القطاع العام ممتلئ بالكفاءات
داوود الديك لراية: النظرة السلبية تجاه الوظيفة الحكومية غير صحيحة
امتدت مسيرة خبير السياسات الاجتماعية السيد داوود الديك لقرابة 34 عاما قضاها في العمل العام والحكومي، إذ بدأ عمله من مدينة القدس في بيت الشرق وجمعية الدراسات العربية ومركز المعلومات الفلسطيني لحقوق الإنسان.
خبير السياسات الاجتماعية داوود الديك ابن بلدة كفر الديك التابعة لمحافظة سلفيت، يتحدث لبرنامج "ضيف الراية" عبر شبكة رايـــة الإعلامية عن مسيرته الدراسية والعملية في عدد من القطاعات أبرزها الجهاز المركزي للإحصاء.
الفصل الأطول في مسيرته العملية الوظيفية كان في وزارة التنمية الاجتماعية لمدة 17 عاما، كما عمل بعدها كمستشار لرئيس الوزراء السابق محمد اشتية لمدة عامين، واختتم مسيرته الوظيفية وكيلا لوزارة شؤون المرأة.
يقول الديك إن بداية دراسته بدأت بجامعة بيرزيت عام 1983 بدراسة الصحافة والإعلام واللغة الإنجليزية والترجمة، لينخرط بعدها بالعمل والذي من خلاله تشكلت شخصيته الحقيقية خاصة بعد انضمامه لبيت الشرق ومركز حقوق الإنسان.
وعن تنوع التخصصات التي درسها في جامعة بيرزيت، أوضح أن الطالب يبدأ مسيرته الجامعية بطموح وتفكير معيّن وأحيانا ينتهي بمسارات مختلفة، وهذا ما يشكل وعي الشخص وميوله واهتماماته، ويجب أن يتصالح مع كل تجاربه.
وأكد الديك على أهمية دعم الأسرة، لافتا إلى أن أسرته وخاصة زوجته كانت أهم وأكبر داعم لما وصله إليه طيلة مسيرته، مضيفا: "الأسرة هي الحضن الأساسي للنمو والتطور والبقاء والإحساس بالأمن والطمأنينة".
وتطرق إلى العمل الحكومي خلال فترة جائحة كورونا، مؤكدا أنها تجربة يجب على الجميع التعلم منها، وأثبتت أن من يحمل البلد ويحميها هي مؤسسات الدولة والقطاع العام، وبالتالي يجب إعادة الاعتبار للوظيفة الحكومية.
كما دعا الديك إلى إعادة تطوير سياسات الموارد البشرية وتحقيق المزيد من العدالة، وبناء وظيفة عمومية على أساس الجدارة والكفاءة وليس على حساب أي معايير أخرى، إضافة إلى استقطاب الكفاءات الفلسطينية للقطاع العام.
وبيّن أن هناك نظرة سلبية للقطاع العام على أن العاملين فيه غير كفئ ولو أنهم كفاءات لما عملوا في القطاع العام، مؤكدا أنها نظرة غير دقيقة وغير صحيحة، وهو قطاع ممتلئ بالكفاءات ولكن قد يكونوا لم يجدوا البيئة المحفزة والممكنة لهم.
وعن عمله في وزارة التنمية الاجتماعية، قال الديك إنه حصل على شرف العمل في "وزارة الدفاع الاجتماعي" من خلال خدمة الفئات الفقيرة والمهمشة والعديد من الفئات التي تقطعت بهم السبل، فهي رسالة إنسانية سامية.
وبشأن الأوضاع في قطاع غزة، أوضح أن الحصار والإغلاق والتحكم الإسرائيلي في كل تفاصيل الحياة هناك، أدى إلى تضاعف نسب الفقر والبطالة أضعاف الصفة الغربية، والآن أيضا ارتفعت تلك النسب في ظل حرب الإبادة.
واعتبر خبير السياسات الاجتماعية داوود الديك أن قمة النضج تكمن في الاعتراف بالأخطاء بقدر الحديث عن الإنجازات، والأفضل مع الناس هو الوضوح والصراحة والمكاشفة، والأصعب هو "استغباء الناس" من قبل المسؤولين.
للاستماع إلى حلقة "ضيف الراية" مع خبير السياسات الاجتماعية السيد داوود الديك اضغط هنا