خاص| هكذا أثرت الحرب على نظرة شباب فلسطين للمنظومة الدولية والمستقبل
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر "رايــة" الضوء على التحولات القيمية لدى الشباب بالمجتمع الفلسطيني وأثر الحرب على نظرة الشباب للمستقبل.
المستشار في التعليم والثقافة لدى الشباب أحمد عاشور، وهو من قطاع غزة، تحدث عن أثر الحرب الجارية على الشباب الفلسطيني بشكل عام، لا سيما في القطاع المحاصر.
وقال عاشور إن الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام بعد سنوات طويلة من الحصار والحروب والاعتداءات، أربكت بشدة تطلعات الشباب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح أن الحرب أثرت على الشباب وخططهم للمستقبل وحولهم من حالمين ومخططين إلى معيلين لأسر ممتدة في سن مبكرة، تعاني من حالة نزوح ونتائج صعبة ستستغرق سنوات عديدة من أجل الخروج منها.
ويرى أن ما حصل في غزة من إبادة سيكتبها التاريخ كواحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث.
وأضاف أن حرب غزة تجبر العالم على إعادة النظر وتقييم كل ما تغنى به منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى الآن، من حقوق إنسان وقيم ومثل وغيرها.
ودعا عاشور إلى إعادة النظر في المنظومة الدولية والحقوقية بعد الإبادة الجماعية التي مورست بحق سكان قطاع غزة وسط صمت العالم أجمع.
وحث المؤسسات الأممية والدولية إلى ترجمة بياناتها الجيدة حول ما يجري في غزة لأفعال على أرض الواقع، لخلق حالة من الوعي لدى العالم.
بدوره، تطرق الكاتب والباحث الفلسطيني د. منصور أبو كريم إلى كيفية تقييم الشباب الفلسطيني الفاعل لدور المؤسسات الأممية في الحد من الإبادة الجماعية وكيف فقدوا الثقة في قدرة هذه المؤسسات في ظل فشلها.
وقال د. أبو كريم إنه لا شك أن الحرب وما قبلها كان واقعا سيئا جدا، لكن الحرب أثرت على الشباب، وجعلتهم ينظرون إلى واقع النظام الدولي ومؤسساته نظرة سوداوية، حيث عجز عن توفير الحماية لشعبنا والوقوف أمام آلة الحرب الإسرائيلية.
وأضاف: "لدى الشباب والشعب الفلسطيني في غزة نظرة تشاؤم، بالتالي باتت نظرتهم إلى الامم المتحدة والمؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال نظرة سوداوية وتشاؤمية".
ووفق د. أبو كريم، كان العالم يتغنى بحقوق الإنسان والديمقراطية وقيم المواطنة والحرية والعدالة والمساواة، لكنه عجز عن القيام بأي شيء في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية واكتفى بدور المشاهد للإبادة الجارية بغزة.
وتابع: كان هناك أمل أن تتمكن هذه المؤسسات من وقف الإبادة والحرب وتوفير الحماية لشعبنا والمتطلبات الأساسية لكنها فشلت فشلا ذريعا، لذلك العديد من الباحثين والعلماء في مجال القانون الدولي باتوا يعتقدون أن هذه الأمور موجودة للضعفاء وليس لمواجهة الأقوياء.
وأكد أن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لم يعد قائما في هذا العصر للأسف الشديد، مستعرضا بعض الأمثلة لأساتذة جامعات توقفوا عن تدريسها لطلابهم.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة:
