خاص | تاريخ محور "فيلادلفيا" وتداعيات السيطرة الإسرائيلية عليه
بعد 23 يومًا من بدء العملية البرية في مدينة رفح، احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي محور صلاح الدين "فيلادلفيا" وهو الشريط الحدودي بين غزة ومصر، وقد صرّح نتنياهو أن إسرائيل لن تنسحب من المحور بأي شكل من الأشكال.
الباحث والكاتب في مركز مدار وليد حباس، أوضح أن محور "فيلادلفيا" هو الحدود التي تربط غزة مع مصر ويبلغ طوله 14 كيلومتر حيث يعود ترسيم الخط إلى عام 1906، خلال "تفاهم" بين العثمانيين وبريطانيا التي كانت تحكم مصر.
وأضاف حباس في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن هذه الحدود لم تكن مكان خلاف بعد النكبة لأن قطاع غزة وقع تحت الحكم المصري في حينها، ولم تكن أيضا مكان خلاف بعد النكسة لأن إسرائيل احتلت قطاع غزة وسيناء.
اتفاق مصري إسرائيلي
ولكن مع انسحاب جيش الاحتلال من سيناء العام 1982، وتوقيع اتفاق سلام مع مصر، تمت إعادة تأكيد مسار الحدود، وتم ترسيم ما بات يعرف بمحور صلاح الدين، والذي ظل تحت سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة حتى عام 2005.
وتابع أن مدينة رفح الفلسطينية تقع على جانبي محور صلاح الدين، بنسبة 80% في الجانب الفلسطيني و20% في الجانب المصري، لكن بعد الانسحاب، قامت إسرائيل ببناء محور حدودي من خلال هدم مئات المنازل الفلسطينية وإنشاء شريط بعرض 40 مترًا، وتم بناء جدار إلكتروني، وتشييد معبر رفح.
وأوضح حباس أنه بمجرد انسحاب إسرائيل من سينا وبقيت مسيطرة على قطاع غزة؛ بدأت أنفاق التهريب بالظهور من تحت هذه الحدود، إذ أكتشف أول نفق تهريب كان عام 1983، مشيرا إلى أن الأنفاق كانت أكثر للعائلات.
ووفق الباحث حباس، خلال الانتفاضة الأولى وفي عام 1990، بدأت الأنفاق تتحول إلى صناعة واسعة تستخدم لتهريب البضائع والأسلحة ومع اندلاع الانتفاضة الثانية، توسعت شبكة الأنفاق بشكل كبير، وبدأت تأخذ طابعًا أكثر تطورا.
معبر رفح والأنفاق
كان تشغيل معبر رفح الي يقع على الشريط الحدودي "فيلادلفيا" محفوفًا بالعراقيل والتوترات نتيجة لرفض الفلسطينيين تلبية المطالب الأمنية الإسرائيلية، وتصاعدت التوترات في كانون الثاني 2006 عندما اقتحم مسلحون فلسطينيون الحدود باستخدام جرافات.
وقال حباس، إنه في 14 حزيران 2007، سيطرت حماس كليًا على محور صلاح الدين، تلا ذلك فرض حصار على غزة، وفي كانون الثاني 2008، فجرت حماس الجدار الحدودي، مما سمح لمئات الآلاف من الفلسطينيين بالعبور إلى مصر، وهي حالة لم تستمر طويلا.
ولفت حباس في حديثه لـ "رايـــة" إلى أن محور صلاح الدين تحوّل إلى "عمل تجاري" بعد سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، بحيث أصبح النفق الواحد يدر أرباحا تقدّر تقريبا بـ 700 ألف شيكل يوميا، بعد إدخال البضائع لمواجهة الحصار الإسرائيلي.
الباحث والكاتب في مركز مدار وليد حباس يتحدّث بالتفصيل عن تاريخ محور صلاح الدين "فيلادلفيا" وتداعيات السيطرة الإسرائيلية عليه من جديد..