قضايا في المواطنة..
خاص| المصالحة الفلسطينية.. دروس الماضي وأسئلة الحاضر
خاص - راية
خصص برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" الضوء على حوارات الفصائل الفلسطينية التي جرت بالقاهرة في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة، في حلقة حملت عنوان (المصالحة الوطنية دروس الماضي وأسئلة الحاضر).
عضو المجلس المركزي الفلسطيني جمال الديك قال إن "الذي لا يرى ما يجري في فلسطين هو أعمى ولا يستطيع رؤية حوله"، مشددا على أن "الوحدة الوطنية والسياسية والاجتماعية أساس للمشروع الوطني الفلسطيني".
وأشار الديك إلى خطورة الخلاف في المشروع الفلسطيني، حيث يقال أولا إن الشعب الفلسطيني غير متفق، بالتالي مع من يكون الحديث، مبينا أن الانقسام جعل كأن للشعب الفلسطيني ثلاثة رؤوس (الشتات، وقطاع غزة، والضفة والقدس).
وذكر أن هذا يعني ان القوى الفلسطينية غير مجتمعية والرأي الفلسطيني غير موحد، بالتالي قرار الحرب مخطوف وقرار السلام غير موجود، ولم يتبق لنا سوى الهوية الوطنية.
وأضاف: "إذا أردنا للهوية الوطنية أن تكون قائمة، وللعالم أن يكون أكثر قدرة على البصيرة والبصر، علينا أن نعيد الأمور للوحدة المجتمعية الفلسطينية، فمجتعنا واحد".
وتساءل: "لماذا التناقض؟ هل هناك خلفيات غير مقرؤءة للمراقب الفلسطيني أم أن هناك إصرار على أن نجعل المشروع الوطني الفلسطيني خارج القدرة على التطبيق، أي أننا نريد كيانات مستقلة ونبحث عن زعامات".
وبحسب الديك، يفترض أن رأي الشعب الفلسطيني هو سيد الموقف بشعب واحد وعلم واحد وسلاح واحد ورؤية واحدة ومصير واحد.
وتابع عضو المجلس المركزي قائلا: "إذا بقينا بهذه الصورة الثمن الذي دفع سيدفع مضاعفا، لذلك في هذه اللحظات نناشد كل الفلسطينيين أصحاب الرؤية والقرار أن يعيدوا قراءة الموقف أنه لا سلطة إلا واحدة ولا حكومة إلا واحدة، لأن هناك شعب واحد".
بدوره تطرق منسق مكتب القوى الوطنية في محافظة رام الله عصام بكر إلى أي مدى يمكن تحقيق المصالحة الوطنية الآن لمواجهة تهرب إسرائيل من التزاماتها الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
وقال بكر إنه أمام حرب الإبادة وما تمارسه دولة الاحتلال من جرائم حرب ومجازر دموية وما قبل ذلك 16 عاما من هذا الانقسام البغيض، آن الأوان لوضع حد له وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا، بخطوات ملموسة من خلال استعادة الوحدة وإعادة بناء نظام سياسي قادر على مواجهة التحديات".
وأضاف أن "الوحدة الوطنية باتت ليست خيارا بل ممرا إجباريا وخيارا أوحدا أمام شعبنا في ظل هذه السياسات والارتدادت المتوقعة للحرب المستمرة بغزة، على الضفة، وذلك ضمن سياسات تطهير عرقي تحاول دولة الاحتلال ممارستها في مسعى، لم يعد خافيا على أحد لتهجير شعبنا قسرا".
وشدد بكر على ضرورة استعاد الوحدة على قاعدة إعادة بناء نظام سياسي يقوم على الشراكة الكاملة في صنع القرار، وينضوى الجميع تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والذهاب باتجاه إعادة الاعتبار لمشروعنا الوطني، على اعتبار أننا في مرحلة تحرر وطني، ركيزته الأولى سحب الاعتراف بدولة الاحتلال على المستوى السياسي ودعوة الأمم المتحدة ومؤساستها لتلعيق وإسقاط عضوية اسرائيل في هذه المؤسسات الدولية.
وأكد أهمية "الذهاب باتجاه أننا في مرحلة تحرر وطني في كل ما يتطلب ذلك من العمل على إعادة تغيير وظيفة السلطة فيما يخدم تثبيت صمود الناس على أرضهم واشتقاق برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي، يقوم على دعم صمود الناس فوق ارضهم والعمل على تطيق القانون الاساسي الذي يكفل الحريات العامة والحقوق المدنية للمواطن الفلسطيني في إطار نظام سياسي تعددي يشتق من وثيقة إعلان الاستقلال عام 1988 التي يتوافق الجميع عليها".
وبحسب بكر، البرنامج السياسي للمنظمة اليوم بات هو البرنامج المقبول والمعمول به والمقر على اجندة جولات الحوار الوطني، بما فيها جولات بكين وموسكو، لا سيما بعد أن قامت حماس بتغيير برنامجها السياسي ليقول إنهم "يؤدون إقامة دولة فلسطينية على أراضي 67 وتقرير المصير لشعبنا وحق العودة للاجئين وفق القرار 194".
واستطرد قائلا: "هذه ثوابت الشعب الفلسطيني وهذا برنامجه السياسي الذي لا خلاف عليه بين أي من جهات الاختلاف، بالتالي الفرقاء اليوم جميعا مدعوون للوحدة في مجابهة التحديات الخطيرة والذهاب باتجاه اشتقاق برنامج كفاحي سياسي يقوم على تصعيد كل اشكال الفعل الشعبي المقاوم في الضفة، وذلك لمواجهة الاحتلال ومخططاته الساعية لتهجير شعبنا واحلال المستوطنين بدلا منه، وتهويد القدس".
وأشار إلى أن "هذا يتطلب أن نكون في جهوزية، وأن يكون هناك خطط استجابة وطوارئ وتفعيل لجان الحراسة والحماية، وهذا ما يريده شعبنا، فهو كفيل بإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية الفلسطينية التي هي صمام الأمان لتحقيق الانتصار".
يشار إلى أن برنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: اضغط هنا