فصائل المعارضة تدخل مدينة حلب
أكثر من 255 قتيلا باشتباكات بين المعارضة والجيش في سوريا
أعلنت هيئة "تحرير الشام" والفصائل المعارضة المتحالفة معها؛ دخول مدينة حلب والسيطرة على عدة مواقع فيها، وذلك في وقت تتواصل الاشتباكات بينها وقوات الجيش السوري بعدة مناطق منذ الأربعاء إثر هجوم مباغت لفصائل المعارضة على مناطق يسيطر عليها الجيش.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 255 شخصا من العسكريين والمدنيين منذ فجر يوم الأربعاء الماضي.
وأورد المرصد، أن "هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها تمكنت ضمن عملية ’ردع العدوان’ من دخول أطراف حيي الحمدانية وحلب الجديدة بمدينة حلب، بعد تنفيذ هجوم انتحاري مزدوج بسيارتين مفخختين".
وأضاف أنه "تدور في هذه الأثناء اشتباكات عنيفة بين القوات المهاجمة وقوات الجيش السوري لها عقب تقدم عدد كبير من عناصر الهيئة والفصائل نحو المدينة. يأتي ذلك بعد ساعات من معارك عنيفة في محيط حلب، تخللها سيطرة القوات المهاجمة على مركز البحوث العلمية".
وأشار إلى أن حصيلة القتلى توزعت على النحو التالي "121 قتيلا من هيئة تحرير الشام، 23 قتيلا من فصائل ’الجيش الوطني’، 87 قتيلا من قوات الجيش هم 62 عنصرا من قوات النظام بينهم 4 ضباط برتب مختلفة و25 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية".
وتابع "استشهد 20 مدنيا هم طفل بالقصف البري و19 بالقصف الجوي الروسي بينهم 4 أطفال و3 سيدات، كما استشهد 4 طلاب جامعيين بقصف لهيئة تحرير الشام على المدينة الجامعية بمدينة حلب".
وبحسب المرصد، فإن الطيران الحربي الروسي والطيران التابع للجيش السوري نفذا غارات جوية مكثفة منذ ساعات الصباح طالت العديد من المدن والبلدات والقرى، حيث نفذ الطيران 23 غارة جوية استهدفت كل من مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى قميناس وبنش وجوباس وداديخ وكفرعويد في ريف إدلب، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة اثنين آخرين بجراح متفاوتة بين مدينتي إدلب وبنش.
ومن جانبه، أعلن الجيش السوري في بيان الجمعة مواصلته "التصدي" للهجوم و"استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية".
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص نصفهم تقريبا من الأطفال؛ بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ويعد القتال الناجم عن الهجوم الأعنف منذ سنوات في سورية التي تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا عقب ثورة شعبية ضد النظام، أودى حتى الآن بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/ مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة للنظام، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوما واسعا شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى 3 أشهر.
وتدخلت روسيا إلى جانب قوات الجيش السوري في العام 2015، وتمكنت من قلب المشهد لصالح حليفها، بعدما خسر معظم مساحة البلاد.