سببان لتعثر المفاوضات
تقديرات: لا اتفاق بين إسرائيل وحماس قبل انتهاء ولاية بايدن
يستبعد مسؤولين أمريكيين كبار أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس قبل أن يغادر الرئيس الأميركي، جو بايدن، منصبه في كانون الثاني/ يناير المقبل، بسحب ما جاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الليلة الماضية.
ورغم عدم نية الإدارة الأميركية وقف جهودها للتوصل إلى اتفاق، لكونه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب ومنع تصعيد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله الأمر الذي قد يتطور إلى حرب إقليمية، إلا أن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون يعتقدون أن الطرفين لن ينجحا في التوصل إلى اتفاق في ظل الشروط الحالية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: "لا توجد صفقة في الأفق، ولا أعتقد أن هذا الاتفاق سيرى النور". في تصريحات تتناقض مع بيان سابق للبيت الأبيض، أشار فيه إلى أن الطرفين متفقان على "90% من القضايا"، مما رفع الآمال بإمكانية تحقيق اختراق قريب.
وأشار المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إلى سببين رئيسيين لتعثر المفاوضات. الأول هو عدم الاتفاق حول نسبة تبادل الأسرى المطروحة في الصفقة، والثاني هو تصعيد التوترات في جبهة لبنان، بعد الهجوم التفجيرات الذي استهدف أجهزة اتصال حزب الله، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويصعّب التفاوض مع حماس.
كما زعمت المصادر أن حماس تضع شروطًا، وعندما توافق الولايات المتحدة وإسرائيل عليها، ترفض حماس إتمام الصفقة، ما يزيد من إحباط الوسطاء الذين أصبحوا يشككون في جدية الحركة في التوصل إلى اتفاق.
وانتقد بعض المراقبين دور رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، متهمين إياه بمحاولة تعطيل عملية المفاوضات لإرضاء اليمين المتطرف في حكومته. وأفاد التقرير أن الشعور السائد في الإدارة الأميركية منذ أشهر هو التشاؤم بشأن احتمالية نجاح المحادثات.
ونقل التقرير عن مسؤول في دولة عربية (لم تسمه) بعد الهجوم الذي استهدف اجهزة اتصال حزب الله وأسفر عن 37 قتيلا وآلاف الجرحى: "لا يوجد أي فرصة لنجاح الاتفاق الآن، الجميع ينتظر ما سيحدث بعد الانتخابات لتحديد ما سيكون عليه الوضع في الإدارة المقبلة".
ومع ذلك، أكد أحد المسؤولين الأميركيين أن التوقف عن السعي للوصول إلى اتفاق سيكون "تصرفًا غير مسؤول"، مضيفًا: "كما قلنا منذ البداية، هذه العملية تتطلب دبلوماسية وقبولًا بالتنازلات. نتوقع من جميع الأطراف أن ترتقي إلى مستوى اللحظة".
وكانت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، قد قالت للصحافيين، أمس، الخميس، قبل نشر تقرير "وول ستريت جورنال"، إنه "أستطيع أن أقول لكم أننا لا نعتقد أن الاتفاق ينهار". وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قبل أسبوعين، إنه تم التوصل إلى 90٪ من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتحاول الولايات المتحدة والوسطاء من قطر ومصر منذ أشهر التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن هذه الجهود فشلت في جعل إسرائيل وحماس تبرمان اتفاقا نهائيا. وهناك عقبتان من الصعب تجاوزهما على الأخص، الأولى هي طلب إسرائيل الاحتفاظ بقوات في محور صلاح الدين (فيلادلفي) بين غزة ومصر، والثانية هي تفاصيل تبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وتقول الولايات المتحدة إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد يخفف التوتر في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من اتساع الصراع. وطرح بايدن في 31 أيار/ مايو اقتراحا لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، وادعى آنذاك إن إسرائيل وافقت عليه. ومع تعثر المحادثات، يقول المسؤولون منذ أسابيع إن اقتراحا جديدا سيطرح قريبا.