الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أوبزيرفر: “نهاية المحارب” السنوار تذكّر بصورة غيفارا المسجّى

نشرت صحيفة “أوبزيرفر”البريطانية تقريرًا أعدّه جوليان بورغر قال فيه إن “وقفة المحارب” الأخيرة ليحيى السنوار ستضعه في موقع الشهيد بغزة، وأبعد منها.

 ويرى أن هناك غموضًا حول اللحظات الأخيرة والمتحدية له، إلا أن حياته بعد الوفاة كمدافعٍ عن فلسطين وبطل لها قد تأكدت.

وقال إن التناقضات في الرواية الإسرائيلية حول استشهاد زعيم “حماس” تغذي أسطورة الشهادة التي تتشكّل حول السنوار.

وقد توصّلَ تشريحٌ طبي إسرائيلي إلى أن السنوار ارتقى نتيجة رصاصة اخترقت رأسه، وهي تتناقض مع الرواية الإسرائيلية الأولى التي قالت إن السنوار استشهد نتيجة قذيفة مدفعية على بناية مهدمة خاض فيها معركته الأخيرة.

وقام جيش الاحتلال بنشر لقطات لدبابة وهي تطلق النيران على بناية في تل السلطان بمدينة رفح، وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هغاري: “لقد حدّدناه كإرهابي في داخل البناية، وأطلقنا النار على البناية، ثم دخلنا للبحث”. لكن رئيس معهد الطب الشرعي الإسرائيلي شين كوغيل، والذي قام بعملية التشريح، يرى أن سبب الاستشهاد هو رصاصة في الرأس.

وكان في يد السنوار مسدس، اقترحت بعض التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية أنه مسدسُ ضابط الاستخبارات الدرزي من الجليل، محمود خير الدين، الذي قتل وهو في مهمة بغزة، عام 2018.

ويقول بورغر  في الاوبزيرفر إن الروايات الإسرائيلية المتناقضة حول نهاية السنوار أشعلت نفوس  منصات التواصل الاجتماعي . فحقيقة نهايته في ساحة المعركة، وهو يرتدي البزة العسكرية، ويرمي القنابل اليدوية، ويحاول منع اقتراب مسيّرة منه بهراوة خشبية بيده الوحيدة التي ظلّت سليمة، في صورة أخيرة عن التحدي، تضع السنوار في مقام خاص عن أسلافه الذين اغتالتهم إسرائيل بغارات جوية، وإسقاط قنابل على الأماكن التي كانوا فيها.

فعندما قتلت إسرائيل زعيم “حماس” و الاب الروحي للحركة، الشيخ أحمد ياسين، في 2004، كان على كرسيه المتحرك خارجًا من الصلاة في المسجد. ولم يتبق من جسده إلا القليل لتصويره، ولكن الصور المتخيلة للضربة الصاروخية القاتلة أصبحت جزءًا من الأيقونات التي ظهرت على الفور على الجدران في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، إلى جانب صور الزعيم ذي اللحية البيضاء وهو يصعد إلى السماء.

ولا تزال صور ياسين شائعة في غزة والضفة الغربية، وغالبًا ما تظهره برفقة شهداء شباب.

وقد ترك السنوار جثمان مقاتل في الحرب، وهي صورة مشابهة لصورة الثائر الأرجنتيني تشي غيفارا الذي قاتل مع الثورة الكوبية، وقتل على يد الجيش البوليفي في عام 1967، وبعد مقتله سجي جسده على طاولة لكي تلتقط صور له، وكانت عيناه المفتوحتان تحدقان في الفراغ على الكاميرا.

وقد احتفل كثيرون بارتقاء  السنوار في ساحة القتال، فخالد مشعل مثلا كتب: “مقبلاً غير مدبر، ومقاتلاً على الخطوط الأمامية، ومتحركاً بين المواقع القتالية”.

وقد انتشرت مقاطع من قصيدة الشاعر محمود درويش على مواقع التواصل الاجتماعي التي قال مستخدمون إنها تنبّأت بارتقاء  السنوار بهذه الطريقة. وهي من قصيدة “مديح الظل العالي”:

حاصِرْ حصَارَكَ… لا مفرُّ

سقطتْ ذراعك فالتقطها

واضرب عَدُوَّك … لا مفرُّ

وسقطتُ قربك، فالتقطني

واضرب عدوكَ بي .. فأنت الآن حُرُّ

حُرٌّ

وحُرُّ

وقد كتب درويش القصيدة في ظل واحدة من اللحظات المأساوية في تاريخ القضية، حيث نقلت السفن رفاق درويش من بيروت إلى تونس، بعد اجتياح إسرائيل لبنان، عام 1982.

وتستعيد قصيدة درويش فظائع القصف الإسرائيلي لبيروت والمجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين في صبرا وشاتيلا، والقتل الجماعي، وسط لامبالاة العالم، والتي توحّدت مع حنينه للمقاومة، وهي لازمة تتردد مع الفلسطينيين في غزة المدمرة اليوم.

و يضيف الكاتب انه ومن المؤكد أن تعطي وقفة المحارب الأخيرة السنوار مكانة عالية في “البانتيون” الفلسطيني. وذكر بورغر أن هذا الموقع سيخفي تاريخ الرجل في التعامل مع العملاء، وكذا هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. لقد ترك الهجومُ غزةَ مفتوحةً للانتقام الإسرائيلي الشرس، والمدنيين الفلسطينيين معرّضين للجوع والضعف.

لكن الكاتب اشار الى ادعاءات اسرائيل حول ان قيادات “حماس”، الذين كانوا في الأنفاق يتمتعون بالماء والشراب، ومنهم  السنوار التي قالت إنه ظل في الأنفاق وأحاط نفسه بالأسرى كدروع بشرية، فيما ثبت عكس ما قيل.

وأشار الكاتب هنا إلى أن إرث السنوار في “وقفة المحارب” الأخيرة سيتعزز من خلال روايته “الشوك والقرنفل”، التي عبّر فيها بطلُه إبراهيم عن استعداد للتضحية بكل شيء من أجل الكرامة والعزة والإيمان، ولماذا التفاوض مع إسرائيل؟ تساءل إبراهيم، عندما تستطيع “حماس” فرض شروط أخرى للعبة؟ وهو ما كان السنوار يعتقد أنه يفعله، عندما خطط لهجمات العام الماضي، وسيكون إرثه الذي تركه.

وستظل الأسطورةُ التي ربّاها واعتنى بها وهو حيّ بعد من خلال آلاف الملصقات واللوحات الجدارية.

المصدر:اوبزيرفر

Loading...