تعيش بظروف قاسية
مأساة الحاجة أبو العلا.. عاصرت "نكبتين" وتحلم بخيمة شتوية
داخل خيمة بدائية صغيرة تعج بالأطفال والنساء في دير البلح، تعيش المُسنة فاطمة أحمد أبو العلا مجبرة على حياة قاسية في ظل ظروف معيشية غير مسبوقة أدت إلى تفاقم وضعها الصحي مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
تقول الحاجة أبو العلا (86 عاما) لمراسل "رايـــة" إنها نزحت قبل أكثر من عام من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة؛ سيرا على الأقدام باتجاه مدينة رفح، ومرت عبر حاجز وضعه الاحتلال على شارع صلاح الدين وسط قصف واعتداء وتنكيل.
واضطرت أبو العلا للنزوح عدة مرات حتى استقر بها الحال في خيمة من الأقمشة المهترئة صنعها أبنائها وأحفادها على بعد أمتار قليلة من شاطئ بحر دير البلح، تواجه حر الصيف وبرد الشتاء، مثقلة بأمراض الشيخوخة وكبر السن.
عاصرت نكبتين
المسنة أبو العلا عاصرت النكبة الفلسطينية عام 1948 وهُجّرت من بلدتها الأصلية "حمامة" عندما كان عمرها 9 سنوات تقريبا؛ ووصفت العام المنصرف الذي شهد أعنف حرب عرفها التاريخ الحديث بأنه عام "النكبة الكبرى".
ولا تستطيع الحاجة فاطمة السير على أقدمها، لتستخدم أدوات مساعدة للتحرك ولو لأمتار قليلة في طريقها لقضاء حاجتها أو الجلوس على باب الخيمة على الأقل، كما تشتكي من قلة الغذاء والدواء خاصة للأمراض المزمنة.
رحلة نزوح قاسية
وعن رحلة نزوحها القاسية، تقول أبو العلا إن نجلها اضطر لوضعها على كرسي متحرك "متهالك" والسير بها مسافة لا تقل عن 30 كيلومتر هربا من القصف والقتل وبعد أن هدم الاحتلال منزلها وارتقاء عدد من أفراد عائلتها.
وعند وصولها إلى مدينة رفح في بداية العدوان، استقر بها الحال داخل مدرسة تعج بالنازحين دون أدنى مقومات الحياة من دورة مياه أو أغطية أو حتى ملابس وأغذية، إلى أن تمكن أبنائها وأحفادها من تدبير بعض احتياجاتها.
ومازال الأمل موجودا في قلب ووجدان وعقل المسنة أبو العلا بالعودة القريبة إلى مدينة غزة، تقول وهي تغالب دموعها: "نفسي أرجع لبيتي في غزة حتى وإن كان مدمر حتى أعيش فيه وأنام على سريري في غرفتي".
تحلم بخيمة ودورة مياه
وتأمل أبو العلا (86 عاما) في الحصول على خيمة مناسبة تؤويها وتحميها من أمطار وبرد الشتاء المرتقب، كما تحلم بالحصول على دورة مياه بجانبها، إضافة إلى عكاز معدني "ووكر" ليساعدها على السير بشكل أفضل.
وطيلة فترة زيارة مراسل شبكة رايـــة الإعلامية للحاجة فاطمة أبو العلا داخل خيمتها الباردة البالية؛ لم تتوقف عن البكاء على وصل بها الحال، كما لم تتوقف أيضا عن الدعاء بالسلامة والنجاة لكل من تواجد إلى جانبها.
وطالبت العالم والمجتمع العربي وكل من يستطيع للضغط على الاحتلال من أجل إيقاف الحرب الدامية أولا ثم السماح بالعودة إلى البيوت، كما ناشدت كل من يستطيع مساعدتها في توفير احتياجاتها البسيطة بشكل عاجل.