خاص| البدائل الممكنة أمام قطاع التعليم في ضوء الحرب
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" الضوء على البدائل الممكنة امام قطاع التعليم في ضوء الحرب. وذلك في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عام.
الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور، وصف الوضع بأنه كارثي في قطاع التعليم المدرسي والجامعي وحتى رياض الأطفال بالقطاع الذي يتعرض لحرب إبادة لا تزال متواصلة حتى الآن.
وأوضح الخضور أن معظم الأبنية المدرسية والجامعية في قطاع غزة دُمرت أو تضررت بشكل بالغ، بالإضافة إلى وجود 11 ألف شهيد و20 ألف جريح منهم 4 آلاف باتوا من ذوي الإعاقة بسبب العدوان.
وأشار إلى أن هناك طلبة ومعلمين معتقلين في قطاع غزة، بالإضافة إلى 220 معتقلا بالضفة و81 شهيدا، إلى جانب وجود آثار لا يمكن رصدها بالتقارير الكمية مثل الآثار النفسية والحرمان من التعليم.
وبحسب الخضور، يوجد 70 ألف طالب وطالبة كان يفترض أن يدخلوا الصف الأول بقطاع غزة مع بدء العام الجاري، لكن لم يتم هذا في ظل استمرار العدوان.
وبعد مرور 11 شهرا على العدوان، كان لا بد أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتدخلات، وهذا ما تم عبر المدارس الافتراضية مع ترك المجال مفتوحا لاعتماد المبادرات الفردية والمؤسسات حال التزمت بالمحددات واستوفت المعايير التي تضعها الوزارة أبرزها اعتماد نظام الرزم التعليمية التي تم مراجعتها وتطويرها وتعميمها. وفق الخضور.
وأفاد بانه تم الأسبوع الماضي تعميم الرزم التعليمية من الصفوف من الأول حتى الرابع ثم باقي الصفوف، ورزم للثانوية العامة، بالإضافة إلى تسجيل طلبة الثانوية العامة الذين لم يقدموا امتحان وعددهم 30500 طالب وطالبة على أمل عقد الامتحان لهم في شهر شباط المقبل.
عضو الأمانة العامة لاتحاد المعلمين الفلسطينيين معتز السيد، اتفق مع الخضور، وقال إن العملية التعليمية برمتها استهدفت كما مجمل الحياة في قطاع غزة عبر آلة القتل الإسرائيلية ولا تزال مستمرة.
وقال السيد إن وزارة التربية والتعليم تلقفت كما كل أبناء شعبنا، الحالة الموجودة في قطاع غزة وأعلنت أنها ستقف في مجابهة آلة القتل الإسرائيلية التي تستهدف كل شيء حي بالقطاع، عبر خطة باسلة.
وأضاف أنه تم التصدي ببسالة لما يجري بغزة، مشيرا إلى أن التحديات بالقطاع جمة جدا منها ما لها بعد يتعلق بوجود الإنسان، إذ يمكن لأي شخص الالتحاق بالمدرسة الافتراضية اليوم، وقد لا يلحق جلسة الغد، في ضوء إمكانية استهدافه، كما كل شيء بالقطاع.
ومن ضمن التحديات أيضا الرزم التعليمية التي تم وضعها وتطويرها أكثر من مرة، وكذلك الحالة الأمنية والنفسية والاجتماعية لدى الطلبة والمعلمين، إلى جانب حالة الانترنت وجاهزية المعلم. وفق السيد.
وتابع: "عام كامل لم يتلق طلبة قطاع غزة أي شكل من أشكال التعليم ولا أي من أشكال الحياة"، مردفا: "وزارة التربية والتعليم لا ترى أن واجبها فقط تقديم خدمة التعليم لطلبة القطاع إنما إعادة بث روح الحياة لهم وهذا يعتبر مهمة جمعية يشترك بها الجميع وأي منغصات تخرج يتم علاجها في موعدها".
وذكر أن هناك الكثير من المنغصات على استمرار المدارس الافتراضية والطلبة والمعلمين، لكن شعبنا الفلسطيني عبر عقود من الزمان، لم يعدم الوسيلة لإعادة بث روح الحياة بين أبناء شعبه.
وفي السياق ذاته، تحدثت صاحبة مبادرة "خيمة لارا" التعليمية لارا أبو رمضان، حول مبادرتها التي أطلقتها في ظل توقف التعليم خلال العدوان الحالي وتستهدف الطلبة من الصف التمهيدي حتى السابع الابتدائي، في مكان نزوحها بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت أبو رمضان إن المؤسسات التعليمية في غزة تواجه تحديات كبيرة جدا في ظل الحرب، ما استدعى التفكير في بدائل وخيارات، تساعد الأهالي مع توقف عملية التعليم.
وأضافت أن المبادرات التي نفذت في قطاع غزة خلال الحرب للتعامل مع الوضع الراهن، تواجه معيقات وتحديات جمة، "لكننا شعب يحب التعليم والحياة".
وشددت على أن التعليم أحد أساليب مقاومة الاحتلال، لذا أطلقت مبادرتها ضمن العديد من المبادرات في قطاع غزة، موضحة أن مبادرتها انطلقت عبر جهود شخصية.
وتابعت: "أنا كمعلمة من واجبي النهوض من جديد ومساعدة الأطفال في منطقة نزوحي، فكنت أحاول صنع جو تعليمي مميز يخفف عن الأطفال في ظل العدوان والقصف والدمار".
وأفادت بأنها تمكنت من إطلاق مبادرتها بجهود شخصية، وأنها تلقت دعما مؤخرا عبر توفير خيمة مناسبة للتعليم عبر الفرق التطوعية والشبابية التي زارتها.
وذكرت أن ذلك أدى إلى توفير أجواء مناسبة للتعليم، ما انعكس بالإيجاب على الطلبة وعليها شخصيا، وحفزها على الاستمرار، داعية إلى دعم هكذا مبادرات من الجهات المختصة.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: اضغط هنا