خاص | انعكاس فوز ترامب على التوترات في الشرق الأوسط والعالم
أثار وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم بالبيت الأبيض الأمريكي العديد من التساؤلات الحيوية حول السياسات المستقبلية وتأثيراتها على الشؤون الدولية والتوترات في العالم وخاصة الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقال المحاضر والمؤرخ د. جوني منصور، إن الدعاية الانتخابية أمر يختلف كليا على الواقع في الأرض، لافتا إلى أن هناك سياسة أمريكية ثابتة لا يستطيع أي رئيس يدخل البيت الأبيض بما فيهم دونالد ترامب أن يحدث تغييرا فيها.
وأضاف منصور في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن الموضوع المتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة خاصة وأن الولايات المتحدة مشتركة فيها سواء بتزويد إسرائيل بالسلاح وتوفير الغطاء السياسي؛ فهي معنية بشكل فعلي لإنهائها.
وتابع: "ما يجري الآن من حرب على غزة ومحاولة التوصل إلى حل معين يكون مرضي عنه من قبل جميع الأطراف بالنسبة إلى لبنان، والمسألة المتعلقة بالولايات المتحدة هي الخطر الإيراني وهو خطر فعلي على ما يبدو".
واعتبر منصور أن الولايات المتحدة تريد أن تبقى منطقة الشرق الأوسط تحت سيطرتها وأن تبقى إسرائيل هي الوكيل الوحيد والرئيسية بالنسبة لها في المنطقة، وترامب عند توليه المنصب مطلع يناير القادم سيقوم بترتيب الأمور.
ويرى المؤرخ الفلسطيني أن الولايات المتحدة في حالة من الريبة والخوف من الدخول التدريجي المتدحرج الصيني لمنطقة الشرق الأوسط وإن كان دخولا اقتصاديا، لافتا إلى أن من وراء الاقتصاد أيضا دعما عسكريا لقدرات إيران.
وتوقع منصور أن يحدث ترامب بعض التغييرات وإن كان ليس جارفا من أجل التوصل لنوع من التفاهمات مع إيران ويدخل المنطقة لنوع من التهدئة، لأن المصالح الأمريكية ستتضرر كثيرا وخاصة المصالح الاقتصادية بالمنطقة.
وأوضح أن المعروف عن ترامب أنه "صاحب مزاج متقلب" ولكنه أقرب لروسيا وبوتين من بايدن، ولا شك أن الولايات المتحدة دفعت أثمان باهظة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، وأيضا الحرب على قطاع غزة وأيضا في لبنان.
وأشار منصور إلى أن ترامب يسعى لإعادة هيكلة العلاقات الأمريكية الخارجية وأيضا العلاقات الاقتصادية الخارجية وهو ما يهم ترامب، وهو رجل اقتصادي ويريد أن يمنح الولايات المتحدة شكلا من الاستقرار، وهو ما صرّح به.