خاص | الاستيطان يقلّص مساحة قرية بورين إلى 6 ألاف دونم فقط

أكد إبراهيم عمران رئيس مجلس قروي بورين جنوب نابلس، أن القرية تتعرض لهجمة استيطانية ممنهجة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وما يحدث اليوم هو حلقة في مسلسل طويل منذ عشرات السنين يستهدف قرية بورين.

وأوضح عمران في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن هذا المسلسل الإسرائيلي يتمثل بعملية متواصلة ممنهجة ومخططة للاستيلاء على الأراضي وتخريبها وإقامة بؤر استيطانية وإنشاء شبكات طرق لها ولمعسكرات الاحتلال.

وأضاف أن كل ذلك يحدث من أجل حماية المستوطنين، ويرافق ذلك اعتداءات متنوعة بين الاعتداء الجسدي وتدمير الممتلكات وحرق البيوت وهدم البركسات الزراعية والاعتداء على المساجد وقطع الأشجار وحرق المحاصيل.

وشدد عمران على أن هذه الاعتداءات أصبحت تأخذ شكلا جديدا، بحيث أصبحت تُنفذ بشكل جماعي من خلال مجموعات عنصرية متطرفة تمثلها حركات وتشكيلات صهيونية مثل مجموعات "تدفيع الثمن وشباب التلال".

مخطط حكومي استيطاني عنصري

واعتبر أن الهدف من كل ذلك هو تنفيذ مخطط حكومي لحكومة استيطانية عنصرية تهدف لضم الضفة الغربية، واًصبح من البديهيات أن الاحتلال وقبل أن يصدر أوامر بالسيطرة على الأرض، يمنع أصحابها من الوصول لها.

ووفق رئيس مجلس قروي بورين، فإنه في مقابل ذلك تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بحرية الحركة في الأراضي الفلسطينية كما يسمح لهم بتجريفها وشق الطرق فيها بعد أن يكون قد حولّها إلى صحراء قاحلة.

وفيما يخص القرار الجديد لسلطات الاحتلال، قال عمران إنه ينص على وضع اليد على الأراضي لأغراض عسكرية، وتشمل الأراضي في بورين موقعين "جبل نظر" و"المرج" إضافة لمواقع في مادما وعصيرة القبلية.

مساحة بورين تقلصت إلى 6 ألاف دونم

وأضاف أن هذه المصادرة للأراضي تندرج تحت بند "عمليات تهويد الأرض" التي طالت من أرض بورين حتى الآن حوالي 12 ألف دونم، لافتا إلى أن اجمالي مساحة قرية بورين جنوب نابلس يبلغ 18 ألف دونم.

وبيّن أن قرية بورين لم يتبق فيها سوى 6 آلاف دونم مصنفة (ب) تشكل مساحة القرية ولكن هذه المساحة مطوّقة بالاستيطان من 3 جهات، عدا عن 4 بوابات حديدية وحاجز المربعة، واصفا الحاجز بأنه "حاجز الذل والقهر".

وقال عمران في حديث لـ "رايـــة" إن رؤساء المجالس القروية في القرى الثلاث، وتم تنسيق الجهود ومخاطبة محافظ محافظة نابلس ومدير الحكم المحلي ووزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، من أجل تقديم اعتراض.

إحياء نظام "العونة" لموسم الزيتون

وبشأن موسم الزيتون، أوضح أن الاحتلال يمنع المتضامنين الأجانب من دخول الأراضي خاصة في موسم الزيتون من أجل حماية المزارعين، لافتا إلى أن موسم الزيتون الماضي لم يتمكن المزارعين من قطف نصف المحصول.

وأكد أن الجميع يتخوف من موسم الزيتون الحالي، إذ ينتظره المزارع هذا الموسم كما ينتظره المواطن الفلسطيني، لافتا إلى أن الاحتلال يتعمد ضرب هذا الموسم ويعلم أن شجرة الزيتون هي عماد الاقتصاد الفلسطيني.

ولمواجهة اعتداءات وهجمات المستوطنين خلال موسم الزيتون، أشار عمران إلى أن المزارعين قاموا الموسم الماضي بإحياء نظام "العونة" بحيث يقومون بالتوجه إلى الأراضي في مجموعات لقطف ثمار الزيتون في بورين.

وأوضح أن هؤلاء المزارعين نجحوا في بعض المواقع وفشلوا في بعضها، والسبب في ذلك يعود إلى أن هجمات المستوطنين أصبحت ممنهجة وبشكل جماعي خاصة بعد السابع من أكتوبر، وبحماية وحراسة جيش الاحتلال.