قلم الزيت والمخضّرين.. تقليد متوارث لموسم الزيتون في سلفيت
تأسست اللجنة الزراعية في سلفيت قبل حوالي 100 عام وهي اللجنة الوحيدة في فلسطين، إذ يجتمع المزارعين في المدينة مع البلدية قبل بدء موسم قطف الزيتون سنويا من أجل تحديد موعد القطف والتحضير الجيد للعرس الوطني السنوي.
ابراهيم الحمد مدير مديرية الزراعة في محافظة سلفيت، أوضح أن اللجنة الزراعية تهتم بتحديد الموعد المناسب لقطف الزيتون والذي يعتبر من أجود أنواع الزيتون، كما تصدر مخالفات لمن يخالف الموعد الرسمي للقطف والذي يتم تحديده.
وأضاف الحمد في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن اللجنة الزراعية تقوم أيضا بمخالفة أهالي الأطفال الذين يقطفون الزيتون ويبيعونه في الأسواق ، كما يتم الاتفاق على وضع الحراس "المخضّرين" والذين يهتمون بكل تفاصيل الموسم.
وخلال موسم الزيتون؛ يجتمع المزارعين المخضرمين في المحافظة للبحث عن أي مشاكل أو مخالفات من أجل حلها، كما يتم اختيار الأعضاء المتطوعين بالتزكية، وتتغير هذه اللجنة كل عام، على أن تجتمع بشكل دوري طوال الموسم.
"قلم الزيت" تقليد سنوي
ووفق الحمد، فإن مدينة سلفيت تشتهر بما يعرف بـ "قلم الزيت" وهو عرف وتقليد قديم، يتم من خلاله وضع رسوم تجبيها اللجنة الزراعية على كل كيلو زيت يتم انتاجه ووضعه في "صندوق اللجنة" من أجل دفع رواتب المخضّرين وصيانة الطرق.
وأشار إلى أن المزارعين في سلفيت يدفعون 3 قروش أردنية على كل كيلو زيت يتم انتاجه، مؤكدا أن المزارعين يدفعون تلك الرسوم برضا وقناعة تامة، كما أنهم ملتزمون بدفعها سواء قبل بدء الإنتاج أو بعد موسم الزيت والزيتون.
وبيّن الحمد أن اللجنة الزراعية في سلفيت تقوم بعمل "مزاد قلم الزيت" في البلدة القديمة وهو أيضا تقليد متعارف عليه، ويتم من خلاله جمع الرسوم وتسليمها للجنة على مراحل، وما يزيد عن المبلغ المحدد يصبح ربحا لصاحب المزاد.
"الفزعة" في سلفيت
وأكد مدير مديرية الزراعة في سلفيت أن اللجنة الزراعية تعمل هذا العام على حملة "الفزعة" التي أعلنتها الوزارة هذا العام من أجل مساندة المزارعين وحمايتهم من هجمات المستوطنين، مؤكدا أن موعد القطف في سلفيت الجمعة القادم.
ويقدر تعداد سلفيت بحوالي 15 ألفا يعمل معظمهم في الزراعة، وتقدر مساحة أراضيها بـ28 ألف دونم، ويزرع غالبها بالزيتون، وتنتج بين 350 و500 طن في الموسم ذو الإنتاج الجيد ونحو 100 طن إذا كان الموسم أقل إنتاجا.
وبهذا التقليد والعُرف السنوي يحافظ أهالي محافظة سلفيت على زيتونهم وزيتهم المميز والأفضل، كما يحمون أرضهم، ولهذا لا يتوانى المزارعين في دفع ما يترتب عليهم من رسوم سنوية "قلم الزيت" على إنتاجهم من الزيت.