بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية
سلطة جودة البيئة الفلسطينية تصدر بياناً صحفياً
تشارك دولة فلسطين، ممثلة بسلطة جودة البيئة، في إحياء اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والذي يصادف السادس من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2001، للتأكيد على أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة من الأضرار الجسيمة التي تلحق بها بسبب النزاعات المسلحة.
وإذ تُذكرنا هذه المناسبة الدولية، بأن البيئة غالبا ما تكون الضحية المنسية في النزاعات العسكرية، حيث تؤدي الحروب إلى تلوث التربة والمياه والهواء، مما يهدد صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية بأخطار طويلة الأمد قد تتجاوز حدود الأراضي الوطنية وتستمر لعقود.
وفي هذا السياق، تشير سلطة جودة البيئة الى العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني واستخدامه كافة أنواع الأسلحة والقذائف أبرزها الفسفور الأبيض، الذي يحرمه القانون الدولي بموجب اتفاقية الأسلحة التقليدية للأمم المتحدة، التي تستهدف مكونات البيئة مسببة اضراراً بيئية جسيمة تهدد حياة الانسان والكائنات الحية.
وكما تشير التقارير، فإن عدد القنابل التي أُسقطت على قطاع غزة يتجاوز ما تم إسقاطه في الحرب العالمية الثانية، إذ تشير التقارير ذاتها إلى أنه تم إسقاط أكثر من 85 ألف طن من القنابل، بما في ذلك قنابل الفسفور الأبيض خلال العدوان المستمر.
ووفقا للتقارير البيئية، فإن القصف المستمر على قطاع غزة تسبب في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة تعيق الزراعة لعقود. كما أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لأجيال قادمة.
أما في الضفة الغربية، فتمثل المستعمرات والتدريبات والأنشطة العسكرية الإسرائيلية المستمرة خطرًا كبيرًا على البيئة الفلسطينية، إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي إلى الاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر. في حين تُلحق المخلفات الناتجة عن الأنشطة العسكرية الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، مما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، حيث يقدّر أن المستعمرات الإسرائيلية تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويًا في الأرض الفلسطينية.
وفي هذا الإطار، تدعو سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان المستمر ومنع استغلال البيئة لأغراض عسكرية، وتطبيق القوانين الدولية، بما في ذلك بروتوكول جنيف واتفاقية حظر استخدام تقنيات التغيير في البيئة لأغراض عسكرية، لحماية البيئة ومنع تدهورها نتيجة النزاعات المسلحة.
كما تدعو سلطة جودة البيئة في هذه المناسبة إلى تسليط الضوء على الانتهاكات البيئية التي تجري في الأرض الفلسطينية وتوثيقها، اذ تشكل الأضرار البيئية التي يسببها الاحتلال خطرا جسيما على صحة الفلسطينيين وتهديدا لمستقبل المنطقة بأسرها.
كما تشدد على أن حماية البيئة ليست مجرد خيار ثانوي أو قضية هامشية، بل هي حق أساسي مرتبط بالحق في بيئة نظيفة وآمنة خالية من التلوث. وأن أي تهاون أو إهمال في هذا الحق فإنه يعرض الإنسانية لعواقب كارثية تهدد الاستدامة البيئية بخطر حقيقي يصعب تداركه.