خاص | دلالات توقيت "عملية يافا" وانعكاساتها على الضفة والخليل
قُتل 7 إسرائيليين وأصيب 16 آخرون بجروح متفاوتة في عملية إطلاق نار وطعن وقعت في مدينة يافا، مساء الثلاثاء، حيث استشهد أحد منفذي العملية وأصيب الآخر بجراح خطيرة، وهما شابان في العشرينات من العمر من الخليل.
وتعليقا على ذلك، قال محمد القيق الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن عملية يافا توصل رسالة لنتنياهو بأن الردع الذي يحاول البحث عنه "مفقود"، وأن الملاجئ والإبادة والحواجز والاقتحامات لن تساعده في الانتصار على الفلسطينيين.
وأكد القيق في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن هذه العملية جاءت في قلب تل أبيب التي يريد نتنياهو أن يجعلها المعادلة الأصعب، وأيضا جاءت في أوج الاستنفار الإسرائيلي، فضلا عن أنها جاءت بعد التفاخر بالانجازات في لبنان.
واعتبر أن عملية يافا جاءت لتضع حدا لما حاول نتنياهو رسمه وتعزيزه مع التحالف الإبراهيمي، بأن المقاومة انكسرت وأن يد إسرائيل طويلة، "لذا نستطيع القول أن العملية أعطت الردع القيمة الطبيعية له ولم يترمم هذا الردع".
وأضاف القيق أن شهر أكتوبر الجاري بدأ على الأرض بصفعة "الدوفدفان" في نابلس، وختم مساءً بعملية بعملية يافا، معتبرا أن مدينة الخليل أمس وكأنها ردت على الاجتماع الذي تم فيها حول إساءة ومهاجمة المقاومة شمال الضفة.
وأشار إلى أن الخليل كانت تاريخيا "مخزون ضخم" من الطاقة الشبايبية لأن عدد سكانها مرتفع ولديها أرضية متدينة، ولديها نشاطات ومعادلات كبيرة في الثورة الفلسطينية، وهذا المشهد يعكس طبيعة الشباب الذين يخرجون منها.
ولفت إلى أن الاحتلال يعلم جيدا قيمة الخليل ويدرك أنه اذا فتح المجال فيها ستزداد الأمور سوءً، ولذلك فإن هذه العمليات وحتى محاولة تنفيذ العمليات التي جرت في الآونة الأخيرة، يعطي إلهاما للكثير من الشباب في المدينة.
وبيّن القيق أن توقيت تنفيذ العملية يعتبر "مغذيا معنويا بشكل كبير جدا" ليس فقط للضفة الغربية بل أيضا لغزة ولبنان، "نحن أمام عمليات قد تتزايد وستعطي إلهاما للشباب وردا منهم على ما بدر من ممثلي العشائر"، وفق قوله.
ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي أن ما يسمى بـ "اليد الطويلة" انتهت لدى إسرائيل "تستطيع أن تضرب ولكن هل تستطيع أن تردع بالتأكيد لا، وهي لم تستطع أن تعيد المستوطنين للشمال والغلاف ولن تعيد الجنود والضباط".
وتابع القيق: "يستطيع نتنياهو أن يحقق إنجازات تكتيكية باغتيال هنية ونصر الله، وهو يغلق البوابات ويمنع التجول ويدخل بالوحدات الخاصة، ولكن لم يستطع تحقيق انجازات استراتيجية، وهو يحاول أن يسوق أنها كذلك".