حزب الله سيمتص الضربة
باحث لبناني يكشف لراية تفاصيل جديدة عن تفجير الأجهزة اللاسلكية
أصيب 8 جنود إسرائيليين، اليوم الخميس، من جراء إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان نحو منطقة الجليل الأعلى؛ فيما أعلن حزب الله استشهاد 20 من عناصره بانفجارات أجهزة اللاسلكي الذي وقع مساء أمس.
وأعلن الحزب استشهاد 20 شخصا وإصابة 450 جراء موجة انفجارات ثانية ضربت أجهزة لاسلكية من نوع "أيكوم" بعدة مناطق بلبنان ودون إيضاحات عن الكيفية، واتهم إسرائيل بتنفيذ الهجوم وتوعد بـ"حساب عسير".
وتعليقا على الأحداث المتصاعدة في لبنان، قال د. علي رباح باحث ومحلل سياسي من لبنان، إن إسرائيل لا تفهم إلا بلغة القوة والحرب، معتبرا أنها بالفعل الذي فعلته مؤخرا "تفجير الأجهزة اللاسلكية" تحاول شل المقاومة بلبنان.
وأضاف رباح في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن الضربة كانت موجعة "وهي ضربة تحت الحزام" ولكنها ليست قاتلة، مؤكدا أن المقاومة في لبنان عندها من المواردة البشرية الكافية والهائلة وتستطيع أن تمتص الضربات.
وأوضح أن عدد كبير من الأفراد لم تكن لديهم الأجهزة اللاسلكية عندما انفجرت، إضافة إلى أن هناك مدنيين استفادوا منها وقاموا بشرائها والكثير منهم تعرض لإصابات وجروح، أي أن الهدف توسع ليطال المدنيين اللبنانيين.
تصنيع المتفجرات في بلد المنشأ
وبيّن رباح أنه قام باستشارة مباشرة مع شركة "هواوي" وسألهم عن إمكانية انفجار بطاريات الأجهزة اللاسلكية بشكل تلقائي في هجوم سيبراني والإجابة كانت "لا"، والأمر تم من خلال التصنيع تم إدخال متفجرات.
وتابع: "رأي شركة هواوي هو أنه تم تصنيع المتفجرات ودخلت في تركيبة بطاريات الأجهزة اللاسلكية"، مؤكدا أن ذلك يرتب مسؤوليات على كل دول المحور مثل الصين وروسيا وإيران واليمن ولبنان وغيرها.
ورجّح الباحث اللبناني علي رباح أن هناك ما حدث لتلك الأجهزة اللاسلكية من بلد المنشأ، وهو أمر خاضع للتحقيق وفيه بعض الضبابية وعدم الوضوح، وبحاجة للتروي وتحقيق كامل لمعرفة كيفية التعامل معها مستقبلا.
بدائل بعيدة عن أميركا
وشدد على أن ما حديث يشكّل "تحديا جديدا" ويلزم محور المقاومة بإعادة صياغة لكيفية استخدام الأجهزة اللاسلكية وصناعتها، وإيجاد طريقة معيّنة للتخفيف من الاستفادة منها من خلال إيجاد بدائل مناسبة وقوية لها.
وقال رباح في حديثه لـ"رايـــة"، إنه يجب البحث عن بدائل حتى لو عبر التفتيش عن بعض الشركات الصديقة مثل "شركات صينية أو روسية" والابتعاد عن الاستفادة من الدول التي لديها امتداد مع الولايات المتحدة.
ويرى الباحث والمحلل السياسي أنه رغم وجود ارتدادات للحدث على الجبهة الداخلية اللبنانية؛ إلا أن هناك وجه مضيء لها، إذ أن هناك حالة تضامن وتعاون في الشارع اللبناني، وهو ما فاجأ أميركا وإسرائيل.
احتمالات الحرب الشاملة
وتوقع رباح أن إسرائيل لا تريد الدخول في حرب برية شاملة بل "حرب برية محدودة" بمعنى أن يدخل الاحتلال قليلا عبر الحدود في لبنان، وهو يعتقد أن الضربة الأخيرة أثرت بشكل كبير على الجهد الحربي لحزب الله.
وأوضح أن الجرحى الذين سقطوا صحيح هم من العسكريين لحزب الله، ولكن ليسوا ممن يقاتلون، بل هم عسكريين الدعم واللوجستيات ومسائل الموارد البشرية التي لا تؤثر بقوة في الجبهة، وهناك بدلاء يحلون سريعا بدلا منهم.
ولفت رباح أن الاحتلال قال فعلا في بعض المقالات إن هذه الضربة لن يغير استراتيجيا، مشيرا إلى أنها أثرت "تكتيكيا" ولكن ما حدث يتم ردمه بسرعة، ولن يستطيع الاحتلال أن يدخل لبنان ويفصل حزب الله عن المعركة.
وأكد أن الاحتلال لن يستطيع أن يردع حزب الله ويمنعه من إكمال إسناد غزة، وأن يضعه تحت ظرف قاس وضاغط، وهو أكبر هدف لديه، ولكنه لن يستطيع تحقيق ذلك من خلال الضربة الأخيرة في لبنان.