المعارضة السورية تعلن سيطرتها على مدينة حماة والجيش ينسحب
أعلنت فصائل المعارضة السورية، الخميس، سيطرتها على مدينة حماة بشكل كامل، وأعلنت تحرير مئات السجناء من سجن المدينة المركزي. في المقابل، أكد الجيش السوري أنه سحب قواته من المدينة وأعاد التموضع خارجها بعد معارك عنيفة تخللها غارات وقصف صاروخي ومدفعي.
وجاء في بيان مقتضب لفصائل المعارضة مساء الخميس، أن "إدارة العمليات العسكرية تعلن سيطرتها الكاملة على مدينة حماة بعد معارك مع قوات النظام المجرم ضمن عملية ’ردع العدوان’".
وقال القيادي في إدارة عمليات الفصائل، حسن عبد الغني، عبر تطبيق "تيلغرام"، إن "قواتنا دخلت سجن حماة المركزي وحررت مئات الأسرى المظلومين منه"، وذلك ضمن هجوم موسع أطلقته فصائل المعارضة على المدينة التي دخلت إلى أحيائها الشمالية وانتشرت داخلها.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، تقييما للأوضاع إثر التطورات الحاصلة في سورية.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه يقوم بمتابعة الأحداث، معربا عن استعداده لكل سيناريو على المستوى الهجومي والدفاعي، مشيرا إلى أنه لن يسمح بأي تهديد عند الحدود مع سورية وسيعمل ضد كل تهديد على المواطنين
من جانبه، أكد الجيش السوري، في بيان صدر عن قيادته العامة، أنه "مع اشتداد المواجهات، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في مدينة حماة ودخولها"، وقال إنه خاض خلال الأيام الماضية معارك ضارية ضد ما وصفه بـ"التنظيمات الإرهابية" التي هاجمت حماة "من عدة محاور وبأعداد كبيرة، مستخدمة عتادًا عسكريًا متنوعًا".
وأشار البيان إلى أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد من جنود النظام، وتكبيد المهاجمين خسائر كبيرة؛ وقال إن قراره بإعادة تموضع القوات خارج المدينة جاء حفاظًا على أرواح المدنيين ومنع زجهم في المعارك داخل المدن. كما شدد على عزمه استعادة المناطق التي دخلتها فصائل المعارضة.
وفي وقت سابق، أفاد المرصد بأن "معارك طاحنة ليلا بين الفصائل وقوات النظام، تركّزت في منطقة جبل زين العابدين الإستراتيجية، على بعد نحو خمسة كيلومترات شمال مدينة حماة، وتزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة وقصف بصواريخ بعيدة المدى".
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن "قوات النظام تتصدى بشراسة لهجمات الفصائل، وتستميت في الدفاع عن مدينة حماة، وتمكنت ليلا من شلّ هجمات الفصائل التي كانت طوقت المدينة من ثلاث جهات وتقدمت الى أطرافها الشمالية".
وفي وقت متأخر من مساء أمس، نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله "نفذ الطيران الحربي السوري - الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ ضربات نوعية مركزة على أماكن تحشد الإرهابيين ومحاور تحركهم في ريف حماة".
وبدأت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، هجوما مباغتا ضد قوات النظام في شمال سورية، تمكنت بموجبه من التقدم سريعا في مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد وريفها الغربي، وصولا الى شمال محافظة حماة المجاورة.
وتحاول الفصائل منذ مطلع الأسبوع التقدم الى مدينة حماة، التي تعد مدينة إستراتيجية في عمق سورية، تربط حلب بدمشق. ومن شأن السيطرة عليها، وفق عبد الرحمن، أن "تشكل تهديدا للحاضنة الشعبية للنظام"، مع تمركز الأقلية العلوية التي يتحدر منها رئيس النظام، بشار الأسد، في ريفها الغربي.
وإثر بدئها هجومها الأسبوع الماضي، تمكنت الفصائل من بلوغ مدينة حلب، وسيطرت على كافة أحيائها باستثناء أحياء في شمالها تحت سيطرة مقاتلين أكراد. وبذلك، باتت المدينة خارج سيطرة قوات النظام بالكامل، لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وسيطرت الفصائل كذلك على عشرات البلدات والقرى في كل من محافظات حلب وإدلب وحماة.
وأبدت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، مخاوفها من تعرّض المدنيين في شمال سورية لانتهاكات جسيمة من قبل قوات النظام والفصائل المعارضة، التي تخوض مواجهات تعد الأعنف منذ سنوات.
ونزح أكثر من 115 ألف شخص جراء المعارك الأخيرة في محافظتي إدلب وحلب، وفق الأمم المتحدة، فيما قتل أكثر من 700 شخص، بينهم 110 مدنيين على الاقل.