بعد انسحاباتٍ عديدة، المُقاطعة الأكاديمية تُفشل مؤتمر تطبيعي للآثار الإسلامية في ألمانيا!
تتوجّه الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، عضو اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطيني وقيادة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، بالتحية لجميع الأكاديميين/ات العرب/يات، بمن فيهم الفلسطينيين/ات، والدوليين/ات المُنسحبين/ات من مؤتمر الآثار الإسلامية (ISAC)، سواءً من المُشاركين أو من الحضور، والذي عُقِدَ في جامعة غوته -فرانكفورت واستمرَّ لثلاثة أيامٍ ابتداءً من 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وذلك استجابة لنداء الحملة بالانسحاب بسبب خرق المؤتمر لمعايير المقاطعة ومناهضة التطبيع.
فبعد اطّلاعها على قائمة المُشاركين/ات في المؤتمر، عَكفت الحملة على التواصل الفردي معهم/نّ عن طريق رسائل خاصّة دعتهم/نّ فيها للانسحاب من المؤتمر بسبب خرقه لمعايير المقاطعة ومناهضة التطبيع ومساهمته في التغطية على جريمة الإبادة الجماعيّة التي يرتكبها نظام الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري والأبارتهايد الإسرائيلي بحق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتلّ والمحاصَر.
تندرج أعمال مؤتمر الآثار الإسلامية (ISAC) ضمن محاولات فرض إسرائيل ككيان طبيعي في المنطقة، إلى حدّ وصفه المتحدّثين الإسرائيليين الذي يعمل معظمهم في سلطة الآثار الإسرائيلية – المتواطئة منذ تأسيسها في جرائم جسيمة بحق شعبنا وتراثه وحضارته العربية والإسلامية والمسيحية – بـ"الخبراء" في مجال الآثار والمواقع الإسلامية، علماً بأن سلطة الآثار هذه ضالعة في التدمير الممنهج الذي يقوم به الاحتلال ومحاولاته الحثيثة لطمس الهوية العربية والإسلامية ومعالمها في فلسطين.
وقد جاء في نص الرسالة التي وجهتها الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل إلى المشاركين/ات في المؤتمر ما يلي:
"... فبغض النظر عن النوايا، وحسب تعريف التطبيع، تعد المشاركة في نشاط مصمم خصيصاً للجمع (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر) بين فلسطينيين (و/أو عرب) وإسرائيليين (أفرادا كانوا أم مؤسسات) ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني، خرقاً لمعايير المقاطعة ومناهضة التطبيع التي توافقت عليها الغالبية الساحقة في المجتمع الفلسطينيّ.
فبينما يهدف هذا المؤتمر إلى "توفير منصة للمساهمات من مجموعات متنوعة من الناس وتبادل الأفكار والمنهجيات والاكتشافات في علم الآثار الإسلامي"، فإنّه يحاول خلق صورة مساواة زائفة ومُغرضة بين الشعب المستعمَر والقوّة المستعمِرة وإلى تعزيز وجود نظام الاستعمار داخل مشهد المواقع والمعالم الأثرية التاريخية في منطقتنا الإسلامية…"
نُثمّن في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) الاستجابة السريعة لجميع المُنسحبين/ات من المؤتمر، وندعو جميع الباحثين/ات والأكاديميين/ات إلى توخي الحذر لعدم الوقوع في التطبيع، خاصةً عند التعاون مع مؤسسات ثقافية استعمارية وعنصرية مثل المؤسسات الألمانية الضالعة في تمكين الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الإبادة الإسرائيلي على وجه التحديد. كما نجدّد دعوتنا جميع الأكاديميين والأكاديميات في المنطقة وحول العالم للالتحاق بركب آلاف الكتّاب والكاتبات والمثقفين/ات والأكاديميين/ات الملتزمين بمقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها التزاماً بمبادئ العدالة والحرية التي يناضل شعبنا الفلسطيني وكافة شعوب المنطقة وأحرار العالم من أجل تحقيقها.