عبارة “من النهر إلى البحر” تثير الجدل وتؤدي لتوقيف برلماني سابق في مظاهرة بألمانيا
شهدت مدينة دوسلدورف الالمانية في 2 نوفمبر مظاهرة مرخصة شارك فيها مئات الناشطين للتنديد بدعم الحكومة الألمانية لإسرائيل والمطالبة بوقف إمدادات الأسلحة.
كان التوتر قد بلغ ذروته بعد توقيف الشرطة للبرلماني السابق البروفيسور هشام حماد، الذي أثارت كلمته حول عبارة “من النهر إلى البحر” جدلاً واسعاً. وأوضح حماد خلال كلمته أن هذه العبارة لا تحمل مدلولات عدائية، كما يروج البعض، فحدود الدولة الفلسطينية المعترف بها من قبل 146 دولة في الأمم المتحدة هي البحر المتوسط في قطاع غزة ونهر الأردن في الضفة الغربية. بعد انتهاء الكلمة قامت الشرطة بتوقيف البرلماني السابق حماد وطلبت توضيحات حول أقواله وأخبرته بأنه سيتلقى رسالة اتهام من المدعي العام في ولاية شمال الراين فيستفاليا لتجاوزه على القانون.
وفي مقابلة مع صحيفة “القدس العربي اللندنية”، عبّر حماد عن غضبه من المعاملة التي تلقاها من الشرطة، واصفاً إياها بأنها “عدائية”. وأوضح أن الشرطة أوقفته أمام مكاتب تابعة لحزب الخضر، الذي ينتمي إليه ومثله سابقا في البرلمان، وأبلغته بأنه سيُرسل له استدعاء من المدعي العام بسبب “تجاوزات قانونية”.
وأضاف حماد قائلاً: “شعرت وكأنني في دولة بوليسية”، منتقداً الطريقة التي تعاملت بها الشرطة معه رغم علمهم بمكانته كبرلماني سابق. وكان حماد قد انتقد مرارا موقف وزيرة الخارجية الألمانية من حزب الخضر أنالينا بيربوك من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدا أن موقف الوزيرة لا يمثل جميع أعضاء الحزب وأن هناك تيارا كبيرا داخل الخضر يرفض موقف وزيرة الخارجية.
وبين حماد أن الشرطة أوضحت له أنه ممنوع في المظاهرات في ألمانيا أن يتم ترديد شعار فلسطين حرة من البحر إلى النهر وأنه في حالة تكرار هذا القول سيتم اعتقاله فورا. من ناحيته رفض حماد هذه الاتهامات وأكد أنه سيقوم باتخاذ إجراءات قانونية قريباً لتفنيد أي اتهامات قد تُوجه له، موضحاً أن هدفه هو إيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى الساسة الألمان حول التضييقات المتزايدة التي يتعرض لها الفلسطينيون في ألمانيا. وقال إن الفلسطينيين يتابعون الأمر قانونيا عبر مكاتبهم المختلفة من أجل توضيح هذه النقطة القانونية الهامة وهم يدرسون التوجه للمحكمة الدستورية من أجل توضيح الأمر وحتى للبرلمان الأوروبي لطرحها على النطاق القانوني الأوروبي.
يشار إلى أن المظاهرة حصلت بعد دعوة تحالف نصرة القضية الفلسطينية وشارك المئات من الناشطين الفلسطينيين والعرب والألمان في المظاهرة التي جابت شوارع مركز المدينة حيث حمل المتظاهرون شعارات مثل “أوقفوا الإبادة” و”أوقفوا إمدادات الأسلحة”، وهي تعبير عن رفضهم لسياسة الحكومة الألمانية تجاه النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومطالبتهم بتبني موقف أكثر عدالة وتوازناً في دعم حقوق الإنسان.