داخل خيمة في خانيونس
شاهد: مدرسة "أحلام غزة" تعيد الأمل والحياة للطلبة
رغم استمرار القصف والتدمير الممنهج في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تطل علينا مبادرات تخرج من تحت الركام لتحيي فينا الأمل وتبث روح الحياة للناس بقطاع غزة، لاسيما الحياة التعليمية.
المعلمة أحلام عبد العاطي صاحبة مبادرة لتأسيس خيمة لتعليم الأطفال والطلاب في خان يونس جنوب القطاع، أكدت بأن كل طفل يعود للتعليم يعتبر انجازا في ظل هذه الحرب المستمرة، ومن هنا انطلقت المبادرة لتأسيس خيمة تعليمية.
وأضاف عبد العاطي في حديثها لشبكة رايـــة الإعلامية، أن مبادرتها انطلقت بجهود شخصية، إذ بدأت بخيمة بسيطة جدا في المخيم المجاور لها، عبر تجميع الأطفال ومتابعة النظام التعليمي في ظل الظروف الحالية وعدم توفر المدارس والمراكز التعليمية.
وكثّفت المعلمة عبد العاطي جهودها من أجل رعاية الأطفال بالمخيم المتواجد بمنطقة الحي النمساوي جنوب مجمع ناصر الطبي، بدلا من تعرضهم للتنمر والاستمرار في معاناتهم اليومية ووقوفهم في طوابير المياه والطعام وغيرها.
وفي تلك الخيمة التعليمية البسيطة بخانيونس، قامت المعلمة بتجميع الأطفال والتزامهم بدوام دراسي، كما تم توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين وترفيهيين، كما تم توفير طواقم طبية لرعايتهم صحيا ونفسيا إلى جانب رعايتهم تعليميا.
تعليم شامل لكل الفئات
ومنذ انطلاق هذه الخيمة التعليمية المميزة في الأول من أيلول / سبتمبر الماضي، وصل عدد الطلاب الذين انضموا بالفعل للتعليم بالخيمة إلى حوالي 250 طفلا وطفلة، هم من فئات "رياض الأطفال حتى الصف السادس الأساسي".
وعمدت المعلمة أحلام لتوفير خيمة أخرى خاصة بفئة طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" للفرعين العلمي والأدبي، إذ قامت بجلب معلمين متطوعين لهم، وبدأوا بالفعل بتعليمهم المنهاج الرسمي التابع لوزارة التربية والتعليم.
وبيّنت عبد العاطي أن المنهاج الذي يتم تدريسهم إياه يتبع لوزارة التربية وتم أيضا وضع منهاج استدراكي عن طريق "اليونيسيف"، مشيرة إلى أنه يتم تدريس الأطفال عبر فئتين "من الروضة حتى الثالث، ومن الرابع حتى السادس".
الحالة النفسية والإقبال على التعليم
وأكدت أن صورة العنف الذي تعرض له الأطفال في قطاع غزة انتقل إلى تصرفاتهم مع بعضهم ومع الأشخاص المحيطين بهم، وهو ما دفعها لطلب المساندة من جمعية العقل والجسم التي استجابت بدورها لهذا الطلب.
وأضافت عبد العاطي أن جمعية العقل والجسم جهّزت فريقا متمرسا من الأخصائيين والمعالجين النفسيين، الذي أصبحوا يتعاملون يوميا مع الأطفال ومع أهاليهم أيضا، بعد رصد حالات انطواء وفقد للنطق في ظل ما تعرضوا له في الحرب.
قصص نجاح للمدرسة
ولفتت إلى أن المخيم التعليمي يضم طفلين اثنين فقدوا كل أفراد عائلاتهم، ونظرا لحاجتهم الخاصة؛ عملت على تدخلات خاصة بهما إلى أن تم دمجهم مع باقي الأطفال، وذلك عبر الترفيه وعرضهم على الأخصائيين النفسيين.
وأكدت عبد العاطي في حديثها لـ "رايـــة" أن الطفلين أصبحا الآن من أكثر الأطفال تميزا في الدراسة والقراءة والكتابة وبكل المجالات التعليمية، لافتة إلى أن حالة الطفلين تعتبر واحدة من قصص النجاح المشابهة للمدرسة.
الحاجة لدعم لوجستي
وشددت المعلمة عبد العاطي على ضرورة تقديم الدعم اللازم وخاصة "اللوجستي" للطلاب والمعلمين العاملين معها والبالغ عددهم 8 معلمين، إذ هم بحاجة أيضا لدعم مالي لاستمرار عملهم، إضافة لدعم الطلاب بما يحتاجونه لاستمرار تعلمهم.
وأشارت إلى عدم تمكنها من توفير مستلزمات الأطفال وأبرزها القرطاسية، وذلك بسبب عدم توفرها أو غلاء أسعارها، مبينة أن بعض الأطفال تمكنوا من توفير دفتر وقلم ولكن الغالبية لم تتمكن من توفيرها وهم بحاجة للدعم.