في اليوم العالمي للعمل التطوعي
مركز "شمس": ما زالت آلة القتل الإسرائيلية تمعن في استهداف المتطوعين الفلسطينيين
قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن المتطوعين في فلسطين ما زالوا عرضة بشكل يومي لآلة الحرب والإرهاب والقتل الإسرائيلية، ففي اليوم العالمي للتطوع والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1985، ليكون الخامس من كانون الأول من كل عام يوماً دولياً للعمل التطوعي، مازال الاحتلال الإسرائيلي يمعن في استهداف المتطوعين الفلسطينيين في قطاع غزة، أولائك الجنود المجهولين الذي يسخرون طاقاتهم وجهودهم وإمكاناتهم في إزالة الركام والوصول إلى الجرحى والشهداء تحت أنقاض البيوت المدمرة، فالعمل التطوعي هو من أنبل وأسمى الأعمال التي تساهم في تعزيز التضامن الاجتماعي والإنساني بين البشر، وفلسطينياً يكتسب طابعاً آخر مجبول بمشاعر الوطنية والإنسانية والألم والتضامن بين الضحايا وذويهم وقاربهم.
وشدد مركز "شمس" على أهمية العمل التطوعي في تحسين ظروف الحياة البشرية، في أوقات الكوارث الطبيعية أو أوقات الحروب والنزاعات المسلحة وفي أوقات الاستقرار سواء في المجتمعات الفقيرة أو في المجتمعات المتقدمة، ويتذكر العالم في هذا اليوم أهمية الجهد والعطاء والعمل الجماعي الذي يعمل على تقوية أواصر الترابط بين الأفراد داخل المجتمع الواحد وبين المجتمعات المختلفة ويوحد الجهود لمواجهة التحديات المحلية والخارجية التي تواجه الإنسان على الصعيد الفردي أو الجماعي، من خلال التأكيد على أهمية العمل التطوعي ليس كجهد فردي بل كجهد جماعي يعمل على بناء المجتمعات وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات، بما يعود على المجتمع من تعزيز وتقوية البنية المجتمعية وتقوية الروابط بداخله وتعزيز العمل الجماعي وتقوية النسيج المجتمعي، والتغلب على ظاهرة الاغتراب والانعزالية والشعور بالوحدة في المجتمع، مما ينعكس إيجاباً على تعزيز الصحة النفسية والشعور بالرضا لدى المواطنين في المجتمع من خلال الشعور بالمسؤولية الجماعية والتعاضد بينهم، ومن خلال الأنشطة التي يتم تنفيذها سواء كانت تتعلق بمبادرات تعليمية أو بيئية أو أنشطة طبية، وينمي الصفات والمهارات الشخصية لدى المتطوع ويعزز الثقة بالنفس ومهارات القيادة والاتصال والتواصل مع الآخرين وإدارة الوقت وبناء الذات والخبرة العملية لدى المتطوع واكتساب مهارات جديدة.
وأشار مركز "شمس" إلى أن العمل التطوعي أصبح جزءً لا يتجزأ من عملية التنمية المستدامة، وأصبح أداة ووسيلة فعالة في مواجهة التحديات والاجتماعية والإنسانية والاقتصادية التي تواجه الدول والمجتمعات، لذلك فإن تنمية وتعزيز ثقافة العمل التطوعي في المجتمعات وخاصة لدى الأجيال الشابة يعتبر حاجة ملحة وضرورية لتحقيق التنمية في المجتمع وبناء مستقبل أفضل أكثر تعاوناً وتناغماً وتحاوراً وتلاحمًا وتضامناً بين فئات المجتمع المختلفة.
وذكّر مركز "شمس" بالتجربة الفلسطينية في العمل التطوعي والتي تجلي خلال الانتفاضة الأولى في العام 1987 والتي تشكلت خلال لجان العمل التطوعي واللجان الطلابية في الجامعات ولجان السلم الأهلي في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، كمثال وشاهد حي على التعاون والتعاضد والتآلف بين أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي عملت على تعزيز الوعي الوطني والكفاحي في مساعدة الناس ومواجهة الاحتلال، وكانت تجربة فريدة ومميزة وناجحة أصبحت نموذج يقتدي به في التماسك داخل المجتمع الفلسطيني والتآلف والتعاون رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها الشعب الفلسطيني ورغم ممارسات الاحتلال وقيوده وسياساته الهادفة إلى إشعال الفتن الداخلية في المجتمع الفلسطيني لحرف المواطنين عن بوصلتهم الحقيقية في مواجهة الاحتلال وعدوانه المستمر.
كما وحيّا مركز "شمس" الشباب الفلسطيني والمؤسسات العاملة في المجال التطوعي وخاصة الطواقم الطبية والصحية في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أولائك المتطوعين الشهداء مع وقف التنفيذ والذين يستمرون في عملهم بأدواتهم البدائية البسيطة في انتشال الشهداء والجرحى والمصابين من تحت الأنقاض في قطاع غزة بسبب القصف والتدمير الممنهج الذي تنفذه آلة الحرب والقتل الإسرائيلية بحق المواطنين في قطاع غزة، والعاملين في التدريس داخل مراكز الإيواء، والقائمين على توزيع ما يصل من المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة على النازحين، والعاملين في مجال النظافة وتوفير المياه للأسر التي لا تستطيع الوصول إلى الماء الصالح للشرب، في ظل تلك المأساة الكبيرة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، إذ يتعرض هؤلاء لخطر القتل والإصابة والاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي وارتقى العديد منهم شهداء في قطاع غزة.
وطالب مركز "شمس" الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التحرك والضغط على حكومة الاحتلال وإجبارها على وقف عدوانها وجرائمها بحق المتطوعين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم كونهم من الأفراد العاملين في المساعدات الطبية والإنسانية والتي تكفلهم الحماية وفق اتفاقية جنيف الرابعة.