لا مكان آمن..
خاص: قصف وجوع ونزوح.. أهالي شمال قطاع غزة يرفضون التهجير
أروى عاشور- راية- غزة:
تحت وطأة القصف والجوع والدمار، يعيش قرابة 400 ألف مواطن في شمال قطاع غزة، في واقع مؤلم مستمر يزداد سوءا يوما بعد يوم في ظل مخططات جديدة تحاول سلطات الاحتلال فرضها على من يبقى صامدا، عبر الحصار والإبادة.
ومنذ مطلع أكتوبر الحالي، منع جيش الاحتلال دخول المساعدات الغذائية والوقود لشمال قطاع غزة، فيما شرع منذ السابع من أكتوبر الجاري في حصار وفصل شمال غزة عن مدينة غزة، وركز عملياته البرية في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
ويهدف الاحتلال من خلال عملياته في شمال غزة، للضغط على المواطنين الصامدين في المنطقة للنزوح والتهجير إلى ما يسميه بالمناطق الآمنة جنوب القطاع، إلا أن مئات الآلاف ما زالوا متمسكين بالأرض رافضين كل محاولات الاحتلال لتهجريهم.
المواطن مازن عليان، "51" يقول لــ"رايـــة": لن نخرج من بيوتنا أبدا، فلا يوجد مكان آمن في كل قطاع غزة، ولن نسمح للاحتلال بتهجيرنا، فالنكبة لا تتكرر" ، مشيرا إلى أن الخيار الآخر للخروج من غزة هو الموت فقط.
تشاركه الرأي، المواطنة أم محمد "35" وهي أم لخمسة أطفال، تقول إنه لا يوجد مكان تستطيع النزوح إليه في ظل وجود طفل لها من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يحتاج لرعاية خاصة، مضيفة إن النزوح إلى جنوب قطاع غزة يتطلب منها حمل طفلها لأكثر من خمس ساعات مشيا على الأقدام والذي تعتبره مستحيلا في ظل هذه الظروف السيئة.
وتكمل أم محمد، إنها تفضل الموت على النزوح إلى المجهول في ظل إقدام فصل الشتاء، والبرد القارس، معتبرةً البقاء تحت سقف منزل أفضل حالا من رحلة النزوح بحثا عن خيمة قد لا تجدها.
أما عن أسامة عطية، وهو أحد النازحين من مخيم جباليا، حيث نجى برفقة عائلته من قصف منزلهم على شارع السكة، يقول إنه بعد القصف العنيف الذي رافق توغل آليات الاحتلال للمنطقة قررت النزوح لمدينة غزة، حتى انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة".
وأشار إلى أنه لن ينزح لجنوب القطاع أبدا، بعد مكالمات من أقرباء له في مخيمات النزوح في مواصي خانيونس، يوصونه بالبقاء في الشمال حتى آخر نفس، مضيفين أن القصف في الجنوب كما هو في الشمال ولا مكان آمن في القطاع من شماله لجنوبه.
وخلال العملية العسكرية في شمال غزة، توقفت جميع محطات تحلية مياه الشرب في شمال القطاع عن العمل، وكان آخر تطور هو إعلان شركة "إيتا" لتحلية المياه، في بيان الخروج عن الخدمة، الأمر الذي يزيد كاهل المواطنين الصامدين سوءا بشكل كبير.
وبحسب الدفاع المدني في غزة، فإن طواقمه انتشلت خلال 11 يوما من التوغل الإسرائيلي المستمر في شمال القطاع، قرابة 70 شهيدا من مناطق مختلفة، فيما ما زال 24 شخصا مفقودا تحت ركام المنازل.
وأضاف الدفاع المدني في بيان مقتضب، أنه قام بإخلاء 16 عائلة تحاصرت في مناطق خطرة.
وما بين مخططات الاحتلال بالتهجير وإفراغ شمال قطاع غزة من السكان، وصمود المواطنين أمام كل محاولات الإبادة والمجاعة، قصص كثيرة، فهل ينجح الاحتلال بفرض واقع جديد، أم سيستسلم أمام جبروت غزة وأهلها!