لنقاطع ونعزل أبواق العدوّ الإسرائيلي الناطقة بالعربية
لم يكُن التقرير الذي بثّته فضائية (MBC)، والذي أثار غضب الملايين في المنطقة، مجرّد خطأ إداري أو تنفيذي من أحد موظفي القناة، بل هو سلوك ينسجم مع الموقف المتواطئ للأطراف الإقليمية التي تراهن على التطبيع مع نظام الاستعمار والأبارتهايد والاحتلال الإسرائيلي، وترى في نضال الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب أمّتنا العربية عناصرَ تعطّل مخططاتها المستقبلية، وهو ما عبّر عن نفسه بأداء إعلامي منسجم مع الخطاب الصهيوني الإسرائيلي، بشكلٍ واضحٍ وجليّ، على مدار أكثر من عام.
وإذ تحيّي اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS)، الاستجابة السريعة لشعوب المنطقة ودعوات مقاطعة المجموعة ومحاسبتها، خاصةً في العراق الشقيق، وتحيّي أيضاً الصحفيين/ات الذين بدأوا الانسحاب والاستقالة من بعض هذه الفضائيات، فإنّها تدعو إلى مقاطعة كافة أبواق العدو الإسرائيلي الناطقة باللغة العربية، مثل "مجموعة MBC" والتي تشمل فضائيتي "العربية" و"الحدث"، و"سكاي نيوز عربية" و(MTV) اللبنانية، بالإضافة إلى بعض الصحف الصفراء المموّلة من جهات مقرّبة من النظامين السعودي والإماراتي الاستبداديين، مثل "الشرق الأوسط"، وذلك لمساهمة كل منها في تبرير المجازر الإبادية ضد شعبنا والشعب اللبناني الشقيق، والدفاع عن المنطق الاستعماري الإسرائيلي، فضلاً عن تبنّي الرواية الصهيونية إلى حدّ المساهمة في التحريض والتضليل والحرب النفسية ضد شعوبنا ومقاومتنا للاضطهاد.
ليست ماكينة الإعلام الصهيونية الناطقة بالعربية هذه موجّهةً لتكريس ونشر التطبيع العربي مع العدو الإسرائيلي فحسب، بل هي تشكّل أيضاً جزءاً لا يتجزّأ من أسلحة الحرب الاستعمارية على الوعي العربي، ومن المحاولات الحثيثة واليائسة لاستعمار عقول شعوب منطقتنا العربية باليأس. إذ يوظّف محور الإبادة الأمريكي-الإسرائيلي هذه الأدوات الإعلامية للدفع بشعوب المنطقة للإذعان والتسليم بسيادة المشروع الاستعماري-الاستيطاني الصهيوني في المنطقة، وتأليب المجتمعين الفلسطيني واللبناني على المقاومة، فضلاً عن تكريس هيمنة الشركات الأمريكية والغربية الموالية على ثرواتنا ومواردنا البشرية.
وكانت القناة 11 الإسرائيلية قد كشفت في سبتمبر/أيلول الماضي عن تعاون جيش الاحتلال الإسرائيلي وقناة "العربية" من خلال مدّها بأخبار حصرية مقابل تحسين صورة إسرائيل في العالم العربي. أيضاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ليست صدفةً أن يختفي "الفاعل" عن خبر هذه الفضائيات عند تغطيتها مجازر العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، كأن تقول "اندلاع حريق" في خيم النازحين، في إشارةٍ إلى محرقة الخيام الأخيرة، دون أيّ ذكرٍ لدور الصواريخ الإسرائيلية في إيقادها، بينما تسارع نفس القنوات لتبنّي الرواية الصهيونية في حادثة "مجدل شمس" مثلاً أو مجزرة مستشفى المعمداني.
من جهتها، دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أمس إلى مقاطعة "مجموعة MBC" مطالبةً بعدم التعامل معها أو الظهور على شاشاتها، ومعتبرةً إياها جزءاً من الجهد الإعلامي الاستعماري الذي يسعى لتضليل العالم وشيطنة المقاومة الفلسطينية المشروعة. ونحن كحركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ندعم بقوة هذا الموقف المشرّف للنقابة.
بهذا، وفي خضم مقاومتنا لمشروع الاستعمار والهيمنة، تصبح مقاطعة أبواق العدو الإسرائيلي الناطقة بالعربية، ضرورةً ملحّة، ويستوجب تطبيق معايير المقاطعة لآلة الإعلام الإسرائيلية-الصهيونية على آلة الإعلام السعودية-الصهيونية والإماراتية-الصهيونية. لذا، تدعو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل شعوب وقوى منطقتنا، بما فيها الشعبين السعودي والإماراتي الشقيقين، إلى:
أولاً، الامتناع عن الاشتراك في هذه القنوات، وعدم مشاهدتها، وعدم الإعلان فيها، ورفض التعامل معها بأي شكل، بما في ذلك إجراء المقابلات، بالإضافة إلى عدم الانجرار إلى التفاعل مع ما تبثّه على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصّة بها.
ثانياً، الضغط على الهيئات الشعبية والنقابية والمؤسساتية العربية وشخصياتها لتبنّي موقف نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومقاطعة هذه الفضائيات والامتناع عن التعامل معها، والالتزام بمعايير المقاطعة ومناهضة التطبيع.
ثالثاً، الالتزام بمعايير مناهضة التطبيع الإعلامي التي توافق عليها المجتمع الفلسطيني، ومواصلة الضغط على جميع الفضائيات العربية، ومن بينها فضائية "الجزيرة"، للامتناع عن إتاحة منصة للعدوّ الإسرائيلي ومجرميه والمتحدثين باسمه لمخاطبة المشاهد/ة العربي/ة وشنّ حربه النفسية وتلميع صورته.
يشار إلى أنّ اللجنة الوطنية دعت في عام 2020 لمقاطعة قنوات "مجموعة MBC" خلال شهر رمضان، وذلك حتى تتراجع عن تطبيعها الثقافي مع إسرائيل وترويجها لأكاذيب صهيونية مضللة بحق القضية الفلسطينية. كما كشفت اللجنة العام الماضي عن قيام "مجموعة MBC" بتوقيع اتفاقية بين منصتها "شاهد" وشركة "بارتنر" الإسرائيلية المتواطئة في جرائم الحرب الإسرائيلية، داعيةً كافة الجماهير في المنطقة العربية لمقاطعة المنصّة حتى تتراجع عن تطبيعها بكافة أشكاله.