انطلاق أعمال مؤتمر بيت لحم الدولي الثاني في جامعة بيت لحم
أطلقت جامعة بيت لحم الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2024، أعمال مؤتمر بيت لحم الدولي الثاني، بعنوان الآثار والتراث الثقافي الفلسطيني، نحو حفظ تراثنا من الاستحواذ والتدمير، وذلك في قاعة الفورنو في حرم جامعة بيت لحم.
وحضر المؤتمر مجموعة من الباحثين والعاملين في مجال التأريخ والتراث الثقافي والآثار، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة السياحة الآثار الفلسطينية، وعدد من طلبة وأساتذة وموظفي الجامعة وإدارتها.
وافتتح المؤتمر بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاها النشيد الوطني الفلسطيني. ورحبت الدكتورة إيمان السقا، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية بالحضور، مؤكدة على دور الجامعة مؤسسة تعليمية في دعم وتعزيز المبادرات التي تعمل على حماية وحفظ التراث الثقافي الفلسطيني والذي له أثرُ كبير في صقل والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
وتحدث وكيل وزارة السياحة والاثار صالح طوافشة في افتتاح المؤتمر حول أهمية هذا المؤتمر الاستثنائي في ظل حرب الإبادة على فلسطين، وأكد على الدور الهام لمثل هذه الفعاليات في حفظ التراث الثقافي. وأشار د. عمر عبد ربه ميسر أعمال المؤتمر الدور الريادي الذي تلعبه جامعة بيت لحم وبرنامج الأثار والتراث الثقافي في الجامعة في التأسيس لثقافة ملتزمة اتجاه الرواية الفلسطينية وسردية التراث الثقافي الفلسطيني.
وفي الجلسة الأولى، تحدث الدكتور جوني منصور، والذي تحدث عن التحديث الحضري أداة استعارية مشوِهة، حي وادي الصليب بحيفا أنموذجا، كما القى جمال برغوث محاضرة بعنوان غزة: الركام الحالي، اطلال لعلماء آثار المستقبل. حيث ذكر بانه تم تدمير نحو 200 موقع أثري في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
أما الدكتور غسان نجاجرة، فقد تحدث عن إعادة النظر في العصر البرونزي المتأخر، السكان والاستيطان. وفي ختام الجلسة الأولى تحدث كريم يحيى من مركز الأبحاث التراث، دمج BIM والتقنيات المتقدمة للحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، والذي يعمل على مشروع لإنتاج أشكال ثلاثية الأبعاد للأماكن المدمرة بهدف إعادتها للذاكرة الفلسطينية. ثم أجاب المتحدثون على أسئلة الحضور.
أما الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور فادي قطان، عميد كلية شكري إبراهيم دبدوب لإدارة الاعمال، فقد افتتحت بمحاضرة للدكتور عمر عبد ربه، رئيس دائرة العلوم الإنسانية – جامعة بيت لحم وتحدث حول تدمير المشهد الثقافي والطبيعي الفلسطيني في جنوب شرق القدس متخذًا من موقع أبو غنيم إلى الطنطور كنموذج. بدورها تحدثت الدكتورة ميسون شرقاوي، حول التراث الثقافي الفلسطيني في السياق الاستعماري، مبينة السياسات التي تم وضعها من قبل المؤسسة الصهيونية من أجل الاستحواذ على الاثار والتراث الثقافي الفلسطيني.
ثم عرض الدكتور محمود هواري، عن بعد، دراسة حالة الاستحواذ التي يتعرض لها التراث الثقافي الفلسطيني مستخدمًا قلعة القدس، التي عرفت لاحقا ببرد داوود، كنموذج للاستحواذ. وكان الدكتور عبد الرزاق ميتاني آخر المتحدثين في الجلسة الثانية بعنوان المؤسسة الإسرائيلية وديمومة تدمير التراث المادي في الداخل الفلسطيني.
أما الجلستين الثالثة والرابعة فقد تحدث فيها على التوالي، كل من الدكتور صالح عبد الجواد، عن الاستيطان الكولونيالي وتدمير الموروث الثقافي المادي وغير المادي في الضفة الغربية والقرى المهدرة عام 1948، مستعرضًا الاثار المدمرة للاستعمار الكولونيالي على التراث الثقافي الفلسطيني. كما تحدثت الباحثة الفلسطينية روضة غنايم عن أفران الشيد وانتشارها في فلسطين. وخصصت مداخلتها حول الأفران المندثرة في أراضي قرية عنابة المهجرة والمدمرة عام 1948.
كما شاركت الباحثة الاء الدوايمة من قطاع غزة عن بعد بمحاضرة حملت عنوان القرى الفلسطيني المهجرة لقضاء مدينة الخليل عام 1948، وبشكل خاص قرية الدوايمة التي كانت عائلتها تسكنها قبل العام 1948.
واختتمت الجلسة الثالثة بمحاضرة القاها علي حبيب الله حول تجفيف إسرائيل لمياه بحيرة الحويلة والتي حملة عنوان، بحيرة الحولة، تجفيف الماء وجفاء الذاكرة ثقافيًا.
أما الجلسة الرابعة فقد اشتملت على أربع محاضرات القاها كل من عصام حلايقة الذي تمحورت محاضرته حول غزة وأهميتها من خلال النقوش القديمة في فترات ما قبل الإسلام، تلاها محاضرة بعنوان نقوش الجامع العمري مصدرًا مهما لتاريخ العمارة الإسلامية في مدينة غزة. كما تحدث الدكتور حمدان طه، الباحث في علم الأثار والتراث الثقافي عن دير القديس هيلاريون في غزة والذي أدرجته اليونيسكو على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في شهر تموز للعام 2424.
وفي ختام الجلسة الرابعة، تحدثت المهندسة لمى قمصية، من مركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم حول خطة الإدارة والحماية لموقع دير قديس المعروف بتل ام عامر في قطاع غزة.
وكانت الجلسة الأخيرة في اليوم الأول قد شهد محاضرتين فقط، قدمهما كل من الباحث علي شهوان والذي تحدث عن أثر الحروب على المجموعات الخاصة في مدينة غزة، والباحث منتصر جرار والذي خصص مداخلته للحديث عن المحاولات الصهيونية في طمس التراث الثقافي الفلسطيني من خلال نهب الأرشيفات وتدميرها واغتيال الثقافة بعد العام 1967.
وسيتم استكمال أعمال المؤتمر يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني، حيث سيكون هناك خمس جلسات أخرى تتناول مواضيع هامة في مجال التراث الثقافي والحفاظ عليه من التدمير والاستحواذ. ولاقى المؤتمر تفاعلا هاما من قبل الهيئة الاكاديمية والاداريين والطلبة في جامعة بيت لحم، وشهد حضور العديد من المهتمين والباحثين في حقل الاثار والتراث الثقافي.