مكرم دبوب.. لا إقالة ولا استقالة
كتب: صفوان أبو شنب
مع انتهاء مهام مكرم دبوب على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول، يسلم المدرب التونسي الدفة لخلفه تاركاً إرثاً ثقيلاً من الإنجازات قوامها مكانة رفيعة للمنتخب في القارة الأسيوية. والمتابع للنهضة الرياضية في فلسطين يرى جلياً كيف تطور المنتخب الأول لكرة القدم في السنوات الأخيرة، خصوصاً منذ تولي دبوب منصب المدير الفني قبل نحو 3 سنوات، مسهماً في التقدم برؤية الاتحاد الفلسطيني في تطوير كرة القدم والتي بدأت منذ عقد ونيف.
دبوب قاد المنتخب الى التأهل للأدوار الاقصائية في بطولة كأس اسيا قطر 2023 للمرة الأولى في تاريخه، مسجلاً واحدة من أفضل مشاركاتنا القارية على الإطلاق أداءاً ونتيجة، ونجح بعدها بأشهر قليلة وللمرة الأولى أيضاً بالوصول إلى النسخة المقبلة من كأس أسيا (بالتأهل المباشر خلال التصفيات)، رغم ما يعاني منه اللاعبون من نقص في اللياقة بسبب توقف الدوري الفلسطيني.
إنجاز دبوب مع المنتخب الأول كان ثمرة جهود مضنية قدمها خلال سنوات طويلة قضاها مع الاتحاد الفلسطيني بأدوار مختلفة، فعمل قبلها مدرباً للحراس مع المنتخب الأول إلى جانب مهامه كمساعد للمدرب سبقها بعمله على رأس الجهاز الفني لمنتخب الناشئين، تاركاً بصمته في كل مهمة تولاها حتى عين رسمياً مدرباً للمنتخب الأول عام 2021.
مع وصول التصفيات الاسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 الى مرحلة حساسة وسط نتائج مخيبة تنذر بضياع فرصة التأهل، كان التغيير لزاماً لمحاولة استغلال ما تبقى من عمر التصفيات، لكنه لا ينقص أبداً من القيمة الفنية للمدرب دبوب الذي سيذكره الفلسطينيون كواحد من أفضل المدربين الذين مروا على كرة القدم الفلسطينية، ونتمنى أن يواصل مسيرته في فلسطين بدور جديد.
مكرم كان ولا يزال علامة فارقة في كرة القدم الفلسطينية، استفاد منها ونقل ما تعلمه إليها بكل إخلاص ومحبة، وقبل ذلك آمن بقضية شعب يكافح لاسترداد حريته، فطار بشبابها إلى أصقاع العالم يحمل علم فلسطين على صدره ليدعم نضال شعب محتل في الساحات الرياضية القارية والعالمية، ونقول له اليوم وغداً ما استحقه دائماً "شكراً مكرم دبوب".