حذّر من "الحسم النهائي"
باحث مقدسي لراية: معركة المسجد الأقصى تأخذ شكل "الإحلال الديني"
قال الباحث المختص بالشؤون المقدسية زياد ابحيص، إن معركة الاحتلال الإسرائيلي تأخذ شكل "الإحلال الديني" في المسجد الأقصى المبارك ومحاولة تغيير هوية المسجد من مقدس إسلامي خالص إلى "هيكل".
وأضاف ابحيص في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن المعركة في مدينة القدس تأخذ شكل "الحسم النهائي" بأن هذه المدينة أصبحت "أورشليم" ولم تعد القدس بأي شكل من الأشكال، وهي معركة واحدة للاحتلال.
ولفت إلى أن 5 مواجهات سبقت عملية "طوفان الأقصى" منها 4 مواجهات كان موضوعها المركزي المسجد الأقصى، ولذلك فإن جماعات الهيكل والصهيونية الدينية معها تنظر إلى الأقصى باعتباره بوابة التصفية.
وأكد بأن الاحتلال يفرض طقوسا دينية غير مسبوقة لليهود في المسجد الأقصى بهدف التعامل مع المسجد وكأنه بات هيكلا من الناحية المعنوية، وبالتالي يعتبر الاحتلال مدخلا للتأسيس المعنوي للهيكل المزعوم.
وفيما يتعلق بالأعياد اليهودية الحالية؛ اعتبر ابحيص أن الهدف من الإجراءات غير المسبوقة في المسجد الأقصى هو محاولة رفع مستوى التهويد من خلال فرض مجموعة من الطقوس التوراتية أساسها "نفخ البوق".
وكشف الباحث أن "نفخ البوق" في المسجد الأقصى فُرض أكثر من 14 مرة منذ الثالث من أكتوبر الماضي حتى الآن، وفق اعتراف جماعات الهيكل، وهذا لم يسبق أن حدث بالمسجد الأقصى المبارك منذ احتلاله.
وأشار إلى محاولة المستوطنين إدخال "القرابين النباتية" إلى المسجد الأقصى أو الصلاة بها حول المسجد؛ وهي طقوس يقوم الاحتلال بتوظيفها لمحاولة تغيير هوية المسجد، وهي أدوات استعمارية وليست طقوس دينية.
وبيّن ابحيص أن جماعات الهيكل كانت تتخذ ساحة البراق مركزا للصلوات، واليوم تحاول أن تنقل هذا المركز نحو الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، ولأول مرة يؤدي مئات المستوطنين صلاة خاصة بعيد يهودي داخل المسجد.
وتابع: "ما يجري اليوم هو محاولة تكريس بأن الساحة الشرقية للمسجد الأقصى باتت كنيس غير معلن، لأن المستوطنون يؤدون صلوات وطقوس توراتية على مدى 6 ساعات يوميا تقريبا لمدة 5 أيام أسبوعيا".
وأضاف ابحيص: "لم بقَ طقس من طقوس الأعياد اليهودية إلا ويتم جلبه إلى الساحة الشرقية للمسجد الأقصى، وبالتالي هذا يشكل حالة من الاستفراد، ويمنع حراس المسجد من الاقتراب وحتى تصويره ممنوع".
ولفت إلى أننا وصلنا إلى مرحلة لا تستطيع إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن توثّق العدوان على المسجد الأقصى، محذرا من أن هذه قضية يريد الاحتلال حسمها في الوعي نتيجة الظروف المواتية له.
وشدد ابحيص في حديث لـ "رايـــة" على ضرورة عدم السماح بالتعامل مع هذه المرحلة وما يحدث بالمسجد الأقصى من انتهاكات على أنها "حقائق واقعة" بل ليست واقعة ويمكن منعها، ومواجهة محاولة التقسيم المكاني للمسجد المبارك.
وتابع: "لابد ان ندرك أنه مهما حصل فإن هوية المسجد الأقصى لن تتغير ولابد من التمسك بها، وما فرضه الاحتلال هذا العام يمكن إلغاؤه في العام القادم، ويمكن الوقوف في وجه اعتداءات الاحتلال مرة أخرى".
وأكد أن إغلاق أبواب الفعل الشعبي بشكل مطلق هو أمر مستحيل ولن يحصل مهما كانت درجة التوحش، والناس تستطيع أن تقدّر اللحظة المناسبة والمكان المناسب لتنفيذ هبة شعبية في وجه مخططات الاحتلال.