افتتاح المؤتمر الدولي الأول لتنمية الإعلام الفلسطيني
المتحدثون يؤكدون التضامن وإسناد الصحفيين الفلسطينيين
الاتحاد الدولي للصحفيين يقدم 22 منحة بقيمة مليون دولار لدعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية
افتتحت مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني، والاتحاد الدولي للصحفيين، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم الاثنين، المؤتمر الدولي الأول لتنمية الإعلام الفلسطيني، تحت رعاية وحضور رئيس الوزراء محمد مصطفى ودعم من اليونسكو.
وشدد مصطفى خلال فعالية الافتتاح، التي عُقدت بمدينة رام الله، على الدور المحوري الذي لعبه الصحفيون الفلسطينيون في فضح جرائم الاحتلال ومخططاته للتهجير والإبادة، خصوصا في ظل منع الاحتلال دخول الصحفيين العرب والأجانب إلى القطاع.
وقال مصطفى: "استبسل الصحفيون الفلسطينيون في نشر الحقائق التي حاول الاحتلال إخفاءها، ووثقوا قتل الأطفال، وكشفوا سياسة التجويع المتعمد ضد المدنيين، وقصف المستشفيات واقتحامها، ثم التهجير القسري لإفراغ مساحات من القطاع".
وأضاف: "كل هذه الحقائق التي تدين الاحتلال وتعرضه للمساءلة نقلها ووثقها الصحفيون الفلسطينيون ببسالة ومهنية إلى مختلف المنصات والشاشات والصحف العالمية، ولولا وفاء الصحفي الفلسطيني ومهنيته، لما امتلأت شوارع العالم بالأحرار الداعين إلى وقف إطلاق النار، ووقف الإبادة الجماعية ومحاسبة مرتكبيها".
وأعلن الاتحاد الدولي للصحفيين، عن تقديم 22 منحة مالية بقيمة إجمالية قدرها مليون دولار لدعم صحافة الصالح العام في فلسطين.
وبلغ عدد المؤسسات الإعلامية الحاصلة على المنح 22 مستفيدا، حيث توزعت على النحو التالي: 6 مستفيدين من قطاع غزة، و16 من الضفة الغربية، منهم 7 في رام الله، و3 في نابلس، و2 في بيت جالا، وواحد في كل من الخليل وجنين والقدس وبيت لحم. تغطي 10 مؤسسات إعلامية مستفيدة الأخبار الوطنية، بينما تركز 12 مؤسسة أخرى على تغطية الأخبار المحلية.
وتمت عملية اختيار المستفيدين من خلال لجنة تقييم ضمت خبراء في تطوير وسائل الإعلام، حيث اتبعت عملية صارمة وشفافة مستندة إلى معايير وضعها الاتحاد الدولي للصحفيين.
وهدفت هذه الآلية إلى تحقيق توازن بين المؤسسات الإعلامية، وضمان انتشار جغرافي واسع، مع تركيز خاص على دعم المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي: "تمثل هذه المنح تمويلا طارئا يهدف إلى مساعدة المؤسسات الإعلامية على دفع رواتب الصحفيين، إضافة إلى دعم وتعزيز إنتاج التقارير التي تخدم الصالح العام، ونأمل أن تمهد هذه الجهود الطريق نحو إنشاء صندوق إعلامي وطني يوفر تمويلا طويل الأجل لشريحة أوسع من الجهات الفاعلة في قطاع الإعلام الفلسطيني.
وأعرب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين عن شكره وتقديره للخبراء الأربعة الذين شكلوا لجنة التقييم على ما قدموه من إرشادات وخبرات.
وقال بيلانجي، "حاولنا تنفيذ المشاريع في غزة، وأرسلنا الدعم لشراء الأدوية وكل المستلزمات أثناء النزوح".
وأضاف، أنه رغم القصف أنشأنا مراكز ليواصل الصحفيون مهامهم في التغطية، ومنح الاتحاد مساهمات لإعادة بناء المؤسسات الإعلامية، وسنقدم ما مجموعه مليون دولار لمؤسسات إعلامية في غزة والضفة.
