في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
"شمس": يدعو الأسرة الدولية لعدم مقايضة حقوق الإنسان بالمصالح السياسية
دعا مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" في اليوم العالمي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى عدم مقايضة حقوق الإنسان بالمصالح السياسية، وعدم المفاضلة في تطبيق هذا الإعلان بين الشعوب والقوميات والمجتمعات باعتباره وثيقة دستورية عالمية تحمي حقوق الإنسان وقداستها من أي تعسف كان، ولأن حقوق الإنسان ثابتة ولا تتجزأ، وحقوق الشعب الفلسطيني ما زالت تنتهك منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تصادف مع نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وانتهاك حقوقه وارتكاب أفظع الجرائم بحقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأن تجليات مأساة الشعب الفلسطيني ما زالت ماثلة للعيان ومستمرة، فحرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة هي خير دليل على انتهاك الاحتلال للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وارتكابه لجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد مركز "شمس" على أن جرائم الاحتلال تلك والتي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية والتي يقابلها صمت دولي مريب، تكشف بشكل واضح عن عجز النظام الدولي وتماهي بعض الدول مع تلك الجرائم ، فتلك الدول توظف النظام الدولي السائد لخدمة مصالحها ، مما جعل المؤسسات الدولية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي جسداً بلا روح، وهيكلاً فارغاً لا قيمة لقراراته أو توصياته، وكل ما صدر عن تلك المؤسسات حول وقف أعمال الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني لم يلتزم به الاحتلال.
وذكر مركز "شمس" دول العالم أن ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تأتي مرة أخرى هذا العام في ظل الانتهاك الجسيم لكافة الحقوق والحريات التي أقرها الإعلان العالمي من قبل الاحتلال الإسرائيلي من خلال استمرار جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، فتلك الحقوق والحريات التي أقرها هذا الإعلان لكل البشر بصرف النظر عن لونهم أو عرقهم أو جنسهم أو دينهم أو لغتهم أو أصلهم الوطني أو انتمائهم السياسي ما زالت تُسلب من أبناء الشعب الفلسطيني أمام أعين العالم الجمع الذي لا يحرك ساكناً، فهذا الإعلان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 كانون الأول 1948 بموجب القرار رقم (217أ) ، أصبح المعيار المشترك الذي يشمل كافة شعوب العالم والذي حدد حقوق الإنسان الأساسية والتي يجب على جميع الدول والحكومات حمايتها والمحافظة عليها من أي انتهاك .
وشدد مركز "شمس" على أن هذا الإعلان الذي جاء بعد المجازر والأهوال والفظائع التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية ليتجنب العالم تكرارها مستقبلاً، مازلت تلك الجرائم مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وعلى العالم أن يحترم التزاماته وتعهداته الدولية في حماية حقوق الإنسان والالتزام بكل ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فكل الحقوق التي أقرت في هذا الإعلان مازالت تنتهك وتسلب من الشعب الفلسطيني بسب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، من استهداف منظم للمدنيين والأعيان المدنية وانتهاك الحق في الحياة والصحة والتعليم والحركة والعمل وتدمير الأعيان المدنية (المدارس، الجامعات، المعاهد، رياض الأطفال، المراكز الثقافية، المباني السكنية والبيوت، المستشفيات، المراكز الطبية، ومركبات الإسعاف، والمباني الحكومية والبلديات، والبنية التحتية وتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي).
وأشار مركز "شمس" إلى أن الاستخدام المفرط للقوة من قبل الاحتلال وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني منذ 7 من تشرين أول/ أكتوبر 2023، قد أدى إلى استشهاد حوالي (45535) شهيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجرح حوالي (111790) جريح، ونزوح حوالي (2) مليون مواطن، وتنفيذ حوالي (17200) حالة اعتقال، وحوالي (11000) مفقود، من بينهم حوالي (17600) طفل، وحوالي (12050) امرأة، و(1140) عائلة فلسطينية مسحت من السجل المدني بالكامل، و(3463) عائلة أبادها الاحتلال ولم يتبق منها سوى فرد واحد.
إضافة إلى ذلك الانتهاك الجسيم للحق في الصحة من خلال تدمير المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية ومراكز الإسعاف والطوارئ، حيث نفذ بذلك ما بات يعرف ب (الإبادة الصحية) من خلال تدمير النظام الصحي بشكل كامل، مما أدى إلى عن استشهاد حوالي (1055) شهيد من الطواقم الطبية، واعتقال أكثر من (319) من الكوادر الصحية، وإخراج (34) مستشفى، و(80) مركزاً صحياً من الخدمة واستهداف (162) مؤسسة صحية، وتدمير أكثر من (134) مركبة إسعاف، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للمرافق الصحية وخاصة شبكات المياه والصرف الصحي، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وخاصة الأدوية والتطعيمات والمستلزمات الطبية والأغذية، وعدم المقدرة على جمع النفايات مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية، وأصبحت المدن والبلدات والمخيمات في قطاع غزة بيئة خصبة لانتشار الحشرات والقوارض التي تنقل الأمراض، إذ يوجد في قطاع غزة حوالي (12500) مريض مصاب بالسرطان، و(2,136,000) إصابة بأمراض معدية بسبب النزوح، و(71338) إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، و(60000) سيدة حامل معرضة للخطر، و(350000) مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية، ولم تسلم المسيرة التعليمية في قطاع غزة من تلك الانتهاكات فقد دمر الاحتلال (132) مدرسة وجامعة بشكل كلي، و(348) مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وقتل (12780) طالب/ة ، وحرم (785000) طالب/ة من التعليم، وقتل (755) معلماً وموظفاً تربوياً، وأعدم (144) عالماً وأكاديمياً جامعياً، وانتهك الاحتلال الحق في السكن من خلال تدمير البيوت والمنشآت السكنية وتهجير المواطنين من بيوتهم، إذ تم تدمير حوالي (160500) وحدة سكنية بشكل كامل وتدمير(193000) سكنية بشكل جزئي، وأصبح هناك (83000) وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وانتهاك الحق في العبادة من خلال تدمير الكنائس والمساجد والمقابر، إذ دمر الاحتلال حوالي (819) مسجد بشكل كلي، ودمر (153) منزل بشكل جزئي، ودمر (3) كنائس وتدمير (19) مقبرة، كما استهدف الاحتلال الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في انتهاك جسيم لحرية الرأي والتعبير ونقل الحقيقة، إذ بلغ عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة حوالي (190) صحفياً.
وطالب مركز "شمس" الدول الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة والأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بضرورة التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال وإلزامها بتطبيق كل ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتوقف عن ارتكاب جرائمها بحق المدنيين الأبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، انتصاراً لقيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وتحقيقاً لمبادئ ومقاصد الأمم المتحدة ،وفي مقدمتها حماية وحفظ السلم والأمن الدوليين .