الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:04 AM
الظهر 12:33 PM
العصر 4:02 PM
المغرب 6:45 PM
العشاء 8:00 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بإبرة وخيط تحاك ملابس النازحين في غزة

راية - غزة - صابرين الحرازين

تجلس في خيمة متهالكة على فرشة بالية تعتلي التراب ،حولها بضعة ملابس مستعملة وأثواب صلاة، تحاول بإبرة وخيط إعادة إصلاحها في ظل عدم توافر الملابس المناسبة في الأسواق ،إنها راوية مقاط أم لعدة أطفال من بينهم طفل يبلغ من العمر 16عاماً يعاني من زيادة الكهرباء وأدويته تحتاج لمبالغ طائلة إن وجدت ،وطفلة أخرى لا تبلغ العشر سنوات من ذوي الإعاقة وزوج يعاني من مرض نفسي غير قادر على إعالة عائلته . 


جاءت الفكرة لراوية حين رآت  ابنها الكبير  يعانى من عدم مقدرته على توفير الملابس لأطفاله ذوات الأعوام،  فما كان من الجدة أم هاشم إلا أن تقوم بتحويل بعض من ملابسها وأثواب الصلاة بيجامات وفساتين لأحفادها ،نظراً لشح الملابس وغلاء الأسعار لاقت قبولاً وإقبالاً من جاراتها اللواتي بدأن يجلبن لها ملابس مستعملة لتعيد تدويرها لأطفالهم بشكل لافت لا تكاد تميزه عن حياكة الماكينات وبقصات مميزة ،ومن هنا بدأت تمتد حتى اعتمدت فكرتها  كمشروع صغير لكسب المال القليل وجلب قوت يومها .


تعمل راوية طيلة النهار ولو كان باستطاعتها لفعلت ذلك ليلاً ،لكنها لا ترى فالضوء خافت وأصابعها تؤلمها من كثرة الخياطة ،فالعمل بإبرة وخيط ليس بالعمل البسيط وتوفيرهم ليس بالأمر السهل في ظل حرب فقدت فيها مقومات الحياة ، فهي تجوب الأسواق للبحث عن الخيطان التي ارتفعت أسعارها وبعض المستلزمات الضرورية كالمغيط والأقمشة التي تلجأ بعض الأحيان للرابش أو البالة لشرائها منه وربما تعود دون شرائها وتعاد الكرة يومياً  دون يأس .

زُرت رواية وهي تمسك بيدها بنطال تحيكه كانت قد قصته من شوال بيتي وتنوي تحويله إلي بيجامة صيفية أنهت خياطة  البنطال وهي تحدثنا أنها فقدت عائلتها كاملة واثنين من أسلافها نزحت مراراً وتكراراً من شمال قطاع غزة تحديداًمن بيت لاهيا إلى النصيرات لرفح ليستقر بها الحال في دير البلح بالقرب من محطة النخيل وتنبثق فكرتها التي تراعي ظروف النازحين بأسعارها الرمزية جراء عملية التحويل وقد تضطر في بعض الأحيان لبيع بعض القطع ببضع شواقل ليس أكثر ،فهي تشعر بصعوبة الحصول على المال لذلك تشعر بالنازحين الذين لا دخل لهم وتلبي حاجتهم  .


يجلس حولها أبنائها وأحفادها وتتمنى أن تجد من يدعم فكرتها ويساعدها ويمدها بالمواد الأساسية ،فهي لا تحتاج سوى أبر وخيطان لكي تستمر في ظل انتشار ماكينات الخياطة التي تعمل على الطاقة الشمسية  بذات الفكرة وتلاقي أيضا قبولاً لالتفات الناس مؤخراً لإعادة استثمار الملابس فمهنة الخياطة برزت بشكل لافت في الأشهر الأخيرة في كل الأماكن والمناطق سواء لإعادة التدوير أو الإصلاح ...

 

Loading...