وأشار إلى أن الصحفيين في غزة هم من ينقلون الأخبار إلى العالم ويوثقون، وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي يُمنع فيها الصحفيون الأجانب من التغطية.
وتندرج منح الاتحاد الدولي ضمن مشروع "إعلام الصالح العام" الذي ينفذه الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني، وبدعم من الصندوق الدولي لتنمية إعلام الصالح العام.
ويعد الصندوق مبادرة متعددة الأطراف مصممة لدعم المؤسسات الإعلامية المستقلة والموجهة لخدمة الصالح العام في 50 دولة حول العالم، خاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
بدوره، قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ممثل مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني ناصر أبو بكر، "تعرض صحفيونا خلال هذه الحرب لأكبر وأبشع مجزرة شهدها تاريخ الإعلام منذ بدايته، إذ لم يُقتل في الحربين العالميتين هذا العدد من الصحفيين"، مشيرا إلى أنه منذ عام 2013 أي منذ إقرار الأمم المتحدة لليوم العالمي لعدم الإفلات من العقاب، قُتل نحو 900 صحفي، أي أنه يُقتل في العالم سنويا 82 صحفيا، بينما قُتل في هذه الحرب أكثر من ضعف ما يُقتل من الصحفيين في العالم أجمع سنويا.
وأضاف أن الاحتلال دمر 90% من المؤسسات الإعلامية بشكل كلي، إضافة إلى تدمير جزئي لما تبقّى، وجرح واعتقل المئات، ونزح كل صحفيي غزة عن منازلهم التي دُمرت أغلبيتها، وعملوا دون أكل ولا ماء ولا كهرباء ولا مكاتب ولا إنترنت، عملوا تحت قصف الطائرات والدبابات والرصاص القاتل في كل مكان، عملوا بين الجثث والدمار، قُتلت عائلاتهم وأحبتهم وزملاؤهم، ورغم كل ذلك واصلوا نقل الحقيقة بأعلى المعايير المهنية الدولية، ووفق أخلاقيات مهنة الصحافة المقرة عالميا من الاتحاد الدولي للصحفيين.
وتابع: في القدس والضفة الغربية تمت ملاحقة الصحفيين وتهديدهم واعتقالهم وجرحهم ومنع وتقييد حرية حركتهم، وإغلاق بعض مؤسساتهم، حيث أحصت لجنة الحريات في النقابة أكثر من 1640 اعتداءً وجريمة خلال عام من الحرب بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
وأردف، "منذ بداية الحرب عملت هيئات وطواقم النقابة ليل نهار بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين، ووفق خطة أقرتها الأمانة العامة للنقابة وفق رؤية أن الحرب طويلة وتستهدف الإعلام بشكل ممنهج، لأنهم يريدون قتل الحقيقة وشهود الحقيقة باستهداف الصحفيين.
وتطرق إلى خطة النقابة المقسمة إلى خمسة أقسام: المناصرة الدولية، والتوجه إلى القضاء الدولي وهيئات الأمم المتحدة لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الصحفيين، وبالتوازي توفير الاحتياجات الطارئة والإنسانية من أكل وشرب وخيام وفرشات وأغطية، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين وبعض المؤسسات الدولية العاملة في غزة، وخلال عام، وزعنا مساعدات بشكل منتظم على أكثر من 1700 صحفي.
أما الجزء الرابع من الخطة هو التشغيل الطارئ للصحفيين بعد تدمير مؤسساتهم وفقدان معداتهم وتدميرها وتلفها، قررنا إنشاء مراكز التضامن الإعلامي لتوفير المكان اللائق للعمل المؤقت، حيث أنشأنا بمساعدة الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين النرويجي واتحاد نقابات عمال كندا المركز الأول في خان يونس، وبعد حصول النقابة على جائزة حرية الصحافة في العالم من أهم منظمة أممية مختصة بحرية وحماية الصحفيين وهي "اليونسكو"، أنشأنا بمبلغ الجائزة المركز الثاني في دير البلح، وبعدها مركزا في مستشفى المعمداني من ميزانية النقابة ودعم من الاتحاد الدولي.
