900 موظف فقط يعملون
خاص | المنظومة الصحية في شمال غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة
قال عضو لجنة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة بغزة د. معتصم صلاح، إن ما تعرض له قطاع غزة من استهداف ممنهج للمنظومة الصحية، إذ لم يتبقَ إلا 2 من المشافي من أصل 38 مستشفى اقتحمها الاحتلال واستهدفها.
وأوضح صلاح في حديث خاصة لشبكة رايـــة الإعلامية، أن مجمع الشفاء الطبي كان يغطي 40% من الخدمات الصحية بقطاع غزة خرج عن الخدمة وتم تدميره بالكامل، كما اقتحم الاحتلال المستشفيات الرئيسية شمال غزة.
وأكد أن الاحتلال دمّر كافة الأنظمة التشغيلية ومراكز الرعاية الأولية التي بلغ عددها أكثر من 60 مركزا، مضيفا أن الاستهداف الممنهج للمنظومة الصحية يعتبر من أكبر التحديات، بعد انهيار النظام الصحي عدة مرات بالقطاع.
وأشار صلاح إلى أن ما تعرضت له منظومة الإسعاف والطوارئ من استهداف ممنهج لا يتخيله عقل بشري، إذ قصف الاحتلال سيارات الإسعاف بمن فيها من مرضى ومسعفين، حيث دمّر الاحتلال 130 سيارة إسعاف.
وأضاف أنه تم تسجيل 1300 شهيد من الطواقم والكوادر الصحية من خيرة أبناء القطاع الصحي "أخصائيين وأطباء وممرضين ومهندسين" بالإضافة إلى اعتقال 315 معتقلا ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال وسط التعذيب.
وتحدّث صلاح عن الوضع الكارثي في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، مؤكدا أن المشفى تعرض بالأمس لقصف مباشر هو الخامس، مما أدى إلى إصابة 3 من الطواقم الصحية فيه، فضلا عن قصف المولدات ومحطة الأوكسجين.
ولفت إلى عدم وجود حتى سيارة إسعاف واحدة في شمال قطاع غزة أو حتى سيارة للدفاع المدني، مشيرا إلى وجود أكثر من 60 ألف شخص ما زالوا متواجدين هناك دون خدمات صحية أو ماء أو طعام أو أي مقومات.
ووصف صلاح المشهد في شمال غزة بـ "المأساوي الذي لم يسبق له مثيل" أمام صمت وخذلان في العالم الذي يشاهد هذه الإبادة الجماعية والقتل الممنهج والمتعمد، حيث لا يمكن تخيل ما يحدث داخل قطاع غزة المدمر.
وتابع: "أمام المجازر والإبادة والقتل والتدمير الممنهج، لا يمكن أن نترك أبناء شعبنا ونحاول تقديم ما نستطيع تقديمه داخل قطاع غزة من المقومات البسيطة للمنظومة التي عادت من جديد للعمل في القطاع.
وبيّن عضو لجنة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة بغزة، أن هناك حوالي 900 موظف صحي فقط من أصل 12 ألف كانوا يعملون في شمال غزة، مشيرا إلى أنه تم الاعتماد على جزء من المتطوعين.
وقال إن المنظمة الصحية أصبحت تفاضل بين الحالات المصابة في ظل العدد الكبير للمصابين الذي بلغ أكثر من 105 آلاف مصاب، وما يتم التعامل معه هو "إنقاذ حياة"، وفي شمال غزة لم يتبقَ سوى 3 أسرّة فقط للعناية المكثفة.
وأكد صلاح لـ "رايـــة" عدم وجود سوى 4 حاضنات في شمال قطاع غزة، كما أن مرضى الأورام يواجهون موتا بطيئا في ظل عدم تقديم أي خدم لهم على الإطلاق، إضافة إلى مرضى القلب، لذلك لا يمكن التعامل مع هؤلاء المرضى.
وأشار إلى أن 80% من الأدوية والمستهلكات والقوائم الرئيسية لوزارة الصحة بقطاع غزة أصبح رصيدها "صفري"، ناهيك عن دخول فصل الشتاء في ظل تدمير منازل المواطنين الذين أصبحوا عرضة لانتشار الأمراض.
وحذّر صلاح من أن قطاع غزة مقبل على أكثر من كارثة "ومن لم يقتل بنيران الاحتلال وبقصف هو بانتظار موت بطيئ إما بأمراض معدية أو القلب أو أمراض الجهاز الهضمي ومختلف الأمراض التي تعصف بغزة".