بالفيديو: الأسيرة المحررة الصحفية أسماء هريش تروي تجربتها في الاعتقال
يقبع أكثر من 10800 أسير وأسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى المئات من معتقلي غزة الذي يواجهون جريمة الإخفاء القسري دون أي معلومات بشأنهم، إذ يعاني جميع الأسرى من ظروف مأساوية.
كما يقبع 280 طفلا في سجون الاحتلال، وفي سجن الدامون تقبع 89 أسيرة فلسطينية بينهن 4 من قطاع غزة، حيث يلاحظ في الفترة الأخيرة تصاعد عمليات الاعتقال ضد النساء بينهن صحفيات فلسطينيات.
الأسيرة المحررة الصحفية أسماء هريش، تروي عبر شبكة رايـــة الإعلامية، تجربتها في الاعتقال داخل سجون الاحتلال، إذ اعتقلتها قوات الاحتلال بتاريخ 3 نيسان 2024 وأفرج عنها في شهر أكتوبر الماضي.
وقالت هريش إنها خرجت من سجن الدامون جسدا ولكن روحها وتفكيرها دائما يبقى مع الأسيرات، وهذا ما أضافته تجربتها في الأسر، حيث أصبحت على مقربة أكثر مع الأسيرات وحياتهن وروتينهن داخل المعتقل.
وأوضحت أنها عند تحررت من الأسر تركت الأسيرات في ظروف صعبة دون أي تحسن داخل السجن، بل يزداد الوضع سوءً، مشيرة إلى أن الاحتلال اعتقلها أولا في سجن "عوفر" وحقق معها بسبب عملها الصحفي.
وتعرّضت الصحفية هريش للتحقيق بسبب العمل الصحفي، إذ كان المحققين يوجهون لها اتهامات بسبب فعاليات تقوم بتغطيتها في رام الله من خلال هاتفها المحمول، كما حققوا معها بعد مشاهدة صور لها بالمسجد الأقصى المبارك.
وتعرّضت هريش للاعتقال الإداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة 3 شهور، وقبيل الافراج عنها يوم الثاني من تموز الماضي تفاجأت بقرار لتجديد الاعتقال الإداري للمرة الثانية.
وأكدت أنها تعرّضت للتحقيق لمدة 5 أيام في ما يسمى بـ "المعبار في سجن الشارون" وفي البداية بقيت 8 ساعات معصوبة العينين، وهي من أصعب الأيام التي مرت عليها خلال فترة الاعتقال البالغة 6 شهور، حيث تم حبسها في زنازين تحت الأرض.
وأشارت هريش إلى أنها والأسيرات في هذا السجن تعرضن للإهانات والألفاظ السيئة، وكان السجانين يقدمون طعاما سيئا وقديما وعليه بقايا حشرات، كما بقين دون طعام أو حتى خصوصية لمدة 3 أيام داخل هذا السجن.
ووصفت الصحفية هريش رحلة النقل من سجن "الشارون" إلى سجن "الدامون" بأنها رحلة عذاب استمرت 8 ساعات، بقيت فيها مكبّلة اليدين داخل عربة "البوسطة" التي لا تحتوي على أي مقعد أو متنفس للهواء.
وأضافت أن ظروف الاعتقال بعد السابع من أكتوبر تختلف عما كانت قبل ذلك، حيث ساءت الظروف بشكل هائل خاصة في سجن الدامون الذي أصبح يطلق عليه "مقبرة سجن الدامون" بعد أن تحوّل إلى كابوس للأسيرات.
وقالت هريش إن الأسيرات في سجن الدامون معزولات تماما عن العالم الخارجي ولا يعرفن أي أخبار سواء عن الأهل أو التطورات السياسية أو أي أنباء أخرى، في ظل منع إدخال أجهزة الراديو أو التلفاز أو الهواتف أيضا.
وبيّنت أن قوات القمع اقتحمت السجن بعد السابع من أكتوبر وصادرت أجهزة الراديو والأجهزة الكهربائية وتوقفت "الكانتينا"، حتى أنها صادرت أيضا ملابس النساء، واصبحن الأسيرات بملابس واحدة فقط وهي "زي السجن".