وزيرة العمل: نعمل على وضع خطة عمل لمعالجة مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
شاركت وزيرة العمل د. إيناس العطاري في قمة MENA YES لتشغيل الشباب، في المملكة المغربية في مدينة الدار البيضاء، والتي تهدف إلى توحيد الجهود لإيجاد حلول ملموسة تساعد الشباب في الوصول إلى فرص عمل واعدة، ومعالجة الفجوات بين مهارات الشباب ومتطلبات سوق العمل، والسعي لبناء بيئة شاملة تمكّن الشباب من الازدهار والمساهمة في تنمية اقتصاداتهم، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والوظائف الخضراء، ووضع خطة عمل ملموسة للتعامل مع التحديات الإقليمية، بما في ذلك تحديث المهارات والتكيف مع الظروف الاقتصادية الجديدة.
واستعرضت الدكتورة عطاري، خلال كلمتها، التحديات التي تواجه فلسطين، لا سيما في قطاع العمل، وتداعيات العدوان الإسرائيلي على سوق العمل، وما نجم عن ذلك من ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة، حيث أن هناك أكثر من نصف مليون عاطل عن العمل، لا سيما بعد طرد العمال داخل الخط الأخضر قسرا من أماكن عملهم، مشيرة كذلك إلى الجهود التي تبذلها الوزارة وبالتعاون مع أطراف الإنتاج لتطوير سياسات العمل التي من شأنها النهوض بقطاع العمل.
وأشارت وزيرة العمل إلى أهمية هذه القمة باعتبارها منصة لمعالجة القضايا الرئيسية التي ستشكل مستقبل العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، كما تحدد الخطوات العملية التي يمكننا اتخاذها معا لتحسين واقع المنطقة الاقتصادي وأسواق العمل فيها.
وتحدثت الدكتورة عطاري عن أهمية الركائز الأربع التي تناقشها القمة، حيث تتبلور الركيزة الأولى في المشاركة الاقتصادية للمرأة، مؤكدة على أهمية دعم وتمكين النساء اقتصاديا في الوظائف غير التقليدية، لأهمية دور المرأة الفاعل في الحياة الاقتصادية وانعكاس ذلك على تحقيق التنمية المستدامة.
أما بالنسبة للركيزة الثانية ، المتعلقة في الاقتصاد الأخضر، أشارت الدكتورة عطاري أننا في فلسطين نركز على التدريب المهني لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة وإدارة النفايات والاستدامة البيئية، مؤكدة أن التحول نحو اقتصاد أخضر يشكل فرصة لخلق وظائف جديدة مع حماية بيئتنا للأجيال القادمة.
وأشارت الدكتورة عطاري إلى أهمية الركيزة الثالثة للقمة والتي تتمحور حول إعداد القوى العاملة للاقتصاد الرقمي، منوهة أن وزارة العمل في المراحل النهائية من تطوير "بوصلة العمل في فلسطين"، وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى ضمان توافق برامج التدريب المهني مع احتياجات سوق العمل، حيث ستركز المبادرة على تزويد العمال بالمهارات الرقمية في اقتصاد مدفوع بشكل متزايد بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
وأعربت الدكتورة عطاري عن أهمية الركيزة الرابعة التي تتجسد في الصحة النفسية، مؤكدة على أهمية دمج الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في مكان العمل، لخلق بيئة عمل لائقة تسهم في زيادة العملية الإنتاجية، مشيرة إلى أن اليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر هو تذكير بأهمية الدعوة إلى الصحة النفسية في جميع القطاعات، بما في ذلك سوق العمل.
وعلى الرغم من كافة التحديات التي تواجه قطاع العمل، أشارت وزيرة العمل أن هناك حلولا عملية لتحسين وتطوير قطاع العمل، من خلال توحيد الجهود لإجراء تقييمات شاملة لاحتياجات سوق العمل، ودمج التدريب المهني للمهارات الرقمية لضمان استعداد القوى العاملة للتحول إلى الاقتصاد الرقمي، والاستثمار في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة، بالإضافة إلى تمكين النساء اقتصاديا في مختلف المجالات، والاهتمام بالصحة العقلية والنفسية للعمال، من خلال إطلاق حملات التوعية وتعزيز الرفاهية العقلية في مكان العمل، من أجل تعزيز بيئة داعمة للعمال