صحفي يكشف لراية "أهوال" الإبادة والتطهير العرقي شمال قطاع غزة

خاص - راية

كشف الصحفي محمد أبو قمر، جانب من "أهوال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان شمال قطاع غزة.

ويتعرض شمال قطاع غزة منذ 20 يوما لأبشع المجازر، حيث يتعمد الاحتلال تهجير المواطنين بشكل كامل، عبر تكثيف القصف الجوي والمدفعي، جوا وبرا، على المناطق السكنية، التي لم تعد بالأساس موجودة، وإخراج المستشفيات عن الخدمة، ومنع دخول امدادات الغذاء والدواء، ما فاقم كارثة المجاعة بصورة مخيفة.

وقال أبو قمر لـ"رايــة" إن الأيام الـ20 الماضية هي الأصعب على شمال قطاع غزة منذ بدء العدوان، على اعتبار أن الاحتلال قرر قتل كل من هو موجود كعقاب على صموده وعدم نزوحه.

وأوضح أن الاحتلال ينتقل بالقوة النارية الكثيفة من مربع إلى آخر، بدءا من جباليا ثم مشروع بيت لاهيا إلى بيت حانون ولا يزال يلاحق المواطنين أينما ذهبوا.

وأفاد بأن الاحتلال، بعد أن يسيطر على منطقة شمال القطاع بالقذائف المدفعية وكل الأسلحة، يذهب بالطائرات المسيرة بالنداء على المواطنين للتوجه نحو بعض المعسكرات في محيط المستشفى الإندونيسي.

وبين أن الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة، بعد أن يخضع الجميع بما فيهم النساء والأطفال، حيث يأمرهم بسلك طريق معين، ثم يجبر النساء على الكشف عن شعورهن وتفتيشهن بشكل مهين.

ونقل أبو قمر، شهادات من مروا من شمال القطاع باتجاه مدينة غزة، قائلا: "أفادوا بأنهم يتعرضون لعملية تنكيل كبيرة جدا، حيث يخضع الجميع بما فيهم كبار السن للتفتيش في محيط المستشفى الاندونيسي ثم الانتقال الى شارع صلاح الدين باتجاه منطقة شارع صلاح الدين وصولا إلى منطقة القرم".

واستطرد قائلا: "هذه المسافة 5 كيلو تبلغ، حيث يعاني الجميع في التنقل خصوصا المصابين وكبار السن"، لا سيما مع عدم وجود أي خدمة إسعاف ولا دفاع مدني في تلك المناطق.

وبحسب أبو قمر، من يتعرض للإصابة جراء عدوان الاحتلال شمال القطاع، يبقى بدون علاج، وينتظر الموت، موضحا أن حصيلة الشهداء خلال الأيام الماضية تجاوزت الـ700 بالإضافة إلى العشرات من المفقودين والمحاصرين والمصابين.

ووصف الوضع بأنه صعب للغاية، إذ يريد الاحتلال تطبيق نموذج التهجير بشكل كامل، ثم استكمال تهجير سكان مدينة غزة، مستدركا: "لكن الكثير من العائلات لا تزال صامدة في شمال القطاع، وستظل كذلك رغم العدوان الإسرائيلي".

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 42,792 مواطنا، وإصابة 100,412 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.