وتابع: "القسم الخامس من خطتنا وهو الإستراتيجي: إعادة إعمار وبناء قطاع الإعلام المدمر في غزة، ولأجل ذلك أجرينا دراسة مسحية شاملة بدعم من اليونسكو شارك فيها طاقم مهني متفرغ للعمل بإشراف قيادة النقابة ومتابعتها، خاصة في غزة، ساعدهم فيها نشطاء ومتطوعون من النقابة بلغ عددهم أكثر من 150 صحفيا".
المناصرة الدولية أحد أهم الأمور التي تصف في دعم الصحفيين
بدورها، قالت رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين دومينيك برادالي، إن المناصرة الدولية هي أحد الأمور الأساسية التي تصب في دعم الصحفيين وتطوير عملهم.
وأضافت: أن حرية الإعلام أصبحت موضع تساؤل، إذ قُتل في غزة خلال ما يزيد على عام أكثر من مئة صحفي على يد الجيش الإسرائيلي، في ظل الإبادة الجماعية، إذ أصبحت غزة مسرحا لحمام دم، ولا يزال وصول الطواقم الدولية إلى القطاع صعبا.
ولفتت إلى أن الاتحاد ساهم في إنشاء ثلاثة مراكز مساعدة في غزة، ورفع قضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية كما حدث في قضية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وتابعت، أن الصحفيين يواجهون صعوبة في الأراضي المحتلة من الاحتلال ومستعمريه، ورغم التدخلات الدبلوماسية من الاتحاد على المستويات كافة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تدوس كل ذلك.
من جانبه، قال ممثل اليونسكو عبر تطبيق الزوم جيرليوم كانالي، إن الصحفيين الفلسطينيين دفعوا الثمن الأكبر لعملهم، والكثير منهم فقدوا حياتهم أو أصيبوا وشُردوا من منازلهم.
وأضاف، أن كثيرا من وسائل الإعلام دُمرت في غزة، وفي الضفة الغربية، ورغم هذا الوضع، فإن الصحفيين الفلسطينيين في غزة يواصلون عملهم.
ولفت إلى أن اليونسكو تعمل على دعم الصحافة الفلسطينية، وهي مستعدة لاستكمال تقديم خبراتها من أجل نشر المعلومات، للتأكيد على ضرورة حماية الصحفيين وتطوير قطاع الإعلام.
وشمل برنامج المؤتمر الإعلان عن الحاصلين على منحة الإعلام الفلسطيني الأولى، وإطلاق صندوق دعم قطاع الإعلام الفلسطيني.
وقدم مستشار مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني إبراهيم ربايعة عرضا لتقرير أعدته نقابة الصحفيين بدعم من اليونسكو حول تدمير قطاع الإعلام في حرب الإبادة على غزة.
وفي الجلسة الأولى، تم الإعلان عن نتائج منحة دعم الإعلام الفلسطيني، وتقديم تقرير حول المشروع قدمه رئيس مجلس إدارة IFPIM نيشانت الألواني، وتقديم حول مشروع منح دعم الإعلام الفلسطيني.
وتضمن المؤتمر مداخلتين من الحاصلين على المنح. وعرض تجارب دولية من أرمينيا والبرازيل، وسيراليون قدمها مستشار الاتحاد الدولي للصحفيين مايكل راندال.
والجلسة الرابعة تخللت عرض خارطة طريق لمستقبل صندوق دعم الإعلام الفلسطيني "نماذج محلية ودولية"، تحدث فيها المدير العام للوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي "بيكا" السفير عماد الزهيري، والمدير العام لصندوق تطوير وإقراض البلديات محمد الرمحي، والخبير الدولي في صناديق تنمية الإعلام سمير بادانيا، والمدير العام للإدارة العامة للنزاهة والوقاية من الفساد من هيئة مكافحة الفساد عبد الله عليان.