الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:28 PM
المغرب 4:57 PM
العشاء 6:13 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بالصور

نزوح وفقد وقهر.. مسنة تروي لــ"رايــة" كيف انقضى عام من الحرب!

المسنة رضا حلس
المسنة رضا حلس

أروى عاشور – رايــة:

" نفسي تخلص هالحرب ونرجع على لحياتنا".. بهذه الكلمات بدأت المسنة رضا حلس "73 عاما" حديثها عن رحلة النزوح منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم وحنينها لمنزلها الذي حرمها الاحتلال الإسرائيلي منه في مطلع العام الجاري.

ففي شمال غزة المنكوب، وبعد أكثر من عام على حرب الإبادة، لم يبقى حجر على حجر، فالفقد أساس المشهد، والألم تجره آلام، الوضع مأساوي، والموت هو الأمر الطبيعي والنجاة هي الاستثناء.

تروي حلس لــ"رايـــة" قصتها التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، حيث اضطرت بسبب القصف العنيف للنزوح من منزلها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى منزل أحد أبنائها في حي تل الهوى غرب المدينة.

تقول حلس والحسرة بقلبها" تركت كل ملابسي ومقتنياتي الشخصية، فلم أستطع أن جلب شيئا معي، حتى الحذاء لم أقدر على لبسه في الثواني الأخيرة لحظة خروجي من المنزل"، مضيفة إنها بعد أسبوع شرع الاحتلال بإنذارات لإخلاء شمال القطاع لكنها رفضت النزوح للجنوب رفضا قاطعا.

وتكمل حلس أنها خلال هذا العام نزحت أكثر من 15 مرة، تحت القصف ونار القذائف والجوع والعطش، مضيفة " في اليوم الواحد كنا ننتقل مرتين من منزل لآخر، بسبب القصف العنيف، وكنا نمشي مسافات طويلة بحثا عن مكان آمن".

وتشعر المسنة حلس بالحزن والقهر في كل مرة تضطر فيها للنزوح من مكان اعتبرته آمنا برفقة عائلتها، لكنها الحرب فلا مكان آمن في غزة، فالمكان الذي لا يطاله القصف والدمار، تطاله الاجتياحات البرية والحصار والجوع.

سكن وذكريات

وعن المنزل الذي قصفه الاحتلال وجرفته آلياته، تخبرنا المسنة حلس" بيتي بيت العيلة كان ثلاثة طوابق، أحلى بيت في عيني، عشت فيه 50 سنة، تم بناءه على 20 مرحلة، حجر حجر".

وتتابع" بعد الهدنة ذهبت للمنزل فوجدته مدمر، لم يبقى منه حجر، دمره الاحتلال بالكامل، وذهبت معه ذكرياتنا جميعها، ذكريات أجيال، ذكرياتنا كانت في كل زاوية ومكان"، مكملةً " لم أعرف الشارع أبدا، كل معالم المنطقة تغيرت بالكامل".

وترجع المسنة حلس بذاكرتها للحروب السابقة التي عايشتها، حيث شهدت حروب كثيرة على مدار سنوات حياتها، واصفة هذه الحرب بـ"الإبادة" تجعل الطفل الصغير عجوزا من هول المجازر والمشاهد والدمار.

ألم وفقد

تبكي حلس وتقول لــ"رايـــة"، " حزينة أنا على النساء اللواتي ارتقى أزواجهن في عمر الزهور، أرامل في سن الشباب، وأطفال يتمن بدون ذنب، وحزينة على وطني والأسرى، حزينة على رجال بترت أطرافهم، حزينة على كل شيء في هذه الحرب".

وكحال جميع أهالي غزة، فقدت المسنة حلس عدد من أفراد عائلتها وأصيب آخرين، وأعتقل أحبائها، فعانى قلبها جميع أنواع القهر في هذه الحرب، بالإضافة إلى معاناتها من الجوع والعطش والحصار، فلا تجد حلس كلمات تصف بها عام الحرب سوا " أسوأ عام مر على حياتي".

تضع يدها على قلبها، وتقول بقلب مكسور" فقدت حفيدي آدم، بحبه أكثر من ولادي كلهم، انحرق قلبي عليه، من زينة الشباب، والله ببكي عليه كتير"، مشيرة إلى أن أكثر ما آلمها هو فقدان أثر أحد أحفادها، وفقد حفيدتها لزوجها وابنها الوحيد، " كل اشي في الحرب بوجع القلب".

ويعيش قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب طاحنة أباد فيها الاحتلال الإسرائيلي عائلات كاملة وغير ملامح أحياء بأكملها، وحولها لكومة ركام، تحتاج أعوام طويلة لإعادة إعمارها وترميمها.

وأسفرت حرب الإبادة على قطاع غزة، عن استشهاد 42,874 مواطنا، وإصابة 100,544 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب مصادر طبية وصحية.

Loading...