العشرات تحت الأنقاض
غزة.. مجزرة بيت لاهيا نفذت بقنبلة أميركية تزن 908 كيلوغرامات
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الحصيلة الأولية للمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال غزة، مروعة، ويتحمل مسؤولياتها إلى جانب دولة الاحتلال الأطراف التي تزوده بالسلاح والأطراف التي تصمت عن جريمة الإبادة الجماعية دون أن تبادر لاتخاذ موقف حقيقي من السحق المتكرر للإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق قصف الطائرات الإسرائيلية صباح يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، بناية سكنية من 5 طوابق لعائلة نصر في بيت لاهيا تضم نحو 200 مواطنا ونازحا، وتدميرها بالكامل على رؤوسهم.
ونقل المرصد عن أحد الناجين من المجزرة، أن الطائرات الإسرائيلية قصفت المنزل عند الساعة الخامسة فجرا ودمرته بالكامل، مبينا أن المنزل كان يؤوي 200 شخص نزحوا من مخيم جباليا وجباليا وغيرها من أحياء شمال غزة، بعد استهداف منازلهم ومراكز الإيواء، وجميعهم من المدنيين الآمنين.
وذكر أن زوجته وأبناءه الأربعة كانوا ضمن القتلى فيما هو نجا بعد أن دفعته قوة الانفجار إلى منزل أحد الجيران على بعد عشرات الأمتار ليصاب في جميع أنحاء جسمه. وأفاد أن الأهالي تمكنوا من نقله لمستشفى كمال عدوان وهو ينتظر من ساعات نقله لمستشفى العودة لإجراء عملية جراحية دون جدوى، وأن العشرات من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض.
وبين الأورومتوسطي أن المعلومات الأولية تشير إلى أن جيش الاحتلال استهدف البناية السكنية بقنبلة أميركية من نوع MK-84 تزن 908 كيلوجرامات سحقتها على من فيها.
وأشار إلى أنه مع توقف خدمات الإسعاف والدفاع المدني في شمال غزة نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة، جرت عمليات انتشال أعداد من الضحايا بشكل بدائي من سكان المنطقة، حيث انتشلت جثامين ما يقارب 93 ضحية ولا يزال العشرات مفقودون تحت الأنقاض، حيث كان يوجد في المنزل نحو 200 شخص لجؤوا للبناية السكنية بعدما أوامر الإخلاء غير القانونية وتدمير وحرق مراكز الإيواء في مشروع بيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارة محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الذي يعمل فيه فقط مديره بمساعدة طبيب بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال غالبية الطاقم الطبي خلال اقتحام المستشفى يوم الجمعة الماضية.
كما أشار الأورومتوسطي إلى توثيق استخدام الجيش الإسرائيلي الواسع لسلاح الماتدور الألماني في قصف المنازل وإحراقها وقتل الفلسطينيين، فضلا عن استخدامه للألغام الألمانية في شمال قطاع غزة.
وشدد على أن تكرار استخدام الأسلحة الأميركية والألمانية في قتل المدنيين الفلسطينيين جماعيا وتدمير منازلهم يجعل من هذه الدول شريكة في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب القانون الدولي، وبخاصة اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.