صمود في وجه التهويد والاستيطان
الوزير حمدان يستعرض عبر "راية" الواقع الصعب بالبلدة القديمة في الخليل
يتوزع أكثر من 700 مستوطن في بؤر استيطانية متناثرة في نحو كيلو متر مربع في قلب مدينة الخليل، وسط إجراءات مشددة منها حواجز عسكرية ومادية وكاميرات وأبراج مراقبة في ظل نهج تهويدي معلن بالمكان.
وتعقيبا على الوضع بالخليل، قال وزير الثقافة ورئيس لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، إن الاحتلال ومستوطنيه يحاولون تغيير سكان البلدة القديمة والسيطرة عليها، من خلال الغطرسة وما يقومون به من اعتداءات يومية.
وأضاف الوزير حمدان في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية أن لجنة إعمار الخليل تحاول دعم المواطنين بكافة الأوجه خاصة في موضوع السكن، إذ تقوم بتوفير السكن بعد ترميم المنازل وتوفير الخدمات اللازمة.
وأكد أن الوحدة القانونية "المكتب القانوني" الذي قامت اللجنة بإنشائه من أجل مساندة المواطنين في الاعتداءات التي يتعرضون لها من جيش الاحتلال والمستوطنين، حيث يعمل المكتب على تلقي الشكاوى ثم توجيه المواطن.
وبيّن حمدان أن هناك 18 مدخلا بالبلدة القديمة تؤدي إلى الحرم الإبراهيمي والبلدة "مغلقة"، وهناك شوارع مغلقة بالكامل ومعظم البلدة القديمة لا يستطيع المواطن الفلسطيني الدخول بها بسيارته وبعضها حتى سيرا على الأقدام.
وأكد وجود حوالي 101 حاجز ونقطة مراقبة ونقطة تفتيش في الخليل، إضافة إلى الاعتداءات اليومية المستمرة من المستوطنين، حيث يطلق لهم العنان للاعتداء على المواطنين تحت حراسة ودعم من قوات الاحتلال.
وأوضح حمدان أنه منذ السابع من أكتوبر 2023 قام الاحتلال بفرض منع التجول بكافة أرجاء البلدة القديمة بالخليل ومحيطها مثل شارع الشهداء ومنطقة تل ارميدة وشرقي الحرم الإبراهيمي ومناطق جابر السلايمة وغيرها.
وشدد على أن الاحتلال لا يروق له عمل لجنة إعمار الخليل، ولكن يحتار في أمرها لأنها لجنة ومؤسسة صون الموروث الثقافي والحفاظ على المباني التاريخية، مضيفا: "نحن نقاتل بطريقة اللاعنف".
وتابع: "بالتالي يقوم الاحتلال بوضع العراقيل بطرق أخرى ويحاولون مثلا منع دخول العربات والمواد لمناطق معينة إضافة إلى المنع المباشر في العديد من المباني، وهناك 50 مبنى في حالة إنشائية خطرة ويمنع الاحتلال ترميمهم".
وقال الوزير حمدان في حديثه لـ "رايـــة" إن الحرم الإبراهيمي الشريف يعاني الأمرين "وهناك تراجع في التواجد الفلسطيني داخل الحرم في حين يعمل الاحتلال على تكريس فكرة أن الحرم أقرب لأن يكون معبدا يهوديا".
وتابع: "الجندي الإسرائيلي يتحكم في دخول أي مواطن أو أي مصلي إلى الحرم الإبراهيم، ويحاول تفتيش كل من يدخل بعد التدقيق في البطاقات الشخصية، في حين يحشد الاحتلال عشرات الآلاف للقدوم للحرم وتنظيم الفعاليات".
وأشار حمدان إلى أن الاحتلال ومستوطنيه ومنذ 10 أيام يستبيح الحرم الإبراهيمي الشريف كليا، وهناك منع لرفع الآذان بشكل مستمر، إذ هناك ما يزيد عن 50 حالة منع الآذان خلال الشهر، وهذا المعدل الذي تم رصده.