هآرتس: إجماع داخل المنظومة العسكرية الإسرائيلية على ضرورة إنهاء الحرب

نشرت صحيفة هآرتس تحليلا جاء فيه أن هناك إجماعا داخل المنظومة العسكرية الإسرائيلية على وجوب التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة ولبنان، مؤكدة أن الجيش استنفد عملياته القتالية على الجبهتين.

وذكر عاموس هاريل في تحليل نشرته هآرتس، اليوم الأربعاء، إن المؤسسة العسكرية ترى أنها حققت إنجازا في غزة ولبنان، وتسعى لتجنب مزيد من التورط في المعارك، وأن من الضرورة إنهاء القتال على الجبهتين وتأمين إطلاق سراح المحتجزين، الذين ما زالوا لدى حماس في غزة.

وأشار تحليل هآرتس إلى أن المسؤولين العسكريين يروا أنه إذا استمرت الحرب لفترة أطول، فسوف يكون من الصعب تحقيق المزيد مما تم إنجازه بالفعل، وأن البقاء لفترة طويلة في الأراضي التي تم احتلالها يزيد من خطر الخسائر الكبيرة في القوات، مؤكدة أن شدة الضرر الذي لحق بحزب الله وحماس، ومؤخراً إيران أيضاً، يخلق فرصة معقولة للتوصل إلى تسوية، لكن هذا سوف يستلزم تنازلات «مؤلمة» من جانب إسرائيل.

موقف نتنياهو

وأوضحت الصحيفة أن هذا التفسير المتفائل يعتمد على إرادة شخص رئيسي واحد، وهو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يرى كبار القادة العسكريين أنه من الصعب الحكم على نواياه، حيث تتخلل تصريحاته العامة ومناقشاته المغلقة إشارات متناقضة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف تزايدت داخل إسرائيل على حياة المحتجزين بشكل كبير، حيث أنه كل 10 أيام يموت محتجز واحد في المتوسط، كما تراجعت احتمالات نجاح عمليات الإنقاذ لهم بشكل كبير، وبخاصة بعد أن حذرت حماس من أنها ليست مسؤولة عن ضمان حياة المحتجزين في ظل الهجمات الإسرائيلية.

وأضافت هآرتس أن نجاحات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في غزة ولبنان وإيران، تؤثر على القوة التفاوضية لكبار القادة العسكريين في خلافاتهم المتكررة مع نتنياهو في هذا الشأن.

الاقتراح الأميركي

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو عقد اجتماعا مصغرا لمسؤولي الجيش ووزراء الحكومة مساء أمس الثلاثاء لمناقشة الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار في لبنان،  في خطوة قادها المبعوث عاموس هوكستين، حيث تحاول إدارة جو بايدن لعقد صفقة قبل انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويدعو الاتفاق إلى انسحاب قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتعزيز الجيش اللبناني بالمساعدات الدولية، وتعزيز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وإنشاء آلية إنفاذ دولية فعالة.

وقال كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي لصحيفة هآرتس إن الاقتراح «أفضل بكثير من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، لكن كل شيء يعتمد على قوة خيارات التنفيذ».