تقرير راية يرصد مخاطر بطارية "الليثيوم" المستخدمة في الأجهزة الخلوية
قتل 32 شخصا وأصيب الآلاف، خلال اليومين الماضيين بسبب التفجيرات التي وقعت في أجهزة اتصالات لاسلكية في لبنان، إذ وقعت الانفجارات في موجتين، الأولى في أجهزة البيجر، والثانية في أجهزة لاسلكية وأجهزة لتحليل البصمات.
وعادة ما تعمل الأجهزة التي تم تفجيرها ببطاريات "الليثيوم" والتي تستخدم أيضا في الأجهزة الخلوية والعديد من الأجهزة الحديثة التي تعمل ببطاريات، لذا سلّط برنامج "أحلى صباح" عبر شبكة رايـــة الإعلامية على مخاطر هذه البطارية.
المهندس نافذ شعراوي الخبير والمستشار في شؤون الصحة والسلامة المهنية والمحاضر في جامعة بوليتكنك فلسطين، قال إن "البيجر" هو جهاز إلكتروني صغير يستخدم لاستقبال رسائل نصية وإشعارات بدون الحاجة للاتصال بالانترنت.
وأوضح شعراوي أن "البيجر" استخدم في تسعينيات القرن الماضي بشكل كبير جدا على مستوى الوطن العربي، خاصة في المؤسسات الطبية، وهو من ضمن التكنولوجيا القديمة، معربا عن استغرابه من استخدامها حتى الآن في لبنان.
جميع الأجهزة "مخترقة" !
وأشار إلى أن جميع الأجهزة اللاسلكية تعتبر "مخترقة" وهي غير آمنة وخاصة مع انتشار الهجمات السيبرانية، لافتا إلى أن بطاريات "الليثيوم" تعتبر من أكثر البطاريات خطورة، إذ تحتوي على 3 مواد هي "الزنك والزئبق والليثيوم".
وأكد شعراوي أن مادة "الليثيوم" هي مادة قابلة للاحتراق والانفجار ويمكن أن تؤدي إلى انبعاثات وغازات سامة بشكل كبير جدا، وذلك في حال تعرض هذه المواد الثلاثة سالفة الذكر التي تحتوي عليها البطارية؛ لدرجة حرارة عالية.
وبيّن أن انفجار بطارية الليثيوم تكون في حالة واحدة فقط وهي "تعرضها لدرجات حرارة عالية أو للسخونة المفرطة"، مشيرا إلى وجود احتمالين اثنين يفسران ما حدث خلال اليومين الماضيين من انفجار الأجهزة في لبنان.
احتمالان لانفجار الأجهزة
ووفق شعراوي، فإن الاحتمال الأول أن يكون هناك فيروس دقيق جدا تم إدخاله من خلال "السيرفر" الذي تعمل به أجهزة البيجر، وهذا السيرفر أدى إلى الوصول للأجهزة، وتسبب بارتفاع مفرط لدرجة حرارة الأجهزة أدى لانفجارها.
والاحتمال الثاني والذي تناقلته وسائل الإعلام، هو أن يكون هناك أشياء مزروعة مسبقا أثناء عملية التصنيع أدى إلى انفجار تلك الأجهزة، داعيا المواطنين إلى أن يكون لديهم حرص كامل على جميع أجهزة الاتصال اللاسلكي خاصة الأطفال.
ونصح شعراوي كافة المواطنين بالحرص على تجنب الارتفاع المفرط لدرجات حرارة الأجهزة اللاسلكية "الهواتف النقالة"، منوها إلى وقوع العديد من الحوادث المشابهة التي أدت إلى اندلاع حرائق كبيرة في المنازل بسبب سوء الاستخدام.
بطارية "الليثيوم" الأكثر تطورا
وتعتبر "الليثيوم" من البطاريات الحديثة جدا وذات قدرة عالية جدا، إذ تعطي كفاءة عالية ولفترة زمنية أطول، كما أنها تتماشى مع التطبيقات والألعاب التي يتم استخدامها، ولكنها أيضا تعتبر أكثر البطاريات خطورة في حال حدوث خلل ما.
ودعا الخبير والمستشار في شؤون الصحة والسلامة المهنية، المواطنين إلى الانتباه عند حدوث أي سخونة في أي جهاز لاسلكي، منوها إلى أن السخونة العادية لا تشكل أي خطورة، أما اذا كان هناك سخونة مفرطة فيجب ترك الجهاز.
نصائح لتجنب انفجار البطارية
ونصح شعراوي في حديثه لـ "رايـــة"، بعدم مكوث الأطفال لفترات زمنية طويلة على تطبيقات الألعاب، إذ يمكن أن تؤدي إلى خطورة عبر رفع حرارة الجهاز وانفجاره، كما دعا إلى إجراء أعمال الصيانة الدورية للأجهزة المستخدمة.
وأشار إلى أن خطورة "الانتفاخ في بطارية الجهاز"، وفي هذه الحالة يجب أن يتوجه المواطن فورا إلى مراكز الصيانة، وإزالة البطارية وتغييرها، خاصة وأن معظم الأجهزة الحديثة تحتوي على بطارية داخلية لا يستطيع المواطن فكها.
وأكد شعراوي أن استخدام البطارية هو الذي يحدد مدى صلاحية البطارية "عمر البطارية"، لافتا إلى خطورة ظاهرة "الشحن العشوائي" للأجهزة واستخدام المحولات غير المناسبة للجهاز التي قد تؤدي إلى انفجار المحوّل أيضا.
وشدد على خطورة شحن الجهاز اللاسلكي لفترات زمنية طويلة تزيد عن 10 ساعات، والأصل أن يكون شحن البطارية بعد عملية تفريغ البطارية بشكل شبه كامل، ويفضّل إزالة الجهاز من الشاحن فور امتلاء البطارية.
وأشار شعراوي إلى أن عمر البطارية الافتراضي لا يقل عن عامين، ولكن المحافظة عليها تكون حسب طرق استخدامها، أي أن استخدام البطارية بطريقة آمنة يزيد من العمر الافتراضي، والاستخدام الخاطئ يقلل من عمرها.