خاص| التداعيات النفسية والاجتماعية نتيجة النزوح القسري المتكرر

سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" الضوء على التداعيات النفسية والاجتماعية على المواطن الفلسطيني، نتيجة النزوح القسري المتكرر، خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع وشمال الضفة.

الأخصائية النفسية والاجتماعية سائدة قبها تحدثت عن التحديات النفسية التي يواجهها النازحون نتيجة النزوح القسري المتكرر، وقالت إن أهالي غزة يعيشون منذ أكثر من عام، النزوح القسري غير المسبوق في التاريخ الإنساني.

وأوضحت قبها المقصود بالنزوح من ناحية نفسية واجتماعية، مضيفة: "في حالتنا الفلسطينية يعني النزوح، الانتقال من مكان إلى آخر بشكل متكرر، يعتريه شعور بالاضطراب النفسي والخوف من المجهول، والخشية من الموت، والحسرة والعنف والفقر وعدم الاستقرار المعيشي، وما له من تداعيات أخرى بسبب الدمار والدماء والقتل والنيران والهروب من الموت لموت آخر".

وأضافت: "هذا يولد أمراضا نفسية واجتماعية تتفشى نتيجة الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها أبناء شعبنا"، لافتة إلى أن تأثيرات ذلك أكبر على المرأة والطفل باعتبارهم الأكثر تضررا في هذه الحرب.

وأشارت قبها إلى أن هناك تحديات يواجهها المواطن الغزي النازح وأيضا النازحون في مخيمات شمال الضفة، أهمها تحدي المأوى، إذ أن "الشخص الذي ينزح من مكان لآخر يعتبر المأوى شيء مهم له لأنه يمنحه الاستقرار والأمان والعلاقات والمحيط الآمن، كل هذا موجود في مفهوم غياب المأوى".

وتابعت: "في ظل الحرب في غزة يتعرض أبناءنا إلى قيود على الحركة والتهديد أثناء تحركهم البسيط داخل مراكز النزوح وأماكن الإيواء بالإضافة إلى غياب الخدمات وصعوبة الحصول عليها في ظل القصف والعدوان المتواصل".

وأفادت بأنه لدى أهل غزة تحدٍ آخر، وهو التكيف في مكان جديد إثر النزوح المتكرر، حيث قد يكون ذلك أمرا صعبا، لا سيما بعد فقدانه أحبة وأفراد في العائلة.

ويواجه النازحون في قطاع غزة، العديد من التحديات الأخرى، مع غياب المنظمات الدولية التي تقدم الخدمات والمأوى، إذ أن الحصول على الخدمات الأساسية على رأسها المياه يشكل تحديا كبيرا. بحسب قبها.

من جهتها، تطرقت الأخصائية النفسية روان غياضة، عن أثر النزوح المتكرر على العلاقات الأسرية والاجتماعية للنازحين، مشيرة إلى أنها تصادف مواقف تقشعر لها الأبدان بصورة شبه يومية.

وقالت غياضة إن كمية التأثيرات النفسية والاجتماعية مهولة جدا في ظل العنف الأسري وانعدام الخصوصية، الأمر الذي يصعب مواجهته في ظل عدم وجود خيارات أمام سكان القطاع.

وأضافت أن المشاكل النفسية تتفاقم بغزة، في ظل عدم توفر وسائل حماية لا سيما أن الاحتلال دمر مقرات غالبية المؤسسات المعنية بالتعامل مع هكذا حالات، خلال العدوان المتواصل.

وتابعت غياضة: "أصبح لدينا جيل يعاني من العنف والعدوانية، ابتعد عن العلم، وأصبح يركز على الأمور الحياتية والبحث عن المأكل والمشرب والمأوى".

ولفتت إلى أن العدوان المتواصل خلف أثارا صعبة على الأسرة من أب وأم وأبناء وأيضا على الأجيال الراهنة، حيث يصعب التعامل معها في الوقت الحالي مع تواصل النزوح والقتل والتدمير.

وتحدثت غياضة عن انتشار أمور خطيرة خصوصا في مخيمات النزوح الكبيرة، منها، العنف الأسري والتحرش اللفظي، الأمر الذي يستوجب توفير الحماية الضرورية لا سيما للنساء والأطفال.

وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.

وفيما يلي الحلقة كاملة: اضغط هنا