بيان صحفي صادر عن سلطة جودة البيئة بمناسبة اليوم العربي للبيئة تحت شعار (إعادة تأهيل الأراضي لتعزيز القدرة على الصمود)
تشارك دولة فلسطين في فعاليات اليوم العربي للبيئة الذي يصادف الرابع عشر من شهر تشرين الأول من كل عام، والذي يأتي هذا العام تحت شعار (إعادة تأهيل الأراضي لتعزيز القدرة على الصمود).
ويأتي هذا اليوم، بعد مرور عام على اندلاع الحرب العدوانية المستمرة على قطاع غزة، والتي نتج عنها تدمير لكافة مكونات البيئة الفلسطينية بما فيها التربة والمياه والهواء والموارد الطبيعية الأخرى، والتي تظهر من خلالها الآثار البيئية الكارثية التي خلفتها العمليات العسكرية.
ويمثل هذا اليوم فرصة لدول المنطقة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لحماية البيئة واستعادة الأراضي المتدهورة، حيث تأتي مشاركة دولة فلسطين في هذا اليوم لتسليط الضوء على الآثار السلبية التي خلفتها الحرب العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
إن البيئة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من البيئة العربية عموما، وأن أي اعتداء على البيئة الفلسطينية يمثل اعتداءً على البيئة العربية فالبيئة لا تعترف بالحدود الجغرافية، ويتجلى هذا الاعتداء من خلال مواصلة الاحتلال الإسرائيلي مصادرة الأراضي والمواقع الطبيعية، وتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار في الضفة الغربية مما يؤدي إلى تدمير الأراضي بما فيها من موارد طبيعية.
أما في قطاع غزة، فقد أصبحت الحياة فيها غير صالحة للعيش، بفعل القتل والتشريد والتدمير مما يشكل إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، فقد أدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والطاقة وتلويث مياه البحر والتربة والهواء، بالإضافة إلى تراكم كميات هائلة من الركام والنفايات الصلبة وبالتالي انتشار الأمراض.
ووفقا لتقرير حالة البيئة الفلسطينية الذي أصدرته سلطة جودة البيئة مؤخرا، تقدر مساحة الأراضي المتدهورة في العام 2023 م بحوالي 26 % مقارنة بـ 18.6 % بين الأعوام 2018 ــ 2022، مما يعكس التدهور البيئي المتزايد بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ضوء شعار هذا اليوم، تؤكد سلطة جودة البيئة على أهمية إعادة تأهيل الأراضي المتضررة وتعزيز القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية والمخاطر البيئية الأخرى ، وتقوم دولة فلسطين بالعديد من التدخلات لتطوير إدارة الموارد الأرضية وحمايتها، حيث تبرز الجهود الوطنية من خلال عدد من الاتفاقيات البيئية الدولية ومنها الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، وفي سياق إعداد خطط المساهمات المحددة وطنيا حيث تشتمل هذه الخطط على زيادة قدرة الأراضي على تخزين ثاني أوكسيد الكربون وزيادة سنوية في المساحات الخضراء بما يعادل 2 % سنويا.
وبمناسبة هذا اليوم، تعمل سلطة جودة البيئة بدعم صمود المزارعين الفلسطينيين لتعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وضمن مشروع فلسطين خضراء ، تقوم المكاتب الفرعية في مختلف المحافظات وبالشراكة مع وكالة التنمية البلجيكية وبتمويل من الحكومة البلجيكية، بتقديم عدد من المستلزمات للمزارعين الذين يعملون في الأراضي المهددة بالمصادرة والقريبة من جدار الضم والتوسع الاستعماري وذلك في إطار تعزيز القدرة على الاستمرار في زراعة أراضيهم والتمسك بها ، وتشمل بعض المستلزمات كجهاز(كومبوستر) لإعادة تدوير المخلفات الزراعية والمنزلية وتحويلها إلى سماد طبيعي يستفيد منها المزارع.
ان سلطة جودة البيئة، تبذل قصارى جهدها في المساهمة في إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وخاصة تلك الأراضي التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها ومصادرتها، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية البيئة في المناطق المتضررة من النزاعات.