مناشدات لوقف ألمانيا دعم إسرائيل .. و”دير شبيغل” تنتقد الدعم المفتوح لتل أبيب
ناشد علماء ومفكرون ألمان ومنظمات ألمانية دولية حكومة بلادهم وقف دعمها لإسرائيل في الحرب التي ترتكبها ضد قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في رسالة إلى الحكومة بعثوها في 27 أكتوبر الماضي، وأعلنوها للرأي العام حديثا. وطالب المثقفون الألمان الحكومة بتغيير سياستها إزاء إسرائيل وقطع دعمها لها و”التوقف عن المشاركة في جرائمها التي تستهدف الفلسطينيين”.
وأشارت الرسالة إلى انخراط الحكومة الألمانية بشكل مباشر في “قتل الفلسطينيين عبر تقديم كافة أنواع الدعم المالي والعسكري والسياسي والقانوني لإسرائيل منذ أكثر من عام”. ودعت برلين للوقوف “بشكل صريح ودون تردد بجانب العدالة والقانون الدولي”.
المثقفون طالبوا الحكومة كذلك بالضغط على إسرائيل لوقفها فورا “جرائم قتل الفلسطينيين والتسبب في إعاقتهم”.
وأكدوا أن ألمانيا باعتبارها إحدى الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لديها التزام تاريخي وأخلاقي وقانوني وسياسي بعدم ارتكاب الجرائم الفظيعة التي تحظرها هذه الاتفاقية، وبعدم المساعدة في ارتكابها والتحريض عليها.
تشير الرسالة إلى أن الإجراءات العسكرية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية في غزة، مثل القصف المستهدف للمناطق المدنية، تمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. فمنذ بداية الحرب، قُتل أو جُرح أكثر من 100 ألف شخص، وأصبح ما لا يقل عن نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مهددين بالمجاعة. وفي 26 يناير 2024، أمرت محكمة العدل الدولية باتخاذ “تدابير فورية وفعالة” لحماية الفلسطينيين في غزة من خطر الإبادة الجماعية.
تدعو الرسالة إلى فرض حظر فوري على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، في حال كان من الممكن استخدامها في انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي، كما تشير إلى معاهدة تجارة الأسلحة (ATT) التي تلزم ألمانيا بعدم تصدير الأسلحة في حالات من هذا القبيل. كذلك، أكدت الرسالة على ضرورة التزام الدول الأطراف في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 بمنع الإبادة الجماعية باستخدام جميع الوسائل المتاحة.
تتضمن قائمة المنظمات الموقعة على الرسالة العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية المعروفة، مثل: أطباء العالم – ألمانيا ومنتدى السلام في بريمن وميديكو انترناشونال والإغاثة الإسلامية في ألمانيا وغيرها من المنظمات الدولية والمحلية.
في ذات السياق وتحت عنوان “المصلحة العليا لألمانيا ليست شيكًا على بياض لإسرائيل”، تناولت مجلة “دير شبيغل” الوضع المتأزم في قطاع غزة وتزايد المعاناة الإنسانية فيه، حيث أصبح الصراع ممتدًا دون هدف واضح ومحدد.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة نفسها بدأت تلوح بتقليص مساعداتها العسكرية لإسرائيل، وأنه على ألمانيا كذلك أن تُعيد تقييم دعمها المستمر.
المجلة لفتت إلى الإجراءات الإسرائيلية التي تحدث في شمال غزة، حيث دعت القوات الإسرائيلية السكان إلى النزوح نحو الجنوب. ورغم ذلك، تتعرض المناطق الجنوبية أيضًا للقصف المستمر. تصف المجلة هذا السيناريو بأنه يتماشى مع ما يُسمى “خطة الجنرالات”، التي تهدف إلى تجويع المنطقة الشمالية لإجبار السكان على الرحيل، ما يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
يشار إلى أن الحكومة الألمانية الحالية أكدت مرارا على التزامها بأمن إسرائيل باعتباره جزءًا من مصالحها العليا، كما شددت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك على هذا الأمر بخطابها الأخير.
ويتجنب المسؤولون الألمان الحديث عن الخسائر الإنسانية الواسعة في غزة، وعن ظروف الحياة القاسية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة السكان وإلى الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية أو الأوضاع المأساوية في المستشفيات التي تعمل بأقصى طاقتها، بحسب بيانات الأمم المتحدة.