السفير أبو زيد يكشف في كازاخستان عن عامٍ من الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

نظمت سفارة دولة فلسطين في جمهورية كازاخستان، الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر، إحاطة إعلامية ومعرضًا للوحات وفيديو وثائقي بعنوان "مرور عام على العدوان الدموي والإبادة الجماعية والتجويع" التي تشنها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس. شارك في الإحاطة ممثل وزارة الخارجية لجمهورية كازاخستان، السيد روان جمعة بيك، مدير قطاع العلاقات الثنائية لآسيا وأفريقيا والشرق الأقصى، بالإضافة إلى سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية والأجنبية والمنظمات الدولية المعتمدين لدى كازاخستان.

حضر الفعالية سفراء دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إستونيا، إيطاليا، بلجيكا، بلغاريا، بولندا، رومانيا، سلوفاكيا، قبرص، لاتفيا، ليتوانيا، المجر، النمسا، اليونان، بالإضافة إلى سفراء كل من روسيا الاتحادية، الصين، الولايات المتحدة، بريطانيا، الأمم المتحدة، كندا، الهند، إيران، ماليزيا، إندونيسيا، كوبا، فنزويلا، مقدونيا، أذربيجان، تركيا، طاجيكستان، أوزبكستان، تايلاند، اليابان، كوريا، قيرغيزستان، والفاتيكان.

كما حضر سفير المفوضية العامة للاتحاد الأوروبي وممثل عن مؤتمر التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا (CICA)، بالإضافة إلى السفراء والقائمين بالأعمال للسفارات العربية المعتمدة لدى كازاخستان، وهي  لبنان، مصر، الأردن، السعودية، العراق، الكويت، الجزائر، عمان، قطر، ليبيا، ودولة الإمارات العربية، إلى جانب الكادر الدبلوماسي والإداري لهذه السفارات والعديد من الشخصيات العامة في جمهورية كازاخستان.

بدأت الإحاطة الإعلامية بعرض فيلم وثائقي مدته 30 دقيقة يشرح الأعمال العدوانية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 وحتى اليوم.

ثم قام السفير الفلسطيني لدى جمهورية كازاخستان، د. منتصر أبو زيد، بافتتاح أعمال الإحاطة بكلمة ترحيب بالحضور وشكرهم على دعمهم للشعب الفلسطيني في مسيرته نحو نيل حقوقه وإنهاء الاحتلال. أشار أبو زيد إلى أن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس تقدر مواقف جمهورية كازاخستان الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي وحل الدولتين.

كما ألقى السفير أبو زيد كلمة الرئيس الفلسطيني التي ألقاها خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر/أيلول 2024، والتي أبرز فيها مطالبة فلسطين الجمعية العامة بتجميد عضوية إسرائيل إلى حين تنفيذ التزاماتها بقرارات الأمم المتحدة. وأكد أن العالم يتحمل مسؤولية ما يجري في غزة والضفة الغربية والقدس من عدوان مستمر واستيطان وهمجية، داعيًا المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل وإنهاء الاحتلال في غضون 12 شهرًا، وفقًا لقرار محكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو/تموز الماضي.

تضمنت الكلمة أيضًا دعوة لتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة بما يشمل المعابر الحدودية، وعلى رأسها معبر رفح، كجزء من خطة شاملة بعد الحرب، وطرح رؤية مكونة من 12 بندًا تتعلق بمستقبل القطاع، أهمها وقف شامل ودائم لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وعقد مؤتمر دولي للسلام تحت رعاية الأمم المتحدة.

بعد ذلك، ألقى السفير اللبناني لدى كازاخستان، جيسكار الخوري، "الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني تأتي امتداداً لسياسات الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام. ما يحدث في لبنان هو جزء من العدوان الإسرائيلي الممنهج على شعوب المنطقة. إن انتهاك إسرائيل للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، يشكل جريمة حرب وإبادة جماعية تستدعي التحرك الفوري من المجتمع الدولي. نحن في لبنان لا نريد الحرب. ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الاحتلال الإسرائيلي للبنان وفلسطين."

السفير الكويتي د. عمر الكندري، ممثلاً لدول مجلس التعاون الخليجي، قال في كلمته:  
"إن موقف دولة الكويت ثابت ومبدئي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. ما يشهده قطاع غزة من عدوان إسرائيلي هو انتهاك خطير للقوانين الدولية. دول مجلس التعاون، في اجتماعها الاستثنائي بقطر في 2 أكتوبر، أدانت بشدة هذا التصعيد. كما أكدت أهمية جهود اللجنة الوزارية برئاسة المملكة العربية السعودية في حشد الدعم الدولي لفلسطين ومواصلة السعي للحصول على الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة. نؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً ورفع الحصار عن غزة."

السفير الجزائري كمال فنيش أكد في كلمته:  "الجزائر كانت دائماً من الداعمين الأساسيين للقضية الفلسطينية. ما تشهده غزة اليوم هو إبادة جماعية مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. إن مسؤولية مجلس الأمن الدولي تجاه ما يحدث في فلسطين هي مسؤولية قانونية وإنسانية وأخلاقية. المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، الذي ينذر بحرب إقليمية قد تعصف بالمنطقة بأسرها. نطالب بتحرك عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني."

السفيرة المصرية ابتسام رحا حسن قالت في كلمتها: 

شكرًا سعادة السفير د. منتصر أبو زيد، سفير فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي لدى جمهورية كازاخستان، على هذا العرض الوافي للمأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الشقيق منذ أكثر من عام، إثر العدوان الإسرائيلي المستمر والغاشم على قطاع غزة، واستمرار العدوان الحالي على الضفة الغربية.

بدايةً، اسمحوا لي أن أؤكد على تضامن مصر الكامل مع أشقائنا في فلسطين، وإدانتها للتصعيد الإسرائيلي الخطير الذي لا يعرف حدودًا، والذي يجر المنطقة إلى حافة الهاوية، وخرقها المستمر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. إن هذا العدوان الإسرائيلي يمثل وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي ومؤسساته العاجزة عن ممارسة الحد الأدنى من الجهد والضغط لوقف هذا العدوان. كما أود أن أؤكد رفض مصر التام والإدانة الكاملة للعدوان الإسرائيلي الراهن على  لبنان الشقيق، والذي يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان وسلامته ووحدة أراضيه واستقلاله السياسي.

وأضافت: لقد حرصت مصر منذ اللحظة الأولى على الاتصال مع مختلف الأطراف لوقف الحرب في قطاع غزة والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل نفاد المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، في ظل العراقيل التي يضعها الجيش الإسرائيلي وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتقويض عمل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وكذلك حركة الأفراد عبر المعبر.

وتابعت: كما تسعى مصر من خلال اتصالاتها إلى حشد التأييد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونقل رؤيتها إلى كافة الدول بضرورة العمل على إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

واختتمت الإحاطة بكلمة المستشار جابر التميمي، القائم بأعمال سفارة العراق، الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليست وليدة اليوم، بل هي استمرار لسنوات طويلة من القمع والاحتلال. الشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان يومي ولحرب إبادة شاملة. إن جذور هذا الصراع تعود إلى عقود من الاحتلال والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. إن العراق يدين بشدة هذه الجرائم ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني ووقف هذا الاحتلال الذي يستمر في انتهاك كل القوانين الدولية.

بعد الكلمات، فُتح باب النقاش للحضور وطرح الأسئلة حول الأحداث الجارية، ثم تمت دعوة المشاركين للتجول في معرض الصور الذي يعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